لم يكن سهلا على مهاجم الشباب ناصر الشمراني أن يجد نفسه مع انطلاق تصفيات كأس العالم في جنوب أفريقيا خارج خيارات مدرب المنتخب السعودي السابق ناصر الجوهر، وهو الذي حقق لقب هداف الدوري السعودي موسم 2007- 2008، ودشن موسم 2008-2009 بتقدمه المبكر في سباق الهدافين، لكنه رغم ذلك أبى أن يصاب بالإحباط، إذ راح يواصل هوايته في هز شباك الخصوم ليرتقي من جديد هرم الهدافين في الدوري السعودي المنصرم، ويتبعه بلقب هداف كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، ليفرض نفسه عنوة على قائمة المنتخب لكن هذه المرة تحت قيادة المدرب البرتغالي بيسير الذي خلف الجوهر في منصبه، ليكون احد أهم أوراقه الأساسية في جولات الحسم. وليس سهلا على أي مهاجم أن يحقق ما حققه الشمراني الذي احتفظ بلقب هداف الدوري السعودي لعامين متتالين، إذ بات يصنف على إثر ذلك كواحد من أبرز هدافي الدوري السعودي في تاريخه إلى جانب ماجد عبدالله، وسامي الجابر، وحمزة إدريس، وخالد المعجل، وفهد المهلل، وسعيد العويران. وفرض الشمراني "26 عاما" نفسه كأحد أهم المهاجمين السعوديين في النصف الثاني من الألفية الثالثة منذ أن برز مع ناديه السابق الوحدة حينما قاده لتحقيق المركز الثالث في موسم 2006-2007 بفضل أهدافه التي حل من خلالها كثالث هدافي الدوري في ذلك العام، قبل انتقاله للشباب في أغسطس 2007 بصفقة بلغت 13 مليون ريال سعودي (نحو 3.5 مليون دولار)، وجدد الشمراني هذا الموسم حضوره اللافت ليس كهداف وحسب بل أفضل من يقفون في خط الهجوم، وهو ما أثبته استفتاء (الرياض) السنوي الكبير إذ بصم على ذلك غير مدرب وناقد ومحلل، إذ اعتبروه العلامة البارزة من بين مهاجم الأندية جميعها خلال الموسم المنصرم، خصوصا وأنه كان صاحب بصمة واضحة في تتويج فريقه ببطولتي كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس الملك للأبطال، خصوصا الأخيرة حينما قاد فريقه لاكتساح الاتحاد بأربعة أهداف كانت له حصة الأسد منها بهدفين. ويؤكد الشمراني أن اختياره أفضل مهاجم في الموسم يزيده إصرارا على مواصلة تألقه في المواسم المقبلة، مشددا على أن هذا الاختيار يعني له الكثير. ويضيف: "ثمة فرق أن تفوز بلقب وفق رؤية شخص أو لجنة، وبين أن تفوز به بإجماع كبير من معظم الرياضيين بكافة تصنيفاتهم، والفرق الأكبر أن تتوج من صحيفة بحجم (الرياض)". ويرفض الشمراني القول إنه حقق كل طموحاته، إذ يؤكد أنه لايزال يبحث عن نجاحات جديدة إن مع ناديه أو منتخب بلاده. ولعل وجوده كعنصر ثابت في تشكيلة "الأخضر" أكثر ما يؤرق مضجع الشمراني، إذ إن ذلك يحتاج منه إلى مجهود خارق، وعطاء متواصل، وتحد كبير في ظل التنافس المحموم بين المهاجمين السعوديين على ذلك، خصوصا أن خط الهجوم السعودي يتنافس عليه غير لاعب مميز كياسر القحطاني، ومالك معاذ، وسعد الحارثي، والأخيران يغيبان للإصابة، إضافة إلى النجم الواعد نايف هزازي وآخرين كصالح بشير، والوجه الجديد عبدالعزيز السعران.