في حياة البشر أسئلة كونية عظيمة - وفلسفية كبيرة - لا يمكن للعاقل تجاهلها أو ايقاف التفكير فيها.. أسئلة يشترك فيها كل البشر لا تتقادم بفعل الزمن ولا تتغير بتوالي القرون.. أسئلة من النوعية التي طرحها نبي الله ابراهيم على نفسه حين رأى الشمس بازغة فقال (هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض).. وسواء في عصر ابراهيم - أو في عصرنا الحاضر - يطرح البشر باختلاف دياناتهم وثقافاتهم وجنسياتهم أسئلة مشتركة مثل: من أين أتينا، وإلى أين سنذهب، وكيف بدأت الحياة، ومصيرنا بعد الموت، وكيف ظهر الكون، وكيف سينتهي، والجنس الذي سيأتي بعدنا...؟؟؟ وكانت مجلة بوبلر ساينس قد حاولت معرفة أكثر الأسئلة إلحاحاً في أذهان الناس (من خلال استفتاء طرحته على القراء بمناسبة دخولنا الألفية الثالثة).. فرغم تحقيق الإنسان قفزات علمية كبيرة في القرن العشرين (حيث فجر الذرة وصعد للقمر واكتشف النسبية) إلا أنه ما يزال عاجزاً عن تقديم اجابات شافية لأسئلة قديمة قدم التاريخ نفسه.. بل يمكن القول ان تقدمه العلمي الحالي خلق المزيد من الأسئلة الصعبة - مثل الآثار المستقبلية للتلوث الصناعي، والنتائج الغامضة لاستنساخ الإنسان، وامكانية انكماش الكون مستقبلاً مقابل توسعه الحالي..!؟ على أي حال؛ بعد غربلة النتائج خرجت المجلة بستة أسئلة كبرى (رأت فيها محور الدراسات والأبحاث القادمة) ورتبتها على النحو التالي: 1) هل سينقرض الجنس البشري خلال الألفية الثالثة؟ 2) وهل هناك مخلوقات غيرنا في هذا الكون؟ 3) وهل يمكن ايقاف الشيخوخة؟ 4) وهل سينجح استنساخ الإنسان؟ 5) وهل يمكن التحكم في الطقس 6) وكيف بدأ الكون ومتى سينتهي؟ والسؤال الأول (هل سينقرض الجنس البشري خلال الألف عام؟) يبدو وجيهاً بسبب التغيرات السريعة التي يحدثها البشر على كوكب الأرض، فهم مثلاً يتناسلون بمعدل مرتفع وبتضاعف مخيف، فبعد ان احتاجوا إلى 1850عاماً كي يصلوا إلى أول بليون، تضاعف عددهم بسرعة إلى أربعة بلايين عام 1975م ثم إلى ستة بلايين هذا العام - وسيصلون إلى 10بلايين عام .2050.هذاا لتضاعف المتوالي لا يعني فقط استنزاف موارد الأرض بل وازدياد حدة التلوث ونقص الأكسجين والاختلال بتوازن الكوكب (ناهيك عن احتمال ظهور كوارث مفاجئة قد تبيد البشر بضربة واحدة كالحروب النووية والأوبئة القاتلة والاضطرابات الكونية)! - على أي حال يعتقد 86% ممن استفتتهم المجلة ان البشر سيظلون على وجه الأرض طوال الألفية الثالثة! @@@ أما السؤال الثاني (هل هناك مخلوقات غيرنا في هذا الكون؟) فقد رافق الإنسان منذ أن رفع رأسه إلى السماء وشاهد الكواكب والنجوم.. ورغم تميز عصرنا الحالي برحلات الفضاد وتلسكوبات الراديو والمراصد الفلكية إلا أن ذلك لا يعد شيئاً يذكر امام سعة وضخامة وتمدد الكون (بل على العكس قادنا هذا إلى طرح المزيد من الأسئلة الصعبة مثل: عدد النجوم النهائي، وحجم الكون الحقيقي، وطبيعة المادة السوداء التي تشكل معظم بنيته الخفية). - على أي حال يعتقد 85% ممن استفتتهم المجلة بوجود حياة ذكية في الكون، في حين يعتقد 45% منهم أنها ستزور الأرض مستقبلاً!! .... وللحديث بقية