يسهل على شخصي المتواضع التخلص من أي أغراض قديمة (بل وحتى الجديدة في حال ألححت علي بالطلب) بشرط ألا تكون كتباً أو مجلات رافقتني منذ سنين.. ففي حين تزداد قيمة الكتاب بتقادم الزمن، تتحول المجلات إلى راصد زمني وإرشيف يمكن مقارنته بالحاضر.. وقبل كتابتي لهذا المقال كنت أتصفح أحد الأعداد القديمة من مجلة نيوساينتست (وأرجو أن لا تؤثر كلمة قديمة هنا على جودة المقال كون ما سنتحدث عنه يعد بمثابة ألغاز أزلية لا يؤثر فيها الزمن) حين صادفت ما أسمته المجلة أعظم ماعجز العلماء عن فهمه حتى.. * وخذ على سبيل المثال سبب حاجتنا للنوم (ولماذا ننام أصلا؟).. فالنوم يتفاوت بحدة بين المخلوقات لدرجة يقضي الدب الكسلان 20 ساعة من يومه نائما في حين تكتفي النملة بخمس عشرة دقيقة فقط.. أما نحن البشر فنقضي ثلث حياتنا نياماً بلا سبب واضح ف"سبحان من لا تأخذه سنة ولا نوم"! الأهم من النوم كيفية بدء الحياة على كوكب الأرض؟.. فأقدم مخلوق اكتشف حتى الآن بكتيريا متحجرة يعود عمرها الى ثلاثة مليارات عام.. وأقصى ما توصلنا اليه هو أن الحياة نشأت في الماء واستمرت بفضل وجود الماء "والله خلق كل دابة من ماء"! وهل نعيش نحن البشر مرحلة تطور ذهني وبيولوجي مستمرين؟.. وهذا السؤال (الذي يعتمد على نظرية داروين في النشوء والارتقاء) قد لا تتم الاجابة أصلا عليه طالما أصر البعض على تفسير وجودنا من خلال هذا المنظور.. ولماذا يتميز الانسان وحده بالذكاء؟... فالذكاء ليس ضروريا للعيش والبقاء على كوكب الأرض (والدليل.. وجود ملايين المخلوقات الغبية). وتميز البشر عن غيرهم بهذه الموهبة يشكل سؤالا محيرا لعلماء الأحياء/ رغم أنه قد لايكون كذلك للمؤمنين بالتكريم الإلهي "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر".. ثم ماهو الوعي وماهيته؟.. فالعلماء عجزوا عن فهم كيفية وعينا للأشياء؟ وهل هذه الأشياء تبدو دائما على حقيقتها أم أن أحاسيسنا تعمل على تشويهها والتعديل فيها؟.. ثم كيف نعرف ان بقية المخلوقات - بل وحتى الجمادات - لا تعي ذات الأشياء بنفس الطريقة؟ ولماذا تتكاثر الثدييات من خلال عملية جنسية؟... قد يبدو هذا السؤال بسيطا وبديهيا؛ ولكنه لن يصبح كذلك متى ماعلمنا أن بويضة الأنثى يمكنها التكاثر بدون الحاجة للرجل.. نعم.. فهناك حالات نادرة لنساء حملن بلا تلقيح (مريم عليها السلام) وحالات يمكن أن تتم عن طريق استثارة البويضة طبيا بدون الحاجة للحيوانات المنوية.. ولم نذهب بعيدا.. توجد حولنا مخلوقات كثيرة تتكاثر بطريقة (غير جنسية) أو تلجأ عند الضرورة للحمل بدون ذكر! أما السؤال الأزلي فهو هل توجد مخلوقات غيرنا في هذا الكون؟.. فكوكب الأرض يدور حول شمس صغيرة في طرف مجرة التبانة.. وهذه المجرة تضم بلايين النجوم مثل شمسنا. وفي كامل الكون توجد بلايين المجرات التي تضم بلايين بلايين النجوم والكواكب.. ولكن - رغم هذا العدد الهائل - لا نستطيع الجزم بوجود حياة على أي كوكب (ناهيك عن أي حياة نتحدث)!! أما السؤال الذي تزداد قيمته بتقدمنا في السن فهو هل ننجح يوما في إيقاف الشيخوخة؟.. فمن الناحية النظرية يجب أن يبقى جسم الانسان شابا مدى الحياة. فالخلايا التي يفقدها يتم تعويضها خلال مرحلة النمو والشباب. غير أن هذه الخلايا تبدو مبرمجة (بطريقة لم يفهمها العلماء حتى اليوم) للانهيار والتوقف عند سن معينة فتظهر بالتالي علامات التراجع والهرم! هل لديك أي إضافات أخرى!!