استطاع الفنان راشد الماجد بقناته الشابة وناسة تحقيق المعادلة الصعبة بين تقديم القديم والجديد في الأغنية العربية والخليجية فيما عجزت «روتانا» عن تقديم هذه المواضيع على الرغم من الأعوام الطويلة التي قضتها في تقديم الحفلات والجلسات الغنائية، والنجاحات الكبيرة التي انتقلت من الشاشة إلى سوق الكاسيت والتي تحسب أولا وأخيرا ل«وناسة» وضعت «روتانا» في مأزق وجعلت جبينها يتصبب عرقا أمام الجمهور، واستطاع راشد الماجد استغلال فناني وناسة «بلاتينيوم ريكوردز» وفناني «روتانا» ومن بينهم ماجد المهندس ورابح صقر وآخرون في تقديم العمل الفني الحقيقي والجميل الذي طالما طالب المؤرخون الفنيون بتوثيقه لتقديمه إلى الجماهير الشابة التي لا تعرف عن هذا الموروث سوى ما تتناقله بعض القنوات التليفزيونية الحكومية على استحياء. الرياض. حسن النجمي راشد الماجد أعاد أغنية «لاخبر» بطريقة الفنان الأصلي فاضل عواد وقدمها بالشكل الذي يليق بجمالها في حضور قناة وناسة وفي ظل النسيان الواضح لأهمية هذا المطرب الذي فرض فنه في السبعينيات الميلادية ولم يعد أحد يذكره وهمش من تاريخ الأغنية العراقية بصورة محزنة. وقد لا يعرف البعض أن هذه الأغنية قدمها الفنان فاضل عواد في مطلع السبعينيات الميلادية، وكانت رفضت من الإذاعات العراقية فحاول ملحنها حسين السعدي توريط فاضل بتقديمه الأغنية خارج الأسطوانات آنذاك، وكان الملحن ياسين الراوي الذي يقدم برنامجا للهواة موصلا جيدا لها، حيث قدمها في برنامجه ولاقت نجاحا ورواجا هائلا بين العراقيين وفي الكويت والخليج العربي ووصلت سمعتها إلى مصر، وحقق منها فاضل عواد أجمل نجاحاته وعرف بمطرب حامض حلو: لاخبر لاشفيه لا حامض حلو لاشربت لاخبر قالوا صوانيكم شموع انترست وراشد كان ذكيا في هذا الاختيار، كما أن هذا لم يكن العمل الوحيد فقد فاجأت «وناسة» جمهورها الذي أصبح كبيرا بدويتو غنائي متكرر بين أغلب النجوم، وكانت عودة رابح صقر لراشد الماجد من أهم الأحداث الفنية في العام الجاري لينطوي بعدها خلافات ومشاحنات هائلة بين الطرفين منذ ألبوم «شرطان الذهب» 1995. وفي الجهة الأخرى لا تزال «روتانا» تقدم في جلساتها الفنية اللقاءات الفنية التي وصفتها بالعملاقة دون السعي في توثيق الأغنية للجمهور ما جعل «وناسة» تأخذ هذا الهيلمان الكبير وتحظى بتغطية ضخمة من قبل ال mbc على أثيرها وبث هذه الأعمال بشكل مباشر على ال«إف إم». استفادت قناة وناسة من حضور محمد عبده، ماجد المهندس، وعبدالرب إدريس، وعد، أروى، علي بن محمد، ومنى أمارشا، وبثت جديدهم في ضربة مميتة لقنوات «روتانا» ووسط تعليقات دبلوماسية من قائد فريقها سالم الهندي بأن هناك اتفاقا في التعامل لكن الحقيقة عكس ذلك فقد باتت «وناسة» قريبة جدا من المرمى في ظل تخبط «روتانا» وخروج أغلب مطربيها من ساحة المنافسة، إضافة إلى أن وضع السوق الغنائية لم يعد كسابق عهده، فهناك أمور طرأت في الفن أكبر وأهم بكثير من تقديم ألبوم لمطرب معروف ودخلت في نفس الصناعة الفيديو كليب الخاص بالجلسات وتقديمها للجمهور مشاهدة وسماعا. نعم لقد كنا بحاجة إلى مثل هذا الحضور وكنا بحاجة إلى تقديم الأعمال التي مسحت من ذاكرة الجماهير و«وناسة» أعادت لنا جمال الإحساس في أصوات الكثير من المطربين، وفي صورة فنية حضارية مشرفة جعلتنا نرفع القبعة لقائد فريقها راشد الماجد