لكل زمان رجاله ولكل ميدان أبطاله وفرسانه، ولأن سنة الحياة تفرض عليهم الترجل يوما ما عن هذه الميادين، بالاعتزال أو الابتعاد أو الإبعاد، وربما يكون الرحيل أوسع ليشمل الحياة الفانية، لذا فإن من أخلاقيات الرياضة الاهتمام بهؤلاء الفرسان، والوفاء لهم بعد ترجلهم، كجسور تمتد بين عطاءات الماضي ووفاء الحاضر واستشراف المستقبل ورسالة للأجيال المقبلة، أن العطاء لا ينضب. في شهر رمضان المبارك الماضي أقيمت مباراتان خيريتان، الأولى جمعت الأهلي والاتحاد لمصلحة أسرة المدافع الراحل محمد الخليوي -رحمه الله- والثانية بين عمالقة البرازيل والسعودية من قدامى اللاعبين، ريعها للجمعيات الخيرية، وكشفت المباراتان عن اجتهادات فردية تشكر وتقدر لأصحابها المتطوعين، ولكنها لا ترقى للعمل الاستراتيجي المنظم المفترض، فكان تواضع الحضور الجماهيري أبلغ إثبات على التنظيم المبسط، وضعف الدعاية والإعلان المحفزة، التي تشجع على المبادرة في مثل هذه التجمعات الخيرية، فضلا عن غياب المشاركة الاجتماعية الواسعة بكافة أطيافها، التي تدعم مثل هذه المناسبات، غير الحضور الخجول للأندية. "الوفاء الرياضي" جانب مهم يكرس الدور الاجتماعي والإنساني تجاه الرياضيين السابقين وعلى الرغم من إعلان الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن صندوق الوفاء الرياضي، إلا أن هذا الصندوق لم يتم تفعيله ولا تعرف لوائحه التنظيمية والإدارية ولا الجهة التي تتبناه، وإذا كان من الإنصاف القول ان فكرة الصندوق فكرة نبيلة بحد ذاتها، فإن من الإنصاف أيضا ألا يختزل الوفاء داخل صندوق فقط لم يتم تفعيله حتى الآن، بما يخدم الحالات الإنسانية للكثير من الرياضيين الراحلين أو المعتزلين، لذا فمن المهم أن تتسع المشاركة الاجتماعية والمبادرات الفاعلة بدءا من الأندية والمؤسسات الرياضية، للوقوف مع الرياضيين السابقين من ذوي الظروف الخاصة، سواء من الحالات المعلنة أو من أولئك المتعففين وهم كثر، الذين لا يسألون الناس إلحافا في كل الأحوال.