أول تفاحة سقطت في وزارة التربية والتعليم بعد أن فاحت رائحتها وفسدت كانت في حائل وتلتها بعد ذلك تفاحة الرياض. والتفاح أخضر أصفر أحمر أو أي لون كان، تفوح رائحته ويتغير لونه عندما يفسد أما طعمه واستطعام الناس له فهو أمر نسبي، هناك من يكرهه لأنه فاسد والبعض قد يستسيغه لأنه اعتاد طعمه، وآخرون يحبونه لأنهم أدمنوا عليه واستطابوا سكرة مغرياته حتى ولو كانت محرّمة؟! كيف فسدت التفاحة ومن الذي أسقطها وكيف سيتم التخلص منها؟ أسئلة كثيرة وردت وسترد في ذهن الناس لأنهم لم يألفوا أن تشيع الرائحة وتعم في وزارة مثل وزارة التربية والتعليم. سقوط التفاح الفاسد فيها ليس بالمزحة لكنه ساخر جدا فكيف يحدث هذا في وزارة معنية بالتربية والتعليم؟ من العجب أن يتوقع الناس أن يكون جميع من فيها صالحين أو معصومين من الخطأ، لكنهم يتعجبون من النظام في هذه الوزارة الذي سمح بظهور هذا الفساد واستمراره. القصص والأسماء التي لاكتها ولا تزال تلوكها الألسن وتطرب لسماعها الآذان كثيرة ، لكن التصريح الصريح وإثبات الخطأ وتغريم أصحابه المتورطين هو الأهم. فتساقط التفاح الفاسد ظاهرة صحية قد تثمر شيئا افضل ، تفاحا آخر أكثر فائدة حتى ولو احتاج لبعض الوقت لينضج. الفساد موجود وقد يكون مستشريا ولولا ذلك لما ظهرت (نزاهة) لتعقب رائحة التفاح الفاسد أو ذلك الذي تغير لونه أو طعمه. لكن كيف لها أن تحقق ذلك ما لم يخبرها أحد برائحة العفن وأين شمها، أو طعم أي شيء متغير لم يستسغه؟ قد يكون سقوط تفاح وزارة التعليم الفاسد واستمرار ذلك درس لكل من كان داخل أروقتها أو خارجها، ومنحى جديد لتربية المجتمع على أن المال العام ليس مستباحا ولا يمكن أن يكون كذلك ليستغل البعض نفوذه ويستحوذ على الأكثر منه. هذا أول تهذيب يجب أن تحرص الوزارة على غرسه في الطلاب الذين يدرسون في أروقتها، عدم السكوت عن الفاسد مهما كان لونه، محاربته في معقله، احترام الملكية العامة وعدم التعدي على الحقوق في أي مكان وبأي صفة. فالمجتمع الذي يحترم أبناؤه فيه الصفوف ومن فيها ولا يسمح لأي من كان أن يتخطى الصف أو (الطابور) ليحقق مصلحة او ينجز معاملة أو يقضي حاجة له، سواء بالواسطة أو القوة أو (البجاحة والتناحة)، هو بلا شك مجتمع قليل الفساد فمن يحترم حق من كان قبله في ما هو ساعٍ إليه لن يسمح لمن أراد التخطي أو الاستحواذ بأن يتجرأ ليخطئ مرة أخرى أو أن يستمر في خطئه. والفاسدون ليسوا سوى متجاوزين (للطابور) لاعتقادهم بأنهم الأحق أو لأنهم ارتأوا ذلك حتى لا يسبقهم اليه أحد. فلنبدأ ذلك الآن ولنحذُ حذو الوزارة فلا نسمح لأي من كان بأن يتجاوز دوره في الصف أو (الطابور) لمجرد انه أراد ذلك، فالساكت عن الحق شيطان أخرس؟!