يقول مالك بن الريب عن الغضا: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا فليت الغضا لم يقطع الركب عرضة وليت الغضا ماشى الركاب ليالي لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضا مزار ولكن الغضا ليس دانيا (مملكة الغضا) هذا الاسم العريق الذي يمتزج معه عشق الكثيرين ويفوح منه رائحة الهيام لهذه الشجرة الغالية والتي تغنى بها الكثير من الشعراء والأدباء منذ القدم لطيبها وشدة حرارة نارها وجمرها وغرس حب هذه الشجرة في قلوب كل من يعشق الصحراء بشذاها الفواح الجميل وقد أصبحت هذه الشجر رمزاً من رموز محافظة عنيزة التي تهتم كثيراً بهذه الثروة الثمينة وركزت على المحافظة عليها وإنمائها بشكل يحفظ لها الاستمرار من حيث اكتشاف طرق جديدة لاستزراعها وتكثيف تواجدها بالمنطقة التي اشتهرت بكثرة تواجد هذا النوع من الأشجار الصحراوية النادرة كما أن الغضا يرمز للحياة وسط رمالنا الذهبية وذلك كونه مستديم الخضرة ويخزن المياه داخله مدة طويلة ولقوامها الجذاب وخلوه من الأشواك ورغم أن الصحاري تنتشر بمساحة واسعة داخل مملكتنا الحبيبة إلا أن شجرة الغضا لا تنبت فيها لأنها تحتاج إلى مواصفات خاصة من مقومات الحياة لهذه النبتة التي يجب أن تتوفر مقومات البيئة الصالحة لها من رمال راكدة وغير متحركة طوال العام.. ونحن على أبواب اجازة الربيع هذه الاجازة التي ينتظرها ويتلهف لها العديد من محبي الاستمتاع بالأجواء الصحراوية الخلابة وخاصة بعد أن من الله على المنطقة بهطول الأمطار التي تضفي عليها الجمال والعبير على رمال منتزهات الغضا الرائعة حيث تتزين الكثبان الرملية بالربيع البديع والأزهار العطرية الفواحة لتحتضن عشاقها بكل حفاوة ومحبة، ومحافظة عنيزة بجميع قطاعاتها الحكومية تعطي هذا المكان اهتماماً بالغاً منذ دخول فصل الشتاء وتزايد مرتادي هذه المنطقة حيث تسخر جميع طاقاتها لخدمة المتنزهين وأصحاب المخيمات الخاصة وذلك أيمان منها بالقيام بدورها لخدمة المواطن وتجهيز هذا المكان الجميل لاستقبال ضيوفه كل عام حيث تم تجهيز مخيم خاص لمديرية الزراعة بمحافظة عنيزة على طريق المخيمات لتقديم الوسائل التوعوية للمحافظة على نظافة البيئة وتوزيع الحاويات وأكياس جمع النفايات لضمان نظافة هذه المنتزهات، كما تقوم بعمل جولات على مدار اليوم بدوريات خاصة بالمديرية لمراقبة أشجار الغضا وعدم الاحتطاب الجائر لها ومتابعة عدم وجود أحواش الماشية التي قد تؤثر على أشجار الغضا بشكل غير مباشر كما تقيم معرض دائم تعريفي داخل المخيم يوضح ما تقوم به من جهود في خدمة هذه المنتزهات الجميلة.. كما أن بلدية محافظة عنيزة تقيم ومنذ بداية الموسم مخيماً خاصاً بالخدمات العامة من توفير المياه والحطب لجميع مرتادي المنتزهات وأصحاب المخيمات ونشر بعض النشرات التوعوية والمساهمة في متابعة النظافة العامة بشكل مستمر وتقيم أيضاً مخيماً خاصاً بالضيافة يستقبل جميع ضيوف عنيزة الكرام والذي يعطي هذا المخيم الفسيح لكل زائر انطباعاً رائعاً لأجواء هذه المنتزهات الخلابة وتهيئ لهم سبل الراحة والاستجمام في ربوع الغضا الفاتنة.. وللقطاع الصحي دور بارز بخدمة المتنزهين وذلك من خلال المركز الاسعافي الثابت حيث يستقبل جميع المراجعين على مدار اليوم وتم تجهيزه بجميع المتطلبات الصحية ويقوم أيضا بجولات ميدانية لتقديم الخدمات العلاجية والاسعافية وتنفيذ برامج التوعية الصحية من خلال فريق إسعافي ميداني لجميع المتواجدين بالمنتزهات البرية وأصحاب المخيمات، كما أن للقطاع الأمني دوراً