بنك الكويت المركزي يخفض سعر الفائدة 25 نقطة    محمد بن ناصر يدشّن «جادة 30»    أمير الشرقية ونائبه يطلعان على تطوير المنافذ الجمركية    تطورات تشريعية وقضائية في حقوق الإنسان    المملكة تؤكد ضرورة مواصلة التنسيق لوقف القتال في السودان    القيادة تهنئ أمير قطر ورئيس النيجر    ولي العهد ورئيس الوزراء العراقي يبحثان الأوضاع الإقليمية    وزير الإعلام.. يطلق ملتقى «صُنّاع التأثير ImpaQ»    أمير الشمالية يتسلّم تقرير «مثاني»    تعزيز الخدمات الصحية في المزاحمية    «التخصصي» ينجح في استئصال عقد ليمفاوية باستخدام الروبوت    مختصون بمعرض جدة للكتاب: الروايات الخليجية من أكثر الأعمال طلباً لدى الناشرين العرب    فعاليات توعوية لحياة صحية أفضل بمجمع الملك عبدالله الطبي بجدة    الدفعة الثانية من ضيوف برنامج خادم الحرمين تصل للمدينة المنورة    لا إقصاء.. لا طائفية    الرياض: إزالة أكثر من 16 ألف حالة تعدٍّ على أراضٍ حكومية    غزة تواجه أوامر الإخلاء وسط دعم إسرائيلي للاستيطان    السجن مدى الحياة عقوبة قاتل الجنرال الروسي    النائب العام يفتتح أعمال الاجتماع السنوي الرابع لجمعية النواب العموم العرب    «التضليل الإعلامي» في ورشة بمعرض كتاب جدة    الأطفال يصممون الأزياء في معرض جدة للكتاب 2024    "اليونسكو" ومؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية تحتفيان باليوم العالمي للغة العربية بباريس    سفير الاتحاد الأوروبي يهنئ المملكة باستضافة كأس العالم 2034    وزير الدفاع يرأس اجتماع مجلس إدارة الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية    وزير الدفاع يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير دفاع أستراليا    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان "الحفاظ على مقدرات الوطن والمرافق العامة من أهم عوامل تعزيز اللحمة الوطنية"    جامعة الأميرة نورة تُطلق معرض "إطار" لاستعراض مشاريع الطالبات في صناعة الأفلام    المركز العربي الأوربي يكرم الدكتور هادي اليامي    ارفى تختتم برنامج "مراس" ودعم لثلاثة مشاريع فائزة من البرنامج    الدكتوراه لرباب المعبي    جمعية رتل بنجران تطلق التصفيات الاولية لجائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز    محافظ محايل يلتقي مدير المرور الجديد    تعليم الطائف يطلق مهرجان الإبل بمشاركة واسعة من الطلاب والطالبات    الأمير تركي الفيصل يفتتح مبنى كلية الطب بجامعة الفيصل بتكلفة 160 مليون ريال    الإحصاء تنشر إحصاءات المنشآت السياحية للربع الثاني 2024    كشف حقيقة الأجسام الطائرة في سماء نيوجيرسي    مصرع 14 شخصا جراء زلزال فانواتو    انطلاق نهائيات الجيل القادم لمحترفي التنس... اليم    الدفاع المدني : أمطار رعدية على معظم مناطق السعودية حتى السبت المقبل    محافظ الأحساء: «ريف السعودية» يدعم 43 % من القوة العمالية والنسائية في السعودية    أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    «العليمي»: السعودية حريصة على تخفيف معاناة الشعب اليمني    استدراك ما أُهمل من تراثنا العمراني !    محمد بن ناصر يدشّن برنامج "مبادرات المناطق"    إقامة دورة التصوير والمونتاج الميدانية لذوي الإعاقة السمعية في جازان    سعود بن بندر يطلع على خدمات "هبة لمتلازمة داون"    علامات الزواج من رجل يميل للعنف والعدوانية    «الصادرات السعودية» تطلق خدمة «الإعفاء مقابل التصدير»    الأخضر يكسب ودية ترينيداد وتوباغو بثلاثية    برئاسة "الفيصل" .. ألبانيا تحتضن اجتماعات الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي    تدشين المخيم المجاني لجراحة العيون في المستشفى الميداني السعودي في سقطرى    «هانا المرعبة».. مخاطر قلة النوم    5 فوائد للمشي إلى الخلف    بحضور تركي آل الشيخ.. انطلاق أسبوع الملاكمة لنزال «Fury vs Usyk Reignited»    الخليج يخوض ثلاث وديات في معسكر قطر    أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    الأمير فهد بن سلطان يستعرض مخطط تبوك وتيماء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وللترفيه... بُعد آخر
