كيف يعد رئيس الاتحاد بتقديم 1000 مدرب.. وهناك من يرسل خطابات الاستغناء إلى 42 شخصاً؟ في كل مرة تشرق فيها الشمس معلنة عن قدوم يوم جديد يكتشف المتابع الرياضي حقيقة حزمة الوعود التي تتصدر الصفحات وتملأ وسائل الاعلام وتدغدغ المشاعر بتسجيل مرحلة تفوق جديدة وتحقيق جملة من الانجازات، يكتشف ان كل المواعيد وهم ولم يصدق وعد واحد حتى الآن، حتى الملاعب المغطاة والمكيفة والبوابات الالكترونية ووسائل الراحة للجماهير والدخل السنوي لكل نادٍ الذي قالوا انه سيكون بالملايين لم نرها الا في الاحلام، والانجاز الوحيد بعد خطط التطوير المزعومة للمنتخبات هو خوضه مباراتين وديتين مع اسبانيا والارجنتين واستقبال ميسي الشهير، ما يعلن عنه المسؤول اليوم برسم الخطط والاعلان عن التطوير والتأكيد على النهوض بالرياضة على مدى عقود عدة ينسفه قرار وتصريح مسؤول جاء بعده وكأنه هو المنقذ ثم يرحل فلا عمل ولانتائج ولا انقاذ ولاهم يحزنون، كتأكيد على ان كل منهما يعمل في معزل عن التفكير بالمصلحة العامة، ورسم السياسات على المدى الطويل للارتقاء بالنشاط الشبابي والرياضي وانقاذه من العثرات التي حولت جسمه الغض وحماسه الكبير وروحه العالية الى حالة من الانهاك والاحباط واليأس وعدم الاستجابة الى اي علاج. لجنة وراء لجنة اقرب مثال كان محمد المسحل فور توليه لإدارة المنتخبات السعودية يعد ويعقد الاجتماعات ويصدر القرارات ويشكل اللجان الفنية والادارية والاعلامية ويقر المعسكرات ويتعاقد مع الخبراء ويتحدث عن ميزانيات ضخمة وايرادات منتظرة مهولة ثم يعين عشرات الاداريين والمدربين الوطنيين ويؤكد ان خطته ستؤتي ثمارها على مدى ال15 عاما المقبلة، وصرنا لأول مرة نشاهد منتخب أول ومنتخب "ب" وثالثاً رديفاً في كل منتخبات السعودية، ومن كثرة تعدد الاسماء وهذه المنتخبات اصبحت الذاكرة لاتستوعب من يعسكر ومن يلعب ومن يديرها؟ تحدث المسحل بشكل مفصّل ذات مرة في مؤتمر صحفي ان برنامج (سعودي 2022) يختص بتجهيز المنتخبات، ويهدف إلى المشاركة الفاعلة في مونديال قطر وقبلها دورة الألعاب الأولمبية 2020، وقال( بدأ فعلياً إعداد هذا المنتخب وسيتشارك في برنامج تدريبي على مستوى عال في إسبانيا مع تنفيذ العديد من الخطط والبرامج التي تساعد على تطور الكرة السعودية من خلال الاهتمام بالفئات السنية والمنشآت الرياضية وتنظيم عدد من الرحلات للمدربين والإداريين بالأندية لأوروبا وزيارة أبرز الأندية للوقوف على العمل هناك والاستفادة من الخبرات الموجودة في الدول المتقدمة، وهناك خطة لدعم تواجد عدد كبير من اللاعبين الشباب تحت 22 عاماً في الدوريات الأوروبية كما حصل مع عدد من اللاعبين في الفترة الأخيرة الى جانب العديد من الآليات التنظيمية والإدارية التى يجري العمل على إعدادها للنهوض بالكرة السعودية على المدى القريب والمتوسط والبعيد). مرحلة لخبطة الاوراق ثم ماذا بعد؟.. انتقل المسحل الى العمل اميناً عاماً للجنة السعودية الاولمبية وتزامن ذلك مع انتخابات اتحاد الكرة وظننا ان الخطط التي رسمها وتركها ستستمر كما هي على اعتبار انها وضعت للمدى البعيد بعد اخذ الضوء الأخضر من اتحاد الكرة ورعاية الشباب.. ولكن ما الذي حدث؟ اقيل الهولندي ريكارد الذي بلغ عقده اكثر من 100 مليون بعد اخفاق كبير مع "الأخضر" وغادر الى بلده بحوزته اكثر من 18 مليون تمثل الشرط الجزائي، وتم حل الجهاز الاداري، وشكلت الهيئة الادارية للمنتخبات من جديد وتم تعيين الاسباني لوبيز مدرباً.. ثم ما الذي حدث ايضا؟ الامين العام الجديد للاتحاد السعودي لكرة القدم احمد الخميس يمضي على ورقة اقالة 42 مدرباً وادارياً عملوا ضمن الاجهزة الادارية للمنتخبات السعودية في مختلف فئاتها وتقسيماتها.. لماذا؟ .. لا أحد يدري.. فقط ارسل القرار لكل شخص؟ تصفية حسابات ام ماذا؟ كم هي عجيبة رياضتنا وكم هي فوضوية كرتنا وكم هو عشوائي عملنا وعلى طريقة (كل من ايد له)، من يأتي يبعد الذي قبل ويأتي بمجموعته وأصدقائه واصحابه وربما اهله، وهكذا اصبح التطوير المزعوم يدور في فلك (لا للتطوير).. ما حدث ويحدث ليس هناك اي تفسير له إلا أمرين، الأول ان اتحاد الكرة اكتشف ان عمل المسحل خطأ وسياسته فاشلة وخططه تقود الى الاخفاق لذلك اراد تلافي هذه المعضلة، اما الأمر الثاني وهو الاقرب ان ما حدث تصفية حسابات بين المسحل واتحاد الكرة الحالي، وان الأخير يريد القضاء على شيء اسمه (بقايا خطط المسحل)، واذا ما ثبت ذلك فإن الشارع الرياضي موعود بسلسلة من الاخفاقات لأن مرحلة البناء التي تحدث عنها اتحاد الكرة السابق والمسحل اجهضت فلا ندري اين ذهب الخبراء وماهي نتائج الملايين، وماهو حصاد عمل عشرات الاداريين والمدربين والوعود بتأسيس كرة قدم حديثة تعتمد على النظام والاحتراف والاستثمار وتوظيف ابناء الوطن من خلالها، والخوف ان لاتختلف مرحلة البناء الجديدة التي يريدها الاتحاد الحالي عن الخطط السابقة. ملايين بلا نتائج تصوروا ملايين الريالات دفعت منذ تولي المسحل لمهمة ادارة المنتخبات حتى اضطر اتحاد الكرة لاخذ سلفة من وزارة المالية لتسديد عقد ريكارد حرصه على تنفيذ الخطط المزعومة، وماهي النتائج؟ مع الأسف خيبة امل لايمكن ان يعفى منها الاتحادان السابق والحالي واي شخص عمل في اتحاد الكرة ولجانه والمنتخبات، بلا مقدمات يتم القضاء على مرحلة البناء التي لم نرها، وبلا سابق انذار يتم الاستغناء عن اكثر من 42 مدرباً وادارياً. كيف ولماذا؟ وهل يكون الاتحاد الحالي شجاعاً ويوضح لنا السبب؟.. لماذا ذهبت خطة المسحل الطويلة هباء منثورا؟ ومن مزق اوراقها واراد ان نبدأ من الصفر؟ هل نتمكن من رؤية ألف مدرب؟ يقول احمد عيد من خلال برنامجه الانتخابي ان الاتحاد السعودي الذي يرأسه سينشىء أكاديميات وطنية لكرة القدم موزعة على جميع المناطق مع تطوير برامج لتأهيل خبراء وباحثين لاكتشاف المواهب دون انتظارها، وتأهيل ألف مدرب خلال الفترة المقبلة وضم الكوادر الوطنية لجميع الاجهزة الفنية للمنتخبات وتشجيع الاندية لضم كوادر وطنية للاجهزة الفنية وتطوير كفاءة المدربين السعوديين من خلال تكثيف الدورات التدريبية وورش العمل للمدربين داخل وخارج السعودية وابتعاث عدد من المدربين للعمل والتدريب في الدول المتقدمة في لعبة كرة القدم والتأهيل المستمر للكوادر الوطنية للعمل في ادارات كرة القدم، فهل ما جاء في هذا البرنامج يتفق وقرار الاستغناء عن 42 مدربا واداريا، ام ان احمد عيد نسي تنفيذ البرامج التي وعد بها او انه لايعلم عن قرارات الاستغناء؟، كيف يعد بأن يكون هناك ألف مدرب خلال الأعوام الخمسة المقبلة وقرارات الاستغناء لم تتسع لها ادارج احمد الخميس في أول يوم عمل في داخل الاتحاد؟ وكيف له ايضا أن يأتي بهذا العدد ويصقلهم ويؤهلهم خلال الفترة المشار اليها؟ هذا يعني انه لابد من تقديم 200 مدرب خلال العام الواحد، واذا ما وضعنا بالاعتبار ان هناك 500 مدرب شبه جاهز من حيث فهم اساسيات التدريب فكيف يوفر البقية وبعضهم يقال له (اذهب الى بيتك فنحن لانريدك؟) من يجيب؟ سؤال عريض لن يجيب عليه الا المسحل وعيد وهو (هل ما وعد به كل منهما سينفذ على ارض الواقع؟ وماهي الميزانية التي رصدها اتحاد الكرة في عهد الأول واين ذهبت وماهي نتائجها، وكم يحتاج الآن؟.. وهل الأمر فقط متعلق بالصرف والبذخ المالي على عقود المدربين والمعسكرات من دون ربطها بأي عمل ينتