رحلة الفن" الفردي" في نجد ابتدأت مع ابراهيم بن سبعان وصليح الفرج وعبدالعزيز الحماد الشهير باسم "ابو سعود الحمادي" وسالم الحويل. هكذا يقول عبدالله السلوم "الشاهد على العصر" ومؤسس أول فرقة موسيقية في الرياض: "كنا في الخمسينيات نعزف على آلة (السمسمية) البديلة عن آلة العود الذي لم يكن موجوداً في ذلك الوقت، وأتى أحد الأشخاص (يدندن) بلسانه، واستغربنا ذلك النغم - وسألناه - (وش هذا الصوت؟)، فقال انه صوت عوّد لصليح الفرج، وكنا لا نعرف حينها الا ابراهيم بن سبعان وابو سعود الحمادي يعزفون على آلة العود (الجالون) وسالم الحويل الذي رحل إلى المنطقة الشرقية". بينما قال سالم الحويل "عافاه الله": تعلمت العزف على السمسمية وكان عمري "15" سنة، عندما سافرت إلى الظهران وتعرفت على فنان كويتي أتذكر أن اسمه "أبو كافي" كان يعزف على عود من صناعته "تنكه - الجالون" وضع عليها أوتار"، وحينما سمعته سألته كيف تعزف على هذه المجموعة من الأوتار قال لي "تعال أعلمك، هنا كنت سريعاً في التعليم، لذا تعلمت العزف على آلة العود" بعدها عدت إلى الرياض. وانطلقت كفنان إلى حين افتتاح "دكاكين" بيع الاسطوانات وسجلت العديد منها ووفقت مع ابن عجيان صاحب تسجيلات "نجدي فون" الذكي جداً في "الألفية" والبداية أن سجلت الجزء الأول منها من "الألف إلى الصاد" اتذكر من الفنانين ايضاً محمد بن حسين. يقول الحويل: عندما نجحت الاسطوانة! قال "ابن عجيان" تعال نكمل الجزء الثاني فنجح أيضا ثم أكملنا "120" بيتا وضمت كاملة في اسطوانة في اليونان وكان تسجيلها نقيا جداً ومازالت تباع على الأشرطة بشكل غريب، كما سجلتها مع فرقة الموسيقى في مصر بتوزيع جديد قبل اعتزالي. البداية وتناول ابناء السلوم فكرة انشاء فرقة موسيقية لتكون قاعدة اولوية لدعم محلات "الاسطوانات" الناشئة حينها والتي ابتدأ انتشارها والسماح ببيعها في العام "1964م" في افتتاح اول محل للاسطوانات "الأسود فون" لصاحبه ابراهيم محمد الأسود، تلته اسطوانات "نجدي فون" و"الشعلة" و"حامد" و"الأهلي" و"التلفون" و"السويلم" و"عبدالعزيز فون" وغيرها من محلات الاسطوانات التي تضع اسم "فون" إضافة لمسماها، وتقع جنوب شرق الجامع الكبير وأمام الساعة وقصرالحكم. في هذه الأثناء تحولت الأغنية من جماعية إلى شعبية ليكون معقلاً للفن الشعبي الذي تنوع في اصواته وكنزه الإيقاعي. في الغالب يتصدر الشاعر سليمان بن حاذور المُعلم الرصين ومنقذ الفنانين بقصائد السامري وألحانه، لذا كان المجتمع الفني يتنوع ايضاً قبل افتتاح مسرح الإذاعة والتلفزيون وقبل التوجه فعلياً إلى الفرق الموسيقية! بعضهم لم يكترث بهذه القيمة التلفزيونية ومسرح الإذاعة رغم محاولاته عبر إذاعة "طامي" واستمر في تسجيل الأسطوانات الأكثر رواجاً وربحاً، منهم خلف بن هذال وحجاب بن نحيت الذي قدم الأغنية الذائعة الصيت "يا بوي أنا -1964م" مع ملحنها عبدالله بن نصار، وفهد بن سعيد الذي رافق سليمان بن حاذور وتعلم منه أصول السامر، وسجّل اسطواناته "زمة نهت والعيون السود -1959م" قبل افتتاح "محلات الاسطوانات" تلتها أكثر من ست اسطوانات هي أيضا من كلمات ابن حاذور ولم تنجح. يعتبرها فهد بن سعيد المحاولة الأخيرة بعد فشل أكثر من "6 اسطوانات"، فقدم اسطوانة "فكرت والمكتوب -1964م"، سامرية من كلمات بن حاذور الذي تواجد معه أثناء التسجيل الفنان منصور العجيبان، حيث طبعت ب "5000" اسطوانة، وبيعت كل اسطوانة ب "30" ريالا لدى "الأسود فون"، واستمرت طباعتها إلى ان دخل كاسيت المكسيل عام"1971م". الذين اضافوا للرعيل الأول كثيراً من خلال التنوع الثقافي والإيقاعي. في ظل زهو سوق الاسطوانات وانتشارها بمجموعة من الفنانين، هناك فنانون دخلوا السوق الجديد في اواخره منهم حمد الطيار"1947-2009م" ليقدم أولى اسطواناته في العام "1968م" قبل ختام المرحلة الأولى من الفن في نجد وسوق الاسطوانات، وقبل نزول كاسيت "ماكسل"، لكنه انحرف ليكون لنفسه مسيرة أخرى مع فرقة الإذاعة والتلفزيون ويشارك عازفاً ومطرباً، إذ قدم طوال حياته الفنية عدداً هائلاً من الأغاني والألحان انتقلت معه إلى فرقة الإذاعة والتلفزيون والتسجيلات الواقعة على شريط "الماكسل". المرحلة الأولى من الفن في "نجد" وفيرة بالأحداث والتنقلات، بل حتى قبل ذلك، حيث شارك بعضهم في تسجيل اسطواناته خارج السعودية كالفنان عبدالله السلوم وسالم الحويل وابو سعود الحمادي والفنان عايد عبدالله الذي سجل في العديد من الأماكن كالرياض والأحساء والبحرين والحجاز، ويعتبر من اوائل المطربين الشعبيين. بيت السلوم والشاعر ابن حاذور ساعد كثيراً على تنوع الفن وتميزه بالشكل الحقيقي بقيادة ابو سعود الحمادي الذي استمد ثقافته من الحجاز ومصر وغير معالم الأغنية في نجد ذات المذهب الأوحد وادخل عليها الجمل والكوبليهات. «الديرة» محلات بيع الاسطوانات بالرياض - 1963م