أثار فوز المرشح الإيراني حسن روحاني في الانتخابات الإيرانية الكثير من التوقعات والتكهنات، ومن بين تلك الأفكار التي طرحت أنه من الممكن أن يفتح نافذةً جديدة على دول الخليج لندخل مرحلة الهدوء التي كانت عليه في عهد الإصلاحي الكبير محمد خاتمي، وحين عدتُ وأنا أحضر لهذه المقالة لحوارات حسن روحاني الرئيس الإيراني الجديد وجدت منطقه معسولاً لكن لا أدري عن إمكانية تطبيقه، وقد وجدت نفسي أتفق مع تصريحات الخارجية السعودية التي حذرت من التفاؤل الزائد بروحاني مع تطلعها إلى أن تصدق أفكاره وآراؤه، ذلك أن الغليان في المنطقة كبير ولا يمكن إلا أن يحل عبر طرق التحاور والتشاور بين السعودية وإيران وبين إيران والعالم العربي والإسلامي، لئلا تكون أدوارها مسيئة أو ضارة. قبل أيام أكد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية، أن المملكة مستعدة لدعم الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، في حال صدقت تصريحاته التي أدلى بها لوسائل الإعلام بعد انتخابه رئيساً جديداً، سواء في ما كان يتصل بالعلاقات مع دول الجوار الخليجي أو الأزمة السورية. ورد وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد، حول توقعاته عن موقف إيران من الأزمة السورية في عهد الرئيس الجديد، بالقول: "المملكة تؤيد أن تكون العلاقات مع إيران علاقة طبيعية يسودها الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والسعي إلى الحفاظ على مصالح الدول وأمنها واستقرارها، وإذا كان هذا ما يهدف إليه روحاني وما يسعى إلى تحقيقه فنحن نؤيده وندعمه ونبارك له هذا التوجه". وأشار الأمير تركي إلى برقية خادم الحرمين الشريفين، للرئيس الإيراني، بالقول "إنها تحث روحاني على الوفاء بتصريحاته، بالإضافة إلى دعم المملكة لما يحقق أمن واستقرار المنطقة وما يعيد العلاقات إلى وضعها الطبيعي السابق". روحاني في أحد حواراته قال:"سأولي أولوية قصوى لتحسين العلاقات مع دول الجوار على جميع المستويات. تشترك إيران مع خمسة عشر بلداً في حدودها البرية والبحرية، وكل هذه البلدان مهمة بالنسبة لنا، أما فيما يتعلق بسؤالك حول المملكة العربية السعودية، فأعتزم تحويل الخصومة التي تفاقمت للأسف في الفترة الأخيرة بين البلدين إلى احترام متبادل وتدابير تصب في مصلحة الطرفين والتعاون بين البلدين لتعزيز الأمن واستعادة الاستقرار في المنطقة، يمكن أن تلعب إيران والمملكة العربية السعودية دوراً إيجابياً في التعامل مع القضايا الإقليمية الرئيسة مثل الأمن في «الخليج الفارسي». ولا أعتزم، في حال انتخابي، التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى، كما لن أسمح لأي طرف آخر أن يتدخل في الشؤون الإيرانية. أما بالنسبة لمسألة البحرين فهي مهمة بالنسبة لنا، ونعتقد أن الاستقلال السياسي والوحدة الوطنية والأمن في البحرين تمثل عوامل هامة لاستقرار وأمن المنطقة. وفي هذا السياق، لا ينبغي تجاهل تطلعات الشعب البحريني للحصول على حقوقه المشروعة، كما هو الحال مع أي دولة أخرى. في حال وصولي للسلطة ستكون هناك محادثات دبلوماسية وتعاون مع جميع بلدان المنطقة لإزالة أية ملابسات أو سوء فهم أو عداء. المصالح المشتركة في هذه المنطقة أكثر بكثير من نقاط الخلاف، وسوف أبحث عن القواسم المشتركة داخل منطقتنا وخارجها لتعزيز التفاهم والتعاون". هذا الكلام هو المسار وهو التحدي، لا يمكن لإيران أن تصفق بيدٍ واحدة، بل العالم يتكامل ويتشارك إذا أرادت إيران العزلة والتخريب والدخول في مسائل خاصة داخل هذا البلد أو ذاك، إيران أمام منعطف خطير الآن وإن صدقت أفكار روحاني فستكون إيران هي المستفيدة الأولى.