فوجئ جمهور فنان العرب محمد عبده بالمستوى الهزيل فنياً وجمالياً الذي ظهر به الفيديو كليب الأخير لأغنيته "وحده بوحده" والذي عايد فيه جمهوره بخيبة أمل وسقطة مدوية. فيديو كليب صبياني لا يؤكد الصورة التي طالما رسمناها لهذا الفنان القدير الذي أطرب الملايين برقي أدائه وعذوبة صوته واختياره المميز للكلمات الرصينة والألحان الشرقية التي تقوم على حسن اختيار جعل كثيراً من أعماله ترسخ في الذاكرة وتؤسس لنمط فني مختلف أهَّله دائماً لمرتبة الريادة على مستوى الأغنية العربية الأصيلة. لكن المفاجأة جاءت في عمله الفني المصور الأخير "وحده بوحده" الذي بث مع إطلالة عيد الفطر, ليصدم الجميع بمستواه الهزيل, وبأجوائه الصاخبة, التي تؤكد لكل من شاهده أن فنان العرب الذي نحبه أصبح من الماضي. كان يرفض "الفيديو كليب" ويرفض أن يغني في الأماكن الصاخبة!. وإذا به ينقلب على كل ما كان يرفضه ويظهر في الكليب وقد ركبت صورته بالتداول مع جمع من الشباب الذين يرقصون في مكان صاخب بشكل هستيري فج وكأنهم يهللون لصاحب "الأماكن" ويقولون له: مرحباً بك في أحضان أغاني "الساندوتش" الهابطة التي طالما نأيت عنها طوال مسيرتك الفنية الجميلة التي قدمت من خلالها أجمل صورة للفن السعودي. المطرب محمد عبده الذي نعرف لم نعثر عليه في "ورطة بورطة" أو "سقطة بسقطة" أو "وحدة بوحدة" لأنه كان شبحاً لتلك القامة المديدة التي أطربت الملايين؛ وبدا أن المخرج يعقوب يوسف المهنا أوقعه في الفخ وقلل من قيمته عند الجمهور السعودي الذي ظن أن العمل ربما يكون مجرد برنامج "كاميرا خفية" وليس حقيقة. نتمنى أن يكون هذا العمل أول وآخر السقطات حتى لا يعود فنان العرب مجدداً إلى اقتراف خطأ قاتل في مسيرته الحافلة بالعطاءات والإنجازات الفنية، كما نتمنى من فناننا بكل ود أن يوقف بث الكليب "المهزلة" وأن يعتذر لجمهوره عن هذا الخطأ الذي لا يليق بمحمد عبده ولا بالفن السعودي. أما إذا كان مقتنعاً بها ف"المصيبة أعظم"!.