فعالاً بوضع مركز ثابت على طريق الروضة ويقوم بالتواجد على طول الطريق للحفاظ على سلامة مرتادي المنتزهات وحفظ الأمن في جميع قطاعاته، ومن الجميل في مواقع المنتزهات البرية وجود وسائل الترفيه والخدمات على طول الطريق المؤدي لهذه المنتزهات مثل تواجد الحاجات الضرورية للمتنزهين من مواد غذائية ومحلات بيع الحطب والملابس الشتوية، ومن وسائل الترفيه اضافة الي انتشار مخيمات تأجير الدبابات والعربات من اجل الاستمتاع لجميع العوائل التي تزور المنطقة وتصطحب الأطفال والشباب حيث يجدون كل ترفيه ومتعة داخل هذه المنتزهات، الى جانب سبل ترفية أخرى من خلال الجولات الجوية في سماء الغضا على الطائرات الشراعية والتي ترسم البهجة والسرور على كل من يستمتع بوقته في ربوع مملكة الغضا.. أيضاً يوجد بالمنتزهات البرية المخيمات الخاصة بالإيجار اليومي وهي مجهزة بجميع الخدمات حيث يجد المستأجر كل حاجاته في هذه المخيمات من المياه والحطب وسبل الترفية للأطفال من مختلف الألعاب وتهيئ هذه المخيمات بعض من الملاعب الرياضية التي يعشقها العديد من الشباب.. ومن مميزات منتزهات الغضا سهولة أراضيها وعدم وجود وعورة في جميع أرجاء هذه المنتزهات حيث تستطيع التمتع داخل منتزهات الغضا بكل يسر وسهولة وتجعل من وقتك متعة خاصة وجميلة لن تنساها بسهولة عندما ترى ابتسامة أطفالك وهم يقضون وقتهم بين سحر الطبيعة وجمال الكثبان الرملية الذهبية.. وخلال إجازة الربيع تنظم محافظة عنيزة مهرجاناً ذا نكهة خاصة وهو المهرجان الشتوي والذي حمل اسم هذا الرمز (الغضا) برعاية اللجنة العليا للسياحة حيث يحظى بمتابعة كبيرة من أبناء عنيزة ومن زوار منطقة القصيم ويحرص العديد من المهتمين التواجد فيه سواء من داخل المملكة أو من الدول الخليجية والعربية ويشهد زيارات عديدة من مختلف دول العالم والتي تهتم بمثل هذه المهرجانات الرائعة لما يقدم فيه من برامج ممتعة وشيقة جداً وخاصة لمحبي الشعر والفنون الشعبية والأنشطة المختلفة والمتنوعة الأمر الذي ساهم وانعكس بشكل ايجابي على سمعة هذا المهرجان.. إلى جانب مايقام من مسابقات ومعارض مختلفة ومنها سباق رالي السيارات والدرجات النارية وسباق التحدي والتشويق إضافة إلى عروض السيارات القديمة والعجيبة بمختلف إشكالها وأنواعها، تلك الأنشطة و خلال الأعوام السابقة حققت رواجاً كبيراً لدى المحبين لمثل هذه البرامج السياحية الشتوية.. كل هذا الجمال والمتعة يتوفر في منتزهات الغضا التي تحتضن كل زائر لها بكل حفاوة وكرم الضيافة لترسم البهجة والسرور على مرتاديها وتجعلهم يقضون أمتع الأوقات في ربوع مملكة الغضا.. ويقف خلف تلك الجهود المبذولة لجنة تنمية السياحة بعنيزة برئاسة محافظ عنيزة المهندس مساعد بن يحي السليم الشاب الذي يعشق العمل ويهوى تفعيل البرامج والأنشطة السياحية ضمن فريق عمل رائع ممثلاً بالأمين العام للجنة الأستاذ يوسف بن عبدالرحمن الوهيب وكافة أعضاء اللجنة التي تعطي هذا الجانب اهتمام خاص وعناية رائعة في قلب مملكة الغضا عنيزة. من هنا وعبر جريدة ال(الرياض) ننقل معاناة أبناء المحافظة لوزارة المواصلات لسرعة تنفيذ طريق الروضة المؤدي للمنتزهات البرية ليكون طريق مزدوج وهو الحلم الذي يراود أبناء عنيزة ومسئوليها وكما علمت "الرياض" بان هذا المطلب ليس بالوليد بل كان منذ عقد من الزمن وأبناء عنيزة يطالبون بتنفيذ هذا الطريق والذي يشهد كثافة بالغة من المتنزهين ليس في عنيزة ومنطقة القصيم بل يتجاوز ذلك لمناطق المملكة جميعها، وهذا نداء نأمل أن يتحقق.