دانت فرنسا على لسان وزير خارجيتها سقوط صاروخين في الضاحية الجنوبية لبيروت المعقل الشعبي ل "حزب الله"، في حين أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن الحادث هدفة إحداث "بلبلة أمنية"، ودعا مختلف إلى "منع الفتنة". وأعلن الجيش اللبناني في بيان رسمي، أنه "سقط صاروخين صباح اليوم أحدهما في معرض سيارات بالقرب من كنيسة مار مخايل، والآخر في حي مارون مسك"، في الضاحية الجنوبية لبيروت. ولفت الجيش إلى أن الصاروخين "أديا إلى اصابة اربعة اشخاص بجروح مختلفة وحصول اضرار مادية في الممتلكات"، مشيراً إلى أن قوى الجيش "فرضت طوقاً أمنيا حول المنطقة وعملت بالاشتراك مع الاجهزة المختصة على نقل المصابين الى المستشفيات للمعالجة، فيما حضر عدد من الخبراء العسكريين الى المكان، وبوشر التحقيق لتحديد نوع الصاروخين ومصدر إطلاقهما وكشف هوية الفاعلين". من جهته، رأى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ان "حادثة اطلاق الصاروخين على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت هدفها احداث بلبلة امنية ومحاولة إستدراج ردات فعل معينة وهذا امر واضح من ناحية التوقيت والهدف". ودعا ميقاتي "الجميع الى التيقظ والتنبه والتعاطي مع دقة الوضع بحكمة لمنع الساعين الى الفتنة من تحقيق مآربهم"، مؤكداً أن "الاجهزة الامنية باشرت تحقيقاتها لكشف ملابسات هذا العمل التخريبي وتوقيف الفاعلين". وناشد جميع القيادات والفاعليات "التعاون لتهدئة الاوضاع في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تمر بها المنطقة"، طالباً من الجيش اللبناني اجراء التحقيقات اللازمة ومسح الاضرار. قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في أبوظبي، إن فرنسا تدين "بحزم كبير" العنف في لبنان حيث استهدفت صواريخ الضاحية الجنوبية في بيروت. واضاف ردا على سؤال للصحافة "ليست لدينا كافة التفاصيل حول اساس كل ذلك لكن فرنسا تدين بحزم كبير اعمال العنف التي وقعت في لبنان"، مشدداً على أنه "يجب تجنب ان تصبح الحرب في سوريا حربا في لبنان". وفي هذا السياق، تابع ميقاتي، تفاصيل الحادثة مع وزير الداخلية مروان شربل الذي تفقد المنطقة التي سقط فيها الصاروخان. ووصف شربل من مكان سقوط الصاروخين الهدف من اطلاقهما بأنه "تخريبي". وأضاف: "علمنا مصدر اطلاق الصاروخين وسنعلنه لاحقاً"، مشيرا الى انه تم اطلاقهما من مكان معزول من الجهة الجنوبية الشرقية. من جانبه، أكد مصدر أمني لوكالة "فرانس برس" أن "الصاروخين مصدرهما منطقة عيتات في جبل لبنان الواقعة على بعد نحو 13 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من الضاحية الجنوبية"، مشيراً إلى أن الصاروخين هما من نوع "غراد". ورجح المصدر الامني ان يكون سقوط الصاروخين "من ضمن هذا الصراع" الذي يخوضه "حزب الله" في سورية، مشيراً الى ان "الجيش اللبناني توجه الى المنطقة التي اطلق منها الصاروخان". وافاد مصور "فرانس برس" ان الصاروخ الثاني اصاب شقة سكنية في حي مارون مسك في منطقة الشياح بالضاحية الجنوبية، وادى الى اضرار مادية كبيرة دون سقوط جرحى. وفي هذا الإطار، أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" أنه تم العثور في المنطقة الواقعة بين بسابا وعيتات على منصتين التي اطلق منها الصاروخان على الضاحية الجنوبية، مشيرة إلى أن "الجيش ضرب طوقا امنيا في المنطقة". وأضافت إن "القوى الامنية تقوم بالبحث عن صاروخ ثالث لم ينفجر واطلق من قواعد الصواريخ التي نصبت بين بسابا وعيتات". وكلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية باجراء التحقيقات الاولية لكشف ملابسات سقوط الصاروخين ومصدرهما.