طفت على سطح مجتمعنا السعودي ظاهرتان جديدتان تحتاجان إلى تأمل وإعادة النظر حول مدى مشروعية استمرارها من عدمه ظاهرة شاهدها الناس أكثر من قراءتها حتى غدت سمة جديدة التصقت بمجتمعنا وذاع صيت نجومها حتى على مستوى الخليج وأنا في هذه العجالة لن أتصدى لجوانب تأصيلهما فهما معروفتان حتى لدى العوام والبسطاء من الناس أما الأولى فهي ظاهرة انتشار الرقاة وما يسمى بالتداوي بالأعشاب التي تباع بمحال العطارة بل وصل الأمر بأولئك المتاجرين بأوهام الناس بوضع عبارات مقري عليه على الحبة السوداء والعمل والكريمات وماء الزمام!! مما يكرس نشر ثقافة الاستخفاف والمتاجرة بأوصاب الناس وأوجاعهم لا نختلف على أنه (ما أنزل الله داء إلاّ أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله) ولكن ما لا نتفق عليه ان تنشر الممارسة وتصبح مهنة من لا مهنة له ومصدر ثراء عجيب سريع والأدهى والأمر في الأمر ان من أولئك الرقاة وباعة الوهم من سمح لعمالته الوافدة في عطارته ومقراءته بممارسة الرقية على المرضى وفي الأشربة والأطعمة، ولقد رصدت مواقع الأخبار حوادث لتجاوز بعض أولئك الرقاة حيث وصل بأحدهم ان شخّص حالة إحدى مريضاته بإصابتها بالمس ولن يكون خروجه إلاّ بمعاشرتها والثانية لا تختلف عن سابقتها وهي ظاهرة تفسير الرؤى والأحلام التي تقع في المنام بل وصل الأمر إلى الشاشات الفضية وتسابق المعبرون فتلك الشاشات أصبحت محل اهتمام ومتابعة الكثيرين لاسيما في القنوات التجارية ذات الطابع المحافظ ولوحظ ان هناك قنوات تستنزف جيوب مشاهديها من خلال أشرطتها الإعلانية للتسويق لمجريها ولتحولهما لظاهرة عوامل عدة منها توفر التقنية الحديثة لوسائل الإعلام وضعف الرقابة من الجهات المعنية بمتابعة تلك النشاطات وعدم وجود ضوابط واضحة تنظم تلك النشاطات فما على ذلك الشخص إلاّ ان يحفظ عدداً من الأدعية الشرعية من الكتاب والسنة ومن ثم ممارسة النفث في الأطعمة والأشربة التي ما تكون معروفة للتداوي من كتب الطب النبوي الصحيحة وبيعها في محال مختلفة النشاطات حتى وصل الأمر إلى التسويق بالكميات وصرنا نقرأ عبارة على عبوات تلك العطارة (لطلب الكميات الاتصال بالرقم...) لذا نطالب ان تكون هناك ضوابط لممارسة تلك المهن من خلال إصدار شهادة إجازة للمهنة من قبل الجهات الشرعية والرقية، حتى لا يستمر مسلسل بيع الأوهام على الأنام، والله من وراء القصد،،،