التحول العام في صناعة الأغاني, عبر سوق الكاسيت مرت في السعودية على عدة مراحل. كان قبل ذلك في العام - 1964م - نشأت في الرياض مجموعة دكاكين قابعة خلف الجامع الكبير – جامع الإمام تركي بن عبدالله - هذه المجموعة من المهتمين بالفنون, قامت بانشاء محلات بيع الإسطوانات وتسجيل الأغاني من قبل الفنانين عبر الريلات ثم ارسالها إلى اليونان وغيرها من الدول لصناعة الاسطوانة وجلبها ثم بيعها من جديد. يسري الحال ايضاً في المنطقة الشرقية كالأحساء والدمام وايضاً في جدة وغيرها, بعد الاستفادة من القرارات التي تخولهم بمزاولة اهتمامهم في الموسيقى ونشر الموروث. هذه الاسطوانات كانت بمثاب الانطلاقة لغالب الفنانين, بل ان المنافسة بينهم كانت على اشدها وبرز منهم العديد كالراحل طارق عبدالحكيم وطلال مداح ومحمد عبده وبشير شنان وفهد بن سعيد وسالم الحويل ومحمد بن حسين وسلامة العبدالله وابناء السلوم وعايد عبدالله ومسفر القثامي وعيسى الأحسائي وغيرهم, هذه الاسماء كانت بمثابة التنوع الفني والجغرافي للجزيرة العربية. الا ان هذه السنوات لم تدم في صناعة الاسطوانات فعِند العام - 1970م- ظهر في الأفق أن هناك أشرطة - ماكسيل - صغيرة قادمة تسمع عبر اجهزة صغير "المسجل". بعض المنتجين في ذلك الوقت توقفوا عن انتاج الاسطوانات, هناك ظهر مع شريط الماكسيل شريط كبير استغل في بعض السيارات الأمريكية "الكاتريج" لم يمنح فرصة للمنافسة بينما السيارات اليابانية غالبها شريط ماكسيل لدعم صناعتهم. استمر الكاتريج وحتى عام - 1982م- إلى أن استقر سوق الكاسيت مع الأشرطة وابتدأت رحلة التسجيلات وحتى نهاية الثمانينيات إلى ان جاء قرار الوزارة بتعميد النسخ الأصلية للفنانين وحفاظاً على انتاجهم. قبل بداية التسعينيات كثرت مؤسسات الإنتاج واخفت التسجيلات العامة وطبعها الفوري. استمرت صناعة الكاسيت ونهضة السوق بشكل ملفت, حتى بدا للفنانين العرب دخوله عبر الاغنيات الشعبية والتي تقدم لارضاء المستمع السعودي, وان كانت هناك بعض التجارب مرت منذ ايام الاسطوانات. أكثر من عشر سنوات بين قرار النسخ الأصلية واعتمادها, إلى ان دخلت الشبكة العنكبوتية إلى الآفاق واصبح المتلقى يجد مبتغاه في جهاز الكمبيوتر. حاولت بعض الشركات استثمار هذا الجانب بإصدار البومات فنانيها عبر الاشرطة المدمجة " CD", لكن هذا لم يجد نفعاً مع المتلقي البسيط, خاصة بعد تطور الهاتف المحمول واستثماره في حمل مايشاء من اعمال غنائية بشكل بسيط. شنطة مليئة بأشرطة الماكسيل القديمة هكذا كان شريط الكاتريج في السيارات الأمريكية 1980م