لاتزال المشاريع الرياضية في السعودية أحد أهم حلقات الضعف التي تسببت في انهيار الرياضة السعودية خصوصاً في العقد الأخير، إذ على على الرغم من تزايد الاعتمادات السنوية للمشاريع الرياضية من قبل الدولة وضخ المليارات لتشييد المنشآت الجديدة في مختلف المناطق، إلا أن ذلك لايبدو واقعاً على الأرض لأسباب عدة أبرزها البيروقراطية، وسوء اختيار المنفذين للمشاريع، وأحياناً التأخر في صرف الاعتمادات المالية. وعند الوقوف على هذه الأسباب، سيكون منطقياً وضع اللوم على الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتحديداً وكالة الشؤون الفنية في الرعاية، إذ تتحمل النسبة الكبرى من الفشل والتأخر في إنهاء هذه المشاريع، فعملها كما يبدو للمتابع البسيط لايتجاوز مسألة إرساء العقود على المقاولين الذين هم في الغالب أساس المشكلة بسبب عدم متابعتهم والضغط عليهم وفرض الشروط والجزاءات المشددة في حالة التأخير أو التعثر، إذ بمجرد إلقاء نظرة على أسماء الشركات المنفذة يتضح بجلاء تعثرها في مشاريع سابقة قبل حصولها على مشاريع جديدة، والأسوأ من ذلك هو غياب المتابعة الميدانية إلا في حال حدوث كوارث أو أخطاء يتم إظهارها إعلامياً، إذ توكل مهمة الإشراف والمتابعة لمكاتب رعاية الشباب في المناطق التي غالباً ماتفتقد لمهندسين متخصصين بالإشراف والمتابعة. منشآت ومبانٍ عدة تأخرت عن وعد تسليمها وهي معتمدة منذ اعوام، فعلى سبيل المثال منشأة الرائد في بريدة والتي اعتمدت في ميزانية العام 2009 لاتزال في مرحلة الأساسات ووضع القواعد على الرغم من مرور خمسة اعوام على اعتمادها، إذ لايبدو سبب التأخر واضحاً، ولايوجد تفسير لهذا البرود العجيب إلا ضعف الرقابة والوقوف على مشاكل ومعوقات انجاز المشروع الذي يتم فيه العمل على فترات متقطعة، من دون إبداء الأسباب، فتارة يتم تغيير المقاول وتارة أخرى يأخذ المقاول الآخر وقتاً طويلاً في اختبار التربة، ومرات عدة يتعطل العمل بسبب تأخر الحصول على المستخلصات المالية، وهذا كله بسبب سوء اختيار المقاول وعدم متابعة العمل وعدم الضغط على وزارة المالية للحصول على المبالغ المالية المعتمدة، ومرد هذا كله لسوء وضعف عمل وكالة الشؤون الفنية. الأمر لايقف عند هذا الحد، فمنشأة الرائد الذي ظل لقرابة ال60 عاماً يتنقل بين منشآت بنيت بجهود ذاتية ليست الأولى، فهناك العشرات من المنشآت والمباني المعتمدة لكنها لازالت معطلة للأسباب ذاتها، وهو مايدعو للتساؤل عن عدم وضع حد لهذه المشاكل التي باتت تهدد رياضة الوطن التي هي تعاني أصلاً من أمور عدة، ليأتي ضعف البنية التحية ويزيد من هذه المعاناة. ليت وكالة الشؤون الفنية تتعلم من "أرامكو السعودية" التي تعمل حالياً على إنهاء ملعب الملك عبدالله في جدة في الوقت المحدد، وليتها تكون واضحة وتحدد الأسباب التي تعيق العمل على إنهاء هذه المشروعات الحيوية، إذ بات الشارع الرياضي يمني النفس بتكليف الشركات العملاقة والمحترفة مثل أرامكو بإنهاء هذا الملف المعطل بسبب البيروقراطية وضعف المتابعة في الإشراف والتنفيذ من قبل وكالة الشؤون الفنية في الرئاسة.