تحدث «للرياض» فضيله الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الفالح نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشريف معرباً عن حزنه الشديد لوفاة الملك فهد يرحمه الله ومعددا لمنجزاته التي حققها طيلة حياته الحافلة بكل مفيد لدينه ووطنه ومواطنيه. وأورد الشيخ الفالح بعضاً من مواقف الفقيد الكبير أثناء زياراته المتكررة للمدينة المنورة واشرافه على توسعة وبناء المسجد النبوي وقال الشيخ الفالح: يقول الله تعالى( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) وإن وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله وأعلى درجاته في الجنة لمصيبة عامة على المسلمين وعلى أهل هذه البلاد خاصة المملكة العربية السعودية وأناواحد منهم ولا أجد من الكلمات مايعبر عما أحس به من الأسى والحزن فأستسلم لقضاء الله وقدره وأقول ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى) ولا يسعني ولا يسع كل مسلم أمام هذه المصيبة العظيمة إلا أن يصبر ويحتسب ويقول ( إنا لله وإنا إليه راجعون) وأرجو أن نكون من الصابرين الذين بشروا بقوله سبحانه ( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). لقد قدم الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله للمسلمين ولشعبه وبلاده الشيء الكثير وأنفق من حياته ووقته وتعب وسهر على راحة شعبه في معيشته اليومية وفي أمنه واطمئنانه وفي فعل الأسباب التي تقي بلاده وأمته من المحن كما أكمل وشيد التوسعات الكبيرة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وحرص على أن تنال مكة والمدينة نصيباً وافراً من الخدمات والمرافق العامة وبذل الشيء الكثير في محافظات المملكة وقراها مما يشاهده المواطن ويراه الحاج والزائر والمصلي فالله المسؤول أن يجزيه خير الجزاء عن كل ماقدم للإسلام والمسلمين ولأمته وبلاده وحقق رجاءه عندما قال لما سأله المذيع الأخ سليمان العيسى عندما وضع آخر لبنة في توسعة المسجد النبوي قال (إني عاجز عن التعبير ولكن أشكر رب العزة والجلال الذي من علي وقدر أن أقوم بهذا الواجب العظيم للإسلام والمسلمين وأرجو من الله سبحانه وتعالى الجزاء وإذا كنت قمت بأي واجب فهو يشرفني شخصياً وربي من علي أن أقوم بأعمال مثل هذه سواء في البيت الله الحرام أو في مسجد نبيه صلى الله عليه وسلم وأرجو أن أقوم بمثل هذه الأعمال في جميع المشاريع الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها) وأقول إنها كلمات مخلصة صادقة صدقها العمل يحس من يسمعها أنها تخرج من قلب رجل عظيم مؤمن بالله يرجو ثوابه ويسارع إلى نفع عباد الله المسلمين. ونحمد الله سبحانه أن هذه المشاعر وتلك الكلمات هي ماعرف عن ملوك هذه البلاد الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله جميعاً رحمة واسعة وهي المعروفة كذلك من سيرة خادم الحرمين الشر يفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بارك الله في عمره وعمله وشد أزره ونصره هو وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ففي الله العزاء في مصيبتنا بوفاة الملك فهد ثم بتولي مليكنا عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهد ه سلطان بن عبدالعزيز وفي أخوانهم وأعوانهم الذين نسأل الله أن يمدهم بعونه وتوفيقه وإنها سنة الله في خلقه وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولانقول إلا مايرضي الرب وإن من يؤمن بالله يهد قلبه فأعزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي عهده الأمين وجميع إخوانهم والأسرة الكريمة والشعب السعودي والأمة الإسلامية وأسأل الله أن يمن على الجميع بالصبر والاحتساب وأن يهدي قلوبهم إلى ما يرضي الله ويحقق وعده والنصر من عنده إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد ومرة أخرى أقول ( إنا لله وإنا إليه راجعون). كما التقت «الرياض» بعدد من مشائخ القبائل ورؤساء العشائر وبعض من المواطنين الذي اجمعوا على تفرد خادم الحرمين الشريفين يرحمه الله - بصفات قلما توجد الافي الرجال العظماء الذين قادوا الامم واتخذوا قرارات جريئة ومصيرية غيرت من معالم هذه الامم إلى الامثل والاحق. وفي هذا الصدد قال الشيخ صادق بن سلطان شيخ قبائل ولد علي من الاحامدة ان مصابنا في امامنا وقائد مسيرتنا عظيم جداً ولا يمكن لكلمات مهما بلغت من البيان ان تصبر عنه ولكن لابد هنا ان نعود لعرى الدين القويم وتعاليمه السمحة في الصمود والصبر عند الصدمة الأولى وندعو الله لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بالمغفرة والرحمة وان يجزيه الله الجزاء الأوفى نظير ماقدم لشعبه ومابذل لامته. ان المتتبع لسيرة الملك فهد يجد سيرة عطرة حافلة بالعمل الجاد المثمر منذ نعومة أظفاره وحتى ان توفاه الله إلى رحمته وقد خلف نقاطاً مضيئة لا يستطيع الزمن ان يمحوها وستبقى شاهدة على عظيم انجازه وبعد نظرة وثاقب بصيرته فها هما الحرمان الشريفان يقفان بشموخ وعزه بعد ان نالا جل اهتمامه وحازا على معظم جهده هاهما يطلان بأكبر واجل وأشمل توسعة منذ ان وجدا وإلى الآن وهاهم المزارعون ينعمون بما تقرر لهم من معونات وهذا المواطن السعودي في مدينته وقريته وهجرته قد عرف المنزل النظيف المزود باهم خدمات الحياه ماء وكهرباء وهاتف بعد ان اعانته الدولة ب300 الف ريال ليبني هذا المنزل ويتخلص من ذلك المسكن الشعبي الذي كان سمة بارزة لمعظم قرى وضواحي مدننا هاهي الصناعة تقف شامخة بفضل الله ثم بفضل ماقدمه لها الفهد الغالي. ان منجزاته لطويلة وان اياديه لبيضاء لاتستطيع ان نوفيها حقها. ان عزاءنا بفهد وجود اخوة كرام بعده على نهجه وعلى دربه خادم الحرمين الملك عبدالله وولي عهده الامير سلطان لاخوف علينا بإذن الله فالله قد بارك هذه الأسرة ومكنها في الارض فشكرت لانعم الله. الشيخ رباح بن مطلق وتحدث «للرياض» الشيخ رباح بن مطلق بن عثمان شيخ قبائل الصخاونة من حرب فقال إن الحديث عن الملك فهد لا تتسع له الاوراق ولا توفيه الكلمات حقه فالرجل كله انجاز وكله خير الر جل زعيم أمة وبطل ملاحم ورجل دولة من الطراز الاول يقف الوصف حياله عاجزاً والمشاعر تجاهه جياشة فهو ابن العالمين العربي والإسلامي البار الذي نذر نفسه لخدمة الاسلام والمسلمين وقضاياهم وحمل هم الامة الاسلامية فلم يئن مسلم إلا بادر الفهد لتضميد جراحه والتخفيف من آلامه حتى أصبح رجل العالم ورجل الانسانية وصاحب اليد العليا التي قال عنها رسول الله اليد العليا خير من اليد السفلى. أما لوطنه فحدث عن الفهد ولا حرج فمنذ صغره وهو مغموس بهموم وطنه ومواطنيه حيث آل على نفسه عهداً بان ينقل المواطن السعودي إلى مصاف مواطني الدول المتقدمة ليس مادياً فقط بل ولجميع مايقدم له من خدمات فانشأ الجامعات العملاقة والمستشفيات المتخصصة والمعاهد المتنوعة والميادين العامة والحدائق الفسيحة وشق الطرق وربط البلاد بعضها ببعض متحدياً في ذلك الجبال الشاهقة والوديان السحيقة والمسافات المهولة فاصبح المواطن في راحة من أمره في بلد لاينقصه شيء عن بلاد العالم المتطور اما الحرمان الشريفان فان منظرهما وسعتهما يكفيان عن كل حديث وقد ارتبط كل ذلك باسمه وسجل له -يرحمه الله - باحرف من نور ان كل مواطن سعودي يشهد بالامن والاستقرار والفخر وهو يرى هذا الانتقال السهل والسلس للسلطة من خير خلف لخير سلف فالجميع روافد لنهر عذب سقى هذه البلاد منذ أكثر من 100 عام انه الموحد عبدالعزيز طيب الله ثراه فعبد الله وسلطان امتداد لذلك الاصل وهم خير خلف لخير سلف فالبلاد والعباد بايد أمينة ولله الحمد. الشيخ خالد محمد علي بن عساف بن جزاء فقال ان القلب ليحزن وان العين لتدمع ولكن لا نقول إلا مايرضي ربنا تعالى « انا لله وانا إليه راجعون» كيف لانبكي الفهد وكل حبة رمل من بلادنا تشهد له بانجاز وكل طالب وطالبة منذ خمسين عاماً والى الآن يحملون له في اعناقهم جميلاً لا ينسى انه من نشر التعليم ووضع له أسسه انه من جعله الزامياً لكل شاب وفتاة انه من جعل المعلم يلاحق المواطن في هجرته وفي حقله ومزرعته ومكان رعي اغنامه انه الفهد الذي انار الله بصيرته فساهم بانارة بصائر أكثر من 16 مليوناً هم عدد شعبه هذا الفهد لابناء وطنه اما الفهد لابناء الأمة الاسلامية فقد نذر نفسه وتنازل عن وقته وراحته ليعيش العالم الاسلامي بامن وأمان وان يدفع عنه الحيف والظلم فتعلق به كل مسلم ولهج بذكره كل لسان على مختلف اللغات واللهجات فيرحمه الله ويجعل قبره روضة من رياض الجنة. وليوفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي عهده الامير سلطان ليكملا المسيرة وليساهما في اسعاد الوطن والمواطنين وهم جديرون بذلك.