ألمح وزير الداخلية اللبناني أمس إلى وجود جهات تتعمد إثارة الفتنة في بلاده وذلك عقب سقوط صاروخين بالقرب من القصر الرئاسي اللبناني ومجمع عسكري. وقال مروان شربل أمس الجمعة إن الصواريخ التي أطلقت ليل أمس الخميس على منطقة بعبدا في المتن الجنوبي هي نفسها التي أطلقت في وقت سابق على منطقة الجمهور وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال شربل في حديث إذاعي إنه "لم يتم التثبت من مصدر إطلاق الصواريخ" كما كشف أنه "يجري التدقيق بعدد الصواريخ التي أطلقت وتحديدا صحة وجود صاروخ ثالث أم لا". وعن مسار التحقيقات في هذا الشأن اعتبر شربل أنه "لا يمكن حصر من استعمل هذه الصواريخ لأنها متوفرة لدى فئات عديدة"، كاشفا عن "بعض المعطيات قد تعرف نتيجتها اليوم". وقال إن "حجم الخطر الأمني في لبنان ليس كما يتصوره كثيرون في عودة الفلتان الأمني أو المتاريس وإنما هناك مشكلة سياسية على الأرض يجب معالجتها وأتمنى عدم تكرار ما حصل أمس". من جهته قال الجيش اللبناني في بيان له: "على اثر حصول انفجارات قبل منتصف ليل امس في منطقة اليرزة، باشرت قوى الجيش عملية بحث واستطلاع للمنطقة، حيث تبين انها ناجمة عن سقوط صاروخين عيار 107 ملم، الاول في باحة فيلا فريحة قرب نادي الضباط، والآخر قرب قصر الخاشقجي في تلة اليرزة". واكدت القيادة ان الصاروخين تسببا بأضرار مادية وانها تتابع "عمليات المسح الميداني للاماكن المحتملة لاطلاق الصاروخين بغية تحديد مصدرهما بدقة". وافاد مصور ان الفيلا التي سقط فيه احد الصاروخين تبعد نحو مئة متر عن المدخل الخلفي للقصر الجمهوري في بعبدا، والمحاط بمساحة حرجية وسور عريض. ورأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس ان "تكرار الرسائل الصاروخية، كائنا من كان مرسلها واينما كانت وجهتها ومهما كانت درجة خطورتها والهدف الكامن وراء اطلاقها، لا يمكن ان يغير في الثوابت الوطنية والقناعات التي يتم التعبير عنها بالكلمة الحرة والصادقة، النابعة من ايمان بالمصلحة الوطنية العليا لتجنيب البلاد انعكاسات ما يحصل حولنا وفي المنطقة"، وذلك بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية. واتى اطلاق الصواريخ امس بعد ساعات من اعتبار الرئيس انه "حان الوقت" ليصبح سلاح حزب الله مرتبطا بقرار الدولة، لا سيما بعدما "تخطى سلاح المقاومة الحدود" ليشارك في المعارك الى جانب القوات السورية. ويعد موقف سليمان الذي اتى في خطاب خلال احتفال عيد الجيش الذي اقيم في المدرسة الحربية القريبة من مكان سقوط الصاروخين، الاكثر وضوحا ضد حزب الله منذ بدء مشاركة الاخير في المعارك داخل سورية. وهي ليست المرة الاولى تطلق صواريخ مجهولة المصدر من الاراضي اللبنانية وتسقط في مناطق اخرى. فقبل شهرين سقط صاروخ من نوع غراد في منطقة الجمهور في قضاء بعبدا بعد اطلاقه من منطقة بلونة في كسروان (شمال شرق بيروت). وعثر الجيش اللبناني في حينه على منصة صاروخ ثان لم ينطلق. وقبلها كان قد اصيب اربعة اشخاص في سقوط صاروخين من الطراز نفسه على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. وكان مصدر امني افاد في حينه ان "كل ما يجري هو نتيجة التداعيات السورية"، في اشارة الى النزاع المستمر منذ اكثر من عامين. إجراءات أمنية مشددة تم اتخاذها في بعبدا (أ.ف.ب)