نشر في الشرق يوم 10 - 04 - 2013

تستمر وتيرة الحياة نهاية كل أسبوع بالنمط الروتيني السائد في المجتمع، بالبحث عن الترفيه بين أروقة المحلات وفي المجمعات التسويقية، ودعت حاجة البعض إلى كسر هذا الروتين بخلق رياضة المشي في الأسواق الكبيرة لعمل نوع آخر من التغيير، ولقلة توفر أماكن مخصصة للرياضة في أجواء مناسبة بشكل عام ودون رسوم، فما أن ينتهي أسبوع حافل بضغوطات العمل وخشونة الحياة، حتى تتوجَّه أنظار وآمال الأسرة نحو رب المنزل الذي يحتار في إيجاد مكان مناسب يلبِّي احتياج أسرته، لينتهي به الأمر كل مرة بأخذهم للتسكع في المُجمَّعَات في بداية يوم يبدأ بتسوق مستمر، لا ينتهي إلا بالجلوس في أحد المطاعم التي تكتظ بها البلد، وتنتشر بشكل مبالغ فيه، وفي مناسبات أخرى يلجأ إلى بلدان مجاورة للبحث عن خيارات إضافية للترويح عن النفس.إذ مازالت عملية الترفيه الداخلية تتحسس خطواتها بحذر تارة، وبخجل تارة أخرى، وتُعتَبَر متأخرةً كثيراً عن ما يتضمنه المعنى الحقيقي للترفيه بصفة عامة، ولأن كلمة السياحة أو الترفيه ظلت فترة طويلة تعنى (ألا شيء) أصبحت المبادرات الترفيهية البسيطة التي خرجت مؤخراً تُعَدُّ حدثاً كبيراً، واختراعاً ليس له مثيل لعديد من الناس، لأنهم حُرموا من وجود أماكن عامة غير تقليدية تخدم هواياتهم، أوتكون على قدر تطلعاتهم نهاية كل أسبوع، بل مازالت تصر تلك الأفكار (السياحية) على حصر المواطن في إطار رجعي بعيد عن التحضر بشكل لا يتناسب مع التطور الذي يعيشه، ولا يعكس جزءاً يسيراً من إمكانات الدولة الضخمة التي من المفترض أن نلمسها حولنا بشكل لائق، فتجد أغلب المشاريع السياحية أو الترفيهية العامة تتوجه لنمط واحد (تراثي قديم) متكرر يربطنا بتلك الحقبة بقوة ولا يتزحزح عنها، فتجد مئات من القرى الشعبية تتكرر بشكل لا ينتهي، ولا نقصد هنا أن نتبرأ من ماضينا أو تراثنا، بل نحتاج لصناعة فكرة جديدة ونستثمرها بشكل إثرائي يفيد العامة ويضيف إلى فكرهم وثقافتهم، ولا ننكر المجهودات التي بدأت تتضح ملامحها في بعض المشاريع السياحية، إلا أنها تعاني من بطء شديد جداً، فما أن تكتمل بعض الشيء حتى نكتشف تأخرها مقارنةً بما وصل له تقدم العالم حولنا، لنجد أنَّ احتفاءنا بإنجاز قطع الميل الأول لا قيمة له؛ لأن هناك ملايين سبقونا وتجاوزوا الألف ميل منذ عشرات السنين!
مازلنا نأمل ونطمح إلى أن يكون لدينا مقرات وطنية، ومتاحف ومعارض فنية تشكيلية تُنمِّي الذائقة الفنية والحسية وتحفز الرغبة في المعرفة لدى الفرد، بشكل يعنى بخدمة المجتمع وتطوير أفكاره وآفاقه المعرفية على أن تفتح أبوابها للعامة طوال السنة؛ لأنَّه من الصعب أن نستمر بمشاهدة ما تحويه المتاحف العامة في جميع أنحاء العالم من خلال البرامج التليفزيونية، ونستمر في تقبل فكرة (سياحة المطاعم والأسواق)، وإذا عملنا جدياً على تحفيز الذائقة الفنية ينبغي أن نتوقف عن عملية جذب الفكر والمعرفة (بالطعام) الذي أصبح يتوفر في كل مكان لدرجة التخمة، إذ يعتمد مفهوم الترفيه في عديد من المراكز والمهرجانات على توفير الطعام بشكل مُكثَّف وكأنَّ الزائر سينفق من الجوع في أي لحظة!
ونحتاج لإدخال هوايات واهتمامات جديدة تجذب عقول الناس وليس بطونهم، مثل المعاهد الفنية التي تمنح الفرد مساحة من ممارسة هوايته وصقل موهبته بحريَّة، ومن الجميل أيضاً على سبيل المثال أن يكون في المدن الساحلية نوادٍ عامة لتعليم هواية وفن الصيد الذي يعلم مبادئ (الصبر)، وألا تقتصر النشاطات الترفيهية علي المنتجعات السياحية التي لا يقدر على تكاليفها سوى الأثرياء فقط، بل من الضروري أن يكون هناك مجال أكبر للمواطن العادي والبسيط الذي بحاجة للاستمتاع مع أسرته دون خوف أو قلق من استنزاف جيبه، وما يستحق الإشادة به تلك المبادرة الهادفة التي حواها المركز الترفيهي في الدور الثاني من (روائع المكتبات) في الخُبر والذي تتمحور فكرته علي أركان تُعنى بتنمية فكر الطفل وتغيير النمط السائد عن أماكن اللعب التقليدية، إذ تعطي تلك الغرف الزجاجية زائرها الصغير شيئاً من الحرية والاعتماد على النفس، وتمنح من يُريد من والديه فرصة لمتابعة النشاطات دون تدخل من خلال الزجاج، ويتكون المركز من أركان متعددة يحمل كل ركن فيها مهنةً أو هدفاً مختلفاً يشجع علي الإنجاز والعمل، فتجد ركناً لصناعة قوالب الصابون، وعمل أوانٍ خزفية وفخارية والرسم عليها، وركناً لعمل الشمع، وآخر لعمل مكعَّبات الشيكولاتة، وركناً لخبز البسكويت والفطائر، وآخر للرسم على الملابس، وركناً خاصاً للنجارة وغيرها، كما يوجد أركان أخرى مخصصة للأصغر عُمراً، ويقوم على الإشراف بها موظفات وطنيات يتعاملن بأناقة مع كل طفل على حسب فئته العمرية، وأكثر ما يلفت الانتباه نظافة المكان وترتيبه، الذي فرض احترام قوانينه علي مرتادي المركز حيث يمنع وجود الكبار أو الخادمات داخل الأركان، ليمنح بيئةً مُشجِّعةً للمدارس على زيارته في الرحلات المدرسية الإثرائية، الأمر الذي يدفعك إلى احترام فكرة هذا المشروع حين كسر النمط السائد للعب بتعزيز الإحساس بقيمة العمل المعنوية.
لا أعرف من صاحب هذه المبادرة الجميلة، ولكن أعتقد أنَّ فكرته تستحق الإشادة لأنَّهَا قدمت عملاً ترفيهياً ذا قيمة ثقافية تخدم فكر أبنائنا وتحرك عضلاتهم في توازن منطقي، في نفس الوقت التي تختنق فيه الأفكار الترفيهية من الرجعية والنمطية أمام ما تمتلكه الدولة من مقومات أضخم من أن تنتهي أمام قرى ومطاعم تراثية شعبية، وبقي أن أذكر أن رجال الأعمال في الدول المتحضرة اعتادوا علي التسابق والإبداع في الأفكار التي تطور من شأن شعوبها، فتجدهم يهتمون كثيراً بالاستثمار في فن صناعة الفكرة الناجحة التي تساعد على تطور ورفاهية الإنسان، فأصبح من الضروريات قبل أن تتمَّ الموافقة علي أي مشروع ترفيهي البحث في أهدافه وماذا سيقدم للمجتمع، ونحتاج الآن جدياً أن ننتبه ونوقف من ظاهرة (الطعام الترفيهي) لكي لا يصاب المجتمع (بداء البطنة) الذي يُذهِبُ الفِطنَةَ بالعمل على خلق أماكن لائقة للترفيه تساعد على تبديد ضغوط الحياة وتوازن بين الحركة والتفكير ليصبح لعملية الترفيه بُعدٌ اخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.