من أغرب وأعجب ما رأيت السيارات المتعطلة (والمغرزة) في رمال سافية على الطريق الرابط بين المنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى، وحين رأيت هذه السيارات اعتقدت أنها فوق كثيب رملي في إحدى صحارينا!! كم من الوقت والجهد والمال يهدر لازاحة هذه الرمال التي (تسفي) معظم ايام السنة على كثير من طرقنا..!! كم من الحوادث ستسبب بها هذه الرمال المتحركة!! في طريق فتح حديثا بين كل من البدائع والخبراء بالقصيم وعلى وادي الرمة رأيت اكواما من الرمال قد صارت اكواما ونبتت عليها الأشجار.. أين.. في المسار الايمن من الطريق بعد ان حجزتها صبات الجزيرة الوسطية للطريق!! هناك عقود سنوية بملايين الريالات توقع وجزء كبير منها يذهب لازاحة هذه الرمال المتحركة!! رأيت مرة في إحدى الطرق التي تمر بصحراء الدهناء عددا كبيرا من المعدات في كل مسافة من الطريق فرقة مكونة من عدد من الشاحنات و(شيول) تقوم بنقل الرمال بعيدا عن الطريق!! ولكن العجيب هو أني رأيتها من الغد في نفس الموقع تزيح جبلا هائلا من الرمال!! حيث تحركت الرمال الى الطريق خلال ساعات مكونة جبلا جديدا!! أجزم أن وزارة النقل تبذل جهودا لحل هذه الظاهرة ومن هذه الجهود تثبيت كثبان الرمال حول بعض الطرق بواسطة الزيت المستهلك، ولكن في ذلك ضرر كبير على بيئتنا الصحراوية الجميلة!! هناك حلان أقترحهما على وزارة النقل أحدهما هندسي فني والآخر بيئي: الاقتراح الأول: من المعروف فيزيائيا ان حبيبات الرمال تتحرك بقوة دفع الرياح فمتى وصلت قوة دفع الرياح لها الى مقدار يزيد عن القوة الناتجة عن الجاذبية الارضية لها تحركت ومتى زادت جاذبية الارض لها توقفت او منعها حاجز افقي عن الحركة لا تستطيع تجاوزه بفعل تغلب الجاذبية الارضية على حركتها فتترسب!! ولهذا نرى اكوام الرمال في الطرق التي ينخفض منسوبها عن منسوب مايجاورها من رمال وكثبان!! ونرى الرمال تتحرك مسرعة بحبيباتها في الطرق التي يرتفع منسوبها عن كثبان الرمال باحثة عن منطقة منخفضة!! ولهذا فإنني أقترح أن لاينخفض سطح الطريق (كل ما كان ذلك ممكنا) عن السطح الأعلى للرمال في مناطق الرمال المتحركة!! الاقتراح الثاني: نرى في عز الصيف اللاهب الحرارة في صحارينا الواسعة أشجار تمتد لتكون ما يشبه الغابات الصغيرة، لم تزدها حرارة الصيف الا تألقا واخضرارا!! وخاصة اشجار الغضا والطلح والسمر!! وعلى هذا فإنني اقترح أن تنفق وزارة النقل جزءا من الانفاق على ازاحة الرمال من الطرق الر برنامج شامل وكبير لزراعة اسيجة (صحراوية) من الاشجار حول طرقنا التي تمتد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وذلك لحجز الرمال المتحركة حيث ان لدى الاشجار وحتى الحشائش قدرة هائلة اوجدها الخالق سبحانه وتعالى على حجز كميات هائلة من الرمال بل وتثبيت التربة المتحركة.. واقترح شجر الغضا لأنه يتفرع الى عدد من الاغصان قرب سطح الارض لتحجز كميات كبيرة من الرمال واتمنى ان تكون زراعة هذه الاسيجة مشمولة في عقود انشاء الطرق الجديدة!! اما التي أنشئت فتتم زراعتها بالتعاون مع امارات المناطق ووزارة الزراعة والمياه والشركات المهتمة بالبيئة مثل شركة ارامكو.. ويجب ان تتم هذه الزراعة في موسم الخريف الذي يسبق نزول الامطار حتى لاتحتاج الى سقي فهي صحراوية بطبعها!! وبهذا نوقف هذا الهدر والجهد المبذول لازاحة هذه الرمال ونوقف اغلاق الطرق وكثير من حوادثها، ونحصل على طرق ذات منظر بهيج تحف به الخضرة في صحار لاهبة الحرارة وتكون انطباعا جميلا لكل زائر لبلادنا. أثق باهتمام معالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري واهتمامه فهو الوطني المخلص صاحب المبادرات الوطنية.