كل عام والجميع بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك ، ككل عيد حالة استنفار لا تتوقف وجهود كبيرة من كل الجهات الحكومية سواء الإمارة أو أمانة الرياض أو الشرطة وغيرها ، كثيرة هي الفعاليات لدرجة لا أستطيع حصرها ، كأننا في حالة كرنفال واحتفال جميلة نحن بحاجة لها حقيقة ، خاصة وسط بيئة ومجتمع يصعب أن يجد صيغة « فرح ومرح « مفتوحة ، فمن منع « العزاب « وفصل العوائل ، ومحدودية الأماكن ، وضعف الاهتمام بالطفل، وفصل الأب عن أسرته ، مصاعب كبيرة تعانيها الأسرة ، ولكن هناك « رياح « تغيير نأمل أن تستمر ويتعايش مجتمعنا بمزيج متناغم ومتوازن ككل المجتمعات ، عيد الرياض نتمنى أن تكون كل السنة لدينا عيدا ، باستمرار المسرح ، والفعاليات بلا توقف ، والتركيز على الأسرة والطفل والشاب والشابة ، جهد متكامل لا وقتيا مرتبطا بالعيد لمدة أربعة أيام وبعدها موعدنا عيد الفطر القادم ، لماذا لا يكون لدينا أيام للزهور ، للأم ، للطفل ، للشباب والشابات ، للرسم ، للأبداع ،للشعر ، نحتاج كثيرا من الفعاليات الدورية ، نحتاج أكثر للمعارض سواء كانت منتجات حرفية أو للشركات، لماذا الجمود لدينا طول السنة ، ثم نركز جهدنا في العيد لمدة أربعة أيام وبعض أيام الصيف لمدة لا تتجاوز أسابيع قليلة جدا وتتركز بمنطقة وجهة محددة ، السنة لدينا 365 يوما لم نستغل ونستثمر منها إلا ما يقارب 5% منها فماذا عن بقية السنة ؟ يجب أن نقر بجهد إمارة الرياض وأمانة الرياض ، ولكن لا يجب أن يكون كل الجهد منصباً عليها بالكامل ، أين هيئة السياحة والآثار لدينا ، لماذا تكتفي بحملات إعلانية بالصحف ، ولكن على الأرض لا نجد برامج وتخطيطا لجعل كل السنة فعاليات منظمة ومجدولة وفق توقيت يتناسب مع المدارس والعطلات الأسبوعية أو السنوية، ولكن لا نلمس هذا الدور كواقع ، نحتاج إلى دور ملموس وبارز لهيئة السياحة خصوصا ولا تكتفي بإعلانات مشتته أو حفز على الإجازة ولكن لا تقول أين تذهب وماذا تفعل ، يجب أن يكون لدينا قناعة أن « بيئتنا « بحاجة للترفية المنظم والمستدام والمؤسسي وأن يكون هناك بنية تحتية صلبة لذلك ، ونحن نجد تأثير قلة الترفيه والفرح كيف ينعكس على سلوكنا خاصة الشباب والشابات قد تؤدي بهم وهو ما يحدث إلى سلوك خاطئ لحد الجريمة ما لم يجد « متنفسا « يفجر به طاقاته وقدراته ، فالشباب من الجنسين يعيش حالة فراغ كبيرة وقاتلة ، فلماذا لا تفتح لهم الأبواب والنوافذ لإخراج هذه الضغوط الكبيرة لديهم طوال العام، والترفية لا يعني « ألعابا « بل هي كم هائل من إطلاق القدرات ، لماذا لا توجد لديهم مثلا « ميادين « لقيادة السيارات وممارسة هوايتهم ، وحتى النساء أندية للفروسية والسيارات ، لماذا نستمر بسياسية « مسموح وغير مسموح « وهي بمجملها وجميعها تتجه لاحتواء هؤلاء الشباب من الجنسين وتفجير طاقاتهم بما يكسبهم مهارة أو حرفة أو يقدم له معرفة وخبرة ويخفف من ضغوطه الداخلية، نحتاج الرياض « المنفتحة والمفتوحة « طوال العام بدون انتظار للعيد القادم ، ولا حاجة للاستنفار إلا ما يتطلب من موسم عيد وخلافه ، نريد حالة التوازن بمجتمعنا ، حتى لا نجدهم يزدحمون لحجز تذكرة سفر قبل أشهر من موعد الإجازة ، النجاح هو هل رنخفض عدد السياح المسافرين للخارج مثلا في العيد أو غيره ؟