احتشد أكثر من مليون مصل في رحاب المسجد النبوي وساحاته الخارجية لأداء صلاتي العشاء والتراويح وحضور دعاء ختم القرآن الكريم مساء أمس الأول، وسط أجواء من السكينة والروحانية والإيمان، غشت أفئدة المصلين الذين توافدوا منذ وقت مبكر إلى رحاب المسجد النبوي الذي اكتظ بهم أروقته وجنباته، والطرقات المحيطة به، تحيطهم منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها الجهات الحكومية الخدمية والأمنية، بمتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة. وأم المصلين في صلاتي العشاء والتراويح ودعاء ختم القرآن الكريم إمام وخطيب الحرم النبوي الشيخ عبدالله البعيجان والشيخ حسين آل الشيخ، الذين دعا الله العلي القدير أن يتقبل من المسلمين الصيام والقيام، وأن يستجيب لدعائهم، وأن يختم لهم الشهر الكريم بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، فيما ارتفعت أكفّ المصلين ولهجت ألسنتهم متضرعين إلى المولى عز وجل أن يمنَّ عليهم بالعفو والمغفرة والرضوان، وأن يكلأ بلادنا وبلدان المسلمين كافة بعنايته، وأن يديهم عليها نعمة الأمن والأمان. وبرزت في هذه الليلة روابط الأخوة والتسامح التي تجمع المسلمين على اختلاف ألوانهم وأعراقهم، ممن قدموا من أًصقاع الدنيا ليشهدوا هذه الأيام المباركة من الشهر المبارك وليلة ختم القرآن الكريم في المسجد النبوي، فيما تضاعفت بشكل ملحوظ جملة الخدمات والترتيبات التي هيأتها مختلف الأجهزة الحكومية بالمنطقة لتوفير أفضل الظروف لجموع المصلين من المواطنين والمقيمين والزوار. وجندت وكالة الرئاسة العامة لشئون المسجد النبوي الشريف كافة أفرادها رجالاً ونساءً لخدمة الزائرين والزائرات، من خلال تجهيز وتهيئة ساحات وأروقة المسجد النبوي، وتوفير كميات كافية من مياه زمزم في جميع الممرات وجنبات الحرم وساحاته، وتأمين الفرش الفاخر، وتكليف المرشدين بتوجيه المصلين وتنظيم صفوفهم داخل الحرم النبوي حرصاً على عدم غلق الممرات المخصّصة للمشاة، وفتح السلالم الكهربائية للطوابق العلوية، كما قامت بتوفير أعمال النظافة والصيانة، وتشغيل أنظمة التكييف وفقاً لمعايير تعني بدرجات أجواء ملائمة لكي يؤدي المصلون عباداتهم براحة وخشوع. ونجحت الجهات الأمنية في تطبيق خطة ترتكز على تنظيم تدفق المركبات إلى محيط المنطقة المركزية، ومواقف الحرم بشكل انسيابي، وعبور المشاة باتجاه الحرم النبوي من جميع المحاور والاتجاهات بسهولة ويسر، وحرصت جميع الجهات المعنية على الوجود مبكراً بمختلف كوادرها حيث تولى أفراد من إدارة مرور المدينةالمنورة التأكد من فتح الطرقات أمام حشود المتجهين إلى الحرم النبوي عبر المركبات الخاصة، والحافلات الناقلة للمصلين ضمن مشروع"النقل الترددي" من أربعة محاور، وتسهيل حركة السير، وتشغيل نظام إشارات المرور بما يسمح بتدفق آلاف المركبات عبر جميع الطرق الرئيسة صوب المنطقة المركزية وإلى مواقف المسجد النبوي، والميادين والساحات والمواقف العامة المجاورة. وتوازيا مع ذلك قدم رجال الأمن العام جهوداً كبيرة في خدمة المواطنين والزوار الذين غصّت بهم أروقة المسجد النبوي وساحاته وما يحيط به من شوارع وميادين ودور سكنية حيث وضعت خطط مسبقة لضمان انسياب حركة المرور والمشاة والتمركز من قِبل أفراد الأمن على مدار اليوم. ووضعت مديرية الدفاع المدني عناصرها على أهبة الاستعداد، من خلال استنفار طواقم الإنقاذ والإطفاء في مراكز الدفاع المدني الموسمية والمراكز المساندة، التي تم تدريبها وتأهيلها لمباشرة حالات الطوارئ، والمدعمة بأحدث وسائل الإطفاء والإنقاذ وخطط الإخلاء، حيث شارك في تطبيق خطة الدفاع المدني أكثر من 3000 فرد، تساندهم نحو 700 آلية مختلفة،إضافة إلى نحو 133 دورية سلامة ودراجات نارية تمركزت في محيط المنطقة المركزية للمسجد النبوي. وتوزعت سيارات هيئة الهلال الأحمر حول المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي، والمجهزة بأحدث الوسائل لتقديم الخدمات الطبية لمن يحتاجها ونقل الحالات العاجلة للمستشفيات، ضمن خطة شاملة تشارك فيها بشكل رئيسي الشؤون الصحية بالمنطقة تتضمن تكثيف الخدمات الصحية والعلاجية للزوار، من خلال جميع المراكز الصحية والمستشفيات الرئيسية، والمراكز الصحية الموسمية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف. وقدّم عناصر الكشافة بالمدينةالمنورة العديد من الخدمات الميدانية للزوار منذ فترات النهار، جنباً إلى جنب مع عناصر الجهات الأمنية، حيث تولى أفراد الكشافة مهام إرشاد التائهين وتوجيههم في الساحات المحيطة بالمسجد النبوي، والتعاون مع المراكز الصحية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف وإدارة مرور المدينةالمنورة لتنظيم عبور المشاة عبر الطرقات إلى أماكن سكنهم، ومساعدة كبارالسن، وذوي الاحتياجات الخاصة في التنقل في محيط الحرم النبوي.