كان من ضمن قرارات الاتحاد السعودي لكرة القدم التاريخية التي أعلنها أمير الشباب المستنير (نواف بن فيصل) في اجتماعه الأخير.. تحويل مسمى الصندوق الرياضي إلى (صندوق الوفاء) وتفعيله بما يخدم الحالات الرياضية الإنسانية، وإبراز أهم منطلقاته الوفائية وأعماله العرفانية ومبادراته التفاعلية وأهدافه السامية, سواء مع اللاعبين السابقين أو الحكام المعتزلين أو الإداريين العاجزين الذين خدموا الحركة الرياضية.. ووجدوا أنفسهم فجأة أمام ظروف قاسية (صحياً ومادياً واجتماعياً ومعيشياً)..!! وارتهنوا في أحضانها..! وليس لهم سبيل الأوفياء المحسنين، فالصندوق الرياضي قبل تطويره وتفعيله ودعمه من -العقل المستنير- كان مع الأسف خارج الخدمة حتى إشعار آخر..!! وتحديداً بعد وفاة رائد النهضة الحديثة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- حيث كان يلامس الهموم بحضوره ولياقته وتفاعله وتعاطيه مع الحالات الإنسانية الرياضية التي نشرتها بعض الصحف ومنها المتخصصة (الجزيرة) في وقت مضى. وحضت باستجابة عاجله من الأمير الراحل, لما كان يضطلع به الصندوق الرياضي بأهدافه السامية ومنطلقاته الإنسانية, وما يقدمه من مساهمات مادية في دعم الجوانب الرياضية من خلال الصرف على حالات.. متمثلة في تقديم مساعدات مالية لذوي المتوفين من الرياضيين من اللاعبين أو المدربين أو الحكام ممن خدموا الحركة الرياضية وقدموا تضحيات جسيمة للقطاع الشبابي والرياضي, وعلاج ممن تتطلب حالته المرضية الحرجة علاجه سواء في الداخل أو الخارج, وكل هذه الأهداف السامية للصندوق الرياضي في عهد (الأمير الراحل).. كان في كامل لياقته التفاعلية وإعماله الوفائية ومنجزاته الخيرية.. فلاعب كان يحتاج للعلاج خارجيا يجد مبادرة سريعة لعلاجه كما حصل مع نجل لاعب الشباب السابق خالد سرور (بندر) التي نشرت الجزيرة حالته الإنسانية, وتمت معالجته في أمريكا بمبادرة حانية, ولاعب توفي صرف له 200 ألف ريال مثلما حصل للاعب الشباب سعد خير الله -رحمه الله- وهكذا كان الصندوق الرياضي مع كل حالة اجتماعية رياضية تنشرها (الجزيرة) أو الصحف الأخرى يؤكد أن الرياضة.. جزء من الهموم الاجتماعية «ولا يمكن فصلها عن القضايا الأخرى» ورسالة إنسانية تأصيلية قبل أن تكون ميدان فوز وخسارة, لذلك كان (صندوق الأمس الرياضي المتوثب).. صديق حميم للرياضيين السابقين الذين قذفت بهم الظروف الصحية والمادية والاجتماعيةالنفسية.. فجاه وأصبحوا بالتالي يعيشون تحت سقف المعاناة, وعلى بساط مرارة العيش.يأخذ بأيديهم ويلامس مشاعرهم ويصافح قلوبهم ويخفف أحزانهم...!!! غير أن منهجية وآلية وضوابط الصندوق الرياضي وعقب رحيل رائد العمل الإنساني (فيصل بن فهد).. تغيرت اتجاهاته اللوائحية وتحولت أهدافه إلى أهداف غير سامية.. كصرف مكافأة وحوافر تشجيعية للاعبين والمنتخبات في حالات تحقيق إنجازات رياضية في البطولات التنافسية, وتقديم المساعدات والقروض للأندية الرياضية التي تعاني من أزمات مالية..! إلى جانب مساعدة أسر اللاعبين المتوفين أثناء تأدية مهمات رياضية عندما يكون المتوفى مشاركا مع ناديه.. أكرر مشاركا مع ناديه يعني على رأس العمل..!! فكم من حالات رياضية إنسانية نشرنا معاناتها، ونقلنا صوتها الجريح عبر (الجزيرة) بعد إحالتها للتقاعد الرياضي..!! منهم من لازم فراش المرض, ومنهم من وجد نفسه على رصيف البطالة, يبحث عمن يسد رمقه ورمق أسرته.. والصندوق بأنظمته المعقدة ولوائحه المطاطية.. يدير ظهره ويولي مدبرا ولم يعقب..!! عاجزاً عن التفاعل والتعاطي مع هذه الحالات الإنسانية بسبب أنظمة عقيمة لا تتماشى مع الأهمية المعيارية المرحلية.. والرسالة الرياضية الحقيقية. والأكيد أن القرار الوفائي الذي أعلنه أمير الشباب المستنير..حول تحويل مسمى الصندوق الرياضي إلى (صندوق الوفاء) ودعمه وتفعيله..كما كان في الماضي وإبراز أعماله ومناشطه ومشروعاته الخيرية مع الحالات الإنسانية الرياضية.. سيعيد صياغة وصيانة أنظمة ولوائح وأهداف الصندوق الوفائي، خاصة أن خزائنه ستنتعش بمبالغ طائلة، والأهم أن يتم التعامل مع مداخيل ومصروفات الصندوق بأسلوب ومنهجية أكثر شفافية ونزاهية ساعتها نضمن سد أبواب الفوضوية ونوافذ مظاهر الفساد, والتهاون في التعامل مع المال وإنفاقه في غير أهدافه السامية, واقتراحي هنا لماذا لا يتم ترشيح أحد اللاعبين السابقين ونجوم الأمس الرياضي.. ممن تتوافر بهم النزاهة والدراية والتخصص والتجربة الثرية والإلمام التام.. كالدكتور صالح العميل أو الأستاذ أحمد عيد والأستاذ عبدالله آل الشيخ أو الدكتور عبدالله البرقان وغيرهم من الكفاءات الوطنية الرياضية التي جمعت الفكر المستنير, والعلم المدجج, والخبرة الميدانية والسيرة الحسنة, للإشراف على أعمال ومنجزات (الصندوق الوفائي) بثوبه القشيب, ومتابعة وضبط آلية الصرف المالي, بما يساعد على أداء الأدوار الرقابية والقانونية بكفاءة وفعالية, وبما يحقق أهدافه السامية ومنطلقاته النبيلة ومعاييره الفضيلة.