أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تعاملات رمضان عند أعلى مستوياته في خمس سنوات ونجح خلال جلسات هذا الأسبوع في الثبات فوق مستوى 8000 نقطة وهو حاجز نفسي مهم ويرى محللون أن تنامي السيولة سيدعم ثبات المؤشر فوق هذا المستوى رغم توقعات بجني أرباح. وكان المؤشر سجل أعلى مستوى منذ سبتمبر 2008 بتجاوزه مستوى 8125 نقطة لكن سرعان ما تراجع في جلسة أمس وخلال تعاملات أمس إذ يسعى المتعاملون للاستفادة من موجة الارتفاعات التي بدأها المؤشر منذ منتصف يونيو. ويتراوح متوسط قيم التعاملات اليومية بين 4.5 مليارات وخمسة مليارات ريال يوميا (1.2 - 1.33 مليار دولار) وهو ما دعم مكاسب أكبر سوق للأسهم في الشرق الأوسط لتبلغ 19.35 في المئة منذ بداية العام وحتى إغلاق أمس الأول. وقال ثامر السعيد مدير محافظ الاستثمار لدى الأولى جوجيت كابيتال "من الواضح أن المستثمرين لديهم رغبة في ضخ مزيد من السيولة في السوق، ارتفع متوسط قيم التداول واصبحت السيولة تنتقل بين القطاعات وتبحث عن الفرص بشكل نشط". ولفت السعيد إلى أن النتائج المالية للربع الثاني لم تكن السبب الرئيسي في دعم السوق وإنما رغبة المستثمرين في إيجاد فرص استثمارية وثقتهم بأن السوق سيلحق بارتفاعات الأسواق الإقليمية والعالمية. وكان قطاع البنوك قاد ارتفاعات السوق خلال الجلسات الأخيرة من شهر رمضان ليدفعه لتجاوز مستوى 8000 نقطة الذي كان علامة فارقة عادت به لمستويات ما قبل الأزمة العالمية. ويترقب المتعاملون ما إذا كان المؤشر لديه القوة الكافية للثبات فوق 8000 نقطة ليؤسس منها قاعدة جديدة للانطلاق نحو مستويات أعلى وهو أمر يراه محللون فنيون مرجحا بقوة. يقول مهاب الدين عجينة رئيس قسم التحليل الفني لدى بلتون فايننشال "لا اتوقع أي هبوط للمؤشر دون مستوى 8000 نقطة قريبا، كسر مستوى 8000 يجعل المؤشر يستهدف 8400 نقطة على المدى القصير ومستوى 9500 - 10000 نقطة على المدى المتوسط". وحول المستوى المستهدف للأسبوع المقبل قال عجينة إن القطاع العقاري إلى جانب قطاعات البنوك والأسمنت والتأمين ستدعم صعود المؤشر خلال الأسبوع المقبل ليستهدف 8200 - 8400 نقطة. وأضاف "حتى في حال حدوث حركة تصحيح ستكون في نطاق 100 نقطة وستكون فرصة شراء قوية". ووافقه السعيد الرأي في أن أي انخفاض للمؤشر سيخلق قوة شرائية في السوق، وقال إنه يميل لتوقع عمليات جني أرباح خلال تداولات الأسبوع المقبل وإن تلك حركة طبيعية لسوق حقق ارتفاعات. ولفت السعيد إلى أن الأمر سيكون مشروطا بأداء سهم سابك الذي كسر مستوى 96 ريالا (25.6 دولارا)، مضيفا "إذا فقد سهم سابك مستوى 96 ريالا ستكون بداية لجني الأرباح قد تدفع المؤشر لمستوى 7900 نقطة". وتابع "ما عدا ذلك أرى أن سابك يتجه إلى 98 ريالا واتصور أنه أصبح قريبا جدا من مستوى 100 ريال وهو ما سيدفع المؤشر نحو الارتفاع". وحول تأثير العوامل السياسية في المنطقة على السوق لا سيما ما يدور بمصر قال السعيد "السوق انخفض إبان ثورة يناير لكن في تصوري أرى أن الناس أصبحت تتابع الأخبار بشكل مختلف". وتابع "هناك من هو مع ومن هو ضد لكن الفكرة في النهاية أن الناس أصبحت تستسقي الأخبار بالشكل المطلوب وهو ما يجعلنا نتوقع أن يكون السوق أكثر استقرارا وأقل تأثرا بالأحداث ما لم تكن هناك تطورات".