حين تحدثت عن الإسلام السياسي والتجربة التركية والخطاب الأردوغاني المتناقض استشهدت بإسلامي هو حفيد حسن البنا وأعني به طارق رمضان الذي يطرح اسمه في الإعلام الأوروبي على أنه المفكر الإسلامي المشهور. رمضان كان انتقد الإسلام السياسي وتجربة مصر أيضاً وهذا يعيدنا إلى موقفه الفعلي والحقيقي من الحركات. الانتقادات التي توجه الآن من قبل تيارات إسلام سياسي ضد التجارب الإخوانية هو نقد من الداخل، وليس من الخارج ولهذا من الصعب القول بأن طارق رمضان يعيش تحولات، بل إن خطابه مع بدء الأحداث العربية الأخيرة كان خطاباً تبشيرياً بالجماعات الإسلامية وسأقف مع بعض مقولاته في محاضرةٍ نشرت وهي ليست قديمة، بل ألقاها في مركز الإمارات للدراسات والبحوث في 20 (أيلول) سبتمبر 2011. يقول:"وفي شأن عديدٍ من القضايا فإن ما قاله الإسلاميون في أربعينيات القرن العشرين يختلف عما يقولونه اليوم ويمكننا أن نعد هذا محض استراتيجية... قد لا تكون هذه نهاية الإسلام السياسي، بل إعادة النظر في بياناته ومواقفه وهذا بطبيعة الحال يستدعي مزيداً من الدراسة. كثيرون اليوم يؤيدون أردوغان والنموذج التركي أكثر من تأييدهم لإيران، حيث ينتقدون فيها بعض الأشياء إذن هناك تحول وهو يحدث أساساً بين جيل الشباب. الإسلاميون كانوا يتمتعون بالمصداقية لأنهم عارضوا الحكام الطغاة، وهذه مصداقية وشرعية رمزية تاريخية فهل هذا يكفي؟ لا أظن ذلك، أعتقد أن الإسلامويين لم يكونوا قوة دافعة في الانتفاضات، لكنني أعتقد حقاً أنهم جزء من حركة المعارضة الأوسع". هذه فكرة أساسية في محاضرة رمضان، أن الإخوان أعجبوا بأردوغان أكثر من إيران، وكذلك تحدث عن مصداقية الإسلاميين ومعارضتهم للحكام الطغاة. هذا الطرح يبين أن الفروقات بين المنظّرين ممن هم داخل الحركة الإسلامية من المفكرين تختلف في التقديرات والاستراتيجيات، وإلا فإن العجز الذي تعاني منه الحركة الإسلامية العربية مقارنةً بالحركة الإسلامية الإيرانية التي تدير البلاد إلى الآن، والحركة التركية التي وصلت إلى سدة الحكم هذا العجز يجعل استدعاء نموذج تركيا أكثر من استدعاء نموذج إيران كما كان الحال عليه في السابق. الخلاصة أن رمضان مثله مثل غيره من المنظّرين في الحركات يعلمون أن الإخوان والنماذج السياسية الإسلامية العربية قد فشلت وتواصل فشلها، والحدث التونسي الساخن أمامنا خير شاهد.