- حلب - وليد عزيزي - سقط صاروخان صباح اليوم الأحد على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وجرح بسببهما خمسة، في حين عاد الهدوء الحذر إلى مدينة طرابلس شمال البلاد حيث تجري منذ أسبوع اشتباكات بين مسلحين موالين للنظام السوري وآخرين معارضين له قتل فيها نحو ثلاثين وأصيب أكثر من مائتين. وقال مراسل الجزيرة في لبنان مازن إبراهيم إن الصاروخين سقطا حوالي الساعة السادسة والنصف من صباح اليوم، الأول في مار مخايل الشياح والثاني في مارون مسك بالضاحية الجنوبية. وأضاف أن الصاروخ الذي سقط في مار مخايل استهدف معرضا للسيارات وأصيب جراؤه أربعة، في حين جرح خامس إثر سقوط الصاروخ الثاني على شقة سكنية في مارون مسك. وأكد المراسل أنه لم تتم معرفة مصدر الصاروخين ولا الجهة المسؤولة عن إطلاقهما. ووصل وزير الداخلية مروان شربل إلى مكان سقوط الصاروخين لمعاينة الأضرار، وصرح لوسائل الإعلام هناك بأنه لا يمكن حتى الآن اتهام أي طرف، وقال إنه من المرجح أن يكون الصاروخان أطلقا من الأحراش الموجودة بالجهة الشرقية الجنوبية لبيروت. ومن جهتها قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية (الوكالة الوطنية للإعلام) إن بين الجرحى ثلاثة سوريين، وصفت إصابة أحدهم بالخطيرة. وبدورها نقلت وكالة رويترز عن سكان بالمنطقة قولهم إن عدة أشخاص جرحوا جراء سقوط صاروخين بالمنطقة التي وصفتها الوكالة بأنها معقل لحزب الله اللبناني. أما وكالة الصحافة الفرنسية فنسبت إلى مصدر أمني قوله إن الصاروخين من طراز غراد، وإن مصدرهما منطقة عيتات في جبل لبنان الواقعة على بعد نحو 13 كلم إلى الجنوب الشرقي من الضاحية الجنوبية، مشيرا إلى أن "الجيش اللبناني توجه إلى المنطقة التي أطلق منها الصاروخان". خطاب نصر الله وتأتي هذه التطورات بعد خطاب ألقاه أمس السبت الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعد فيه أنصاره ب"النصر" في سوريا، واعترف في الخطاب بأن مسلحين من حزبه يقاتلون إلى جانب القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وقال نصر الله إن الحزب يقاتل في سوريا لمواجهة "مشروع أميركي إسرائيلي تكفيري يهدد لبنان وسوريا والمنطقة عامة". وأضاف -في خطاب ألقاه عبر شاشة عملاقة بالذكرى ال13 للانسحاب الإسرائيلي من لبنان- أن "سوريا هي ظهر المقاومة وهي سند المقاومة، والمقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي ويكشف ظهرها أو يكسر سندها". واعتبر أن ما سماه التيار التكفيري "تغلغل بشكل كبير" في الصراع الدائر بسوريا، وهو ما يشكل "خطرا على لبنان وسوريا وباقي دول المنطقة". وأكد أن حزب الله لا يستطيع أن يبقى "مكتوف الأيدي أمام هذا الزحف لأنه إذا سقطت سوريا في يد أميركا وإسرائيل والتيار التكفيري فإن إسرائيل ستدخل إلى لبنان وستدخل المنطقة برمتها في عصر قاس ومؤلم ومظلم". اشتباكات طرابلس وفي سياق متصل عاد الهدوء الحذر مساء أمس السبت إلى مدينة طرابلس التي تشهد منذ أسبوع اشتباكات بين مسلحين من منطقة باب التبانة يعارضون النظام السوري ويوالون الثوار المطالبين بإسقاطه، وآخرين من منطقة جبل محسن موالين لذلك النظام. وقال مصدر أمني لبناني إن ستة بينهم جندي بالجيش قتلوا باشتباكات أمس، وبذلك يرتفع إلى ثلاثين إجمالي عدد القتلى منذ الأحد الماضي، في حين تجاوز عدد الجرحى مائتين. وتوصف هذه المعارك بين باب التبانة وجبل محسن بأنها الأكثر حدة منذ عدة أعوام. وفي السياق انتقد الرئيس اللبناني ميشال سليمان -ضمنا- تورط حزب الله بالقتال الدائر بسوريا، محذرا من تداعيات ذلك على الوضع الداخلي في بلاده، خاصة مدينة طرابلس. وقال سليمان أثناء زيارته مقر قيادة الجيش بالذكرى ال13 لانتصار المقاومة بالجنوب "إن معاني المقاومة أسمى من أن تغرق في الفتنة، لأنها حاربت لقضية وطنية وقومية وليس لقضية مذهبية". وفي إشارة إلى الأزمة السورية المتفاقمة منذ أكثر من عامين، والتي تلقي بظلالها على الوضع الأمني والسياسي في بلاده، قال سليمان إن لبنان "يمر بفترة صعبة جدا جراء ما يحيط به