السعادة لا تشترى، ولكن المرح والترفية يمكن لك أن "تصنعها" بنفسك، ولا يرتبط بشرط أساسي بالمال، فالمال وسيلة لتحقيق غرض، وقد يأتي بهدفه أو لا يأتي. لكن من الممكن ان نجعل من بيئتها "المنزل والأسرة" والمجتمع ومن حولها بحالة فرح وسعادة. فكثيرا ما نلحظ أن البعض يربط السعادة والفرح بالمال ووفرته وهذا غير حقيقي، بل تأتي من خلال متطلبات كثيرة، الوفاق الأسري، الرضا الذاتي، تحقق الأهداف، الصحة، الترفية المتوازن، سعادة من حولك وهكذا. ونحن بمجتمعنا نلحظ أن الضغوط كثيرة في حياتنا، إما لظروف مالية او الطقس او المجتمع أو ضعف وسائل الترفيه التي هي متغيرة وغير متشابهة كمطلب من شخص لشخص أو أسرة لأسرة. ولكن المشهد العام أننا ببيئة ومجتمع تحتاج للكثير من وسائل الترفيه والترويح لخلق توازن نفسي مع النفس والمجتمع، فلا تكون حياتنا كلها ضغوطا وعملا ونقمة وضيقا وكدرا بلا توقف. نحن أحوج ما نكون لوسائل الترفيه " طول العام، لنخلق السعادة للجميع والفرح من الطفل للشيخ الكبير، ولكن التقصير هنا كبير جدا، فكم حديقة عامة متوفرة للأسر السعودية وغيرها؟ كم مسرح متوفر؟ كم برامج ترفية توضع طول العام؟ كم معرض وجذب سياحي يعمل به؟ كم فاعلية سياحية حقيقة يعمل بها طول العام؟ كم ناد رياضي صحي بكل حي وخاصة المرأة؟ كم برامج العناية بالطفل؟ كم فنادق خمس واربع نجوم بالرياض كمثال تصبح مكان ترويح وترفيه؟ كم مكتبة فتحت أو متحف؟ كم مزار سياحي وأثري؟ كم مدينة ترفيه وضعت؟ ووو.. وهناك الكثير من العمل السياحي والترفيه والترويح الذي نحتاجة هنا بالرياض ذات 7 ملايين ساكن، فماذا عن الغربية والشرقية والشمالية والجنوبية والقرى والهجر، نحن بحاجة لعمل "مشروع" و"برامج" لصناعة الترفيه والترويح ببلادنا وطول العام وليس وقتيا او موسميا. ما يحدث من ارتفاع عدد المسافرين للخارج وهم "عوائل واسر بأطفالهم، لماذا يسافرون؟ يريدون الأجواء الباردة المعتدلة؟ إذا لماذا لم نستثمر ابها والمنطقة الجنوبية وسبق وذكرت مدينة ابها فقط بها فندق واحد خمس نجوم، فهل ستتحمل مليون سائح؟ والطائف والباحة والنماص وغيرها. أما البحر والترفيه فأين البواخر العائمة؟ والشاليهات الحكومية واستثمارها والمدن الترفيهية بالشرقية او الغربية او الجنوبية أو الشمالية على الشواطئ، لدينا ثروة لم تستثمر في "صناعة الترفيه والسياحة" نحتاج كل هذا ليس لمنع السفر للمواطن والاسرة بقدر ان يكون بيننا لكي "نخفف" من ضغط الحياة ونصبح متوازنين كاحتياج مهم، مع الحرية الشخصية بلا تدخلات او وصاية او غيرها، نحتاج كل ذلك، فمن يعلق الجرس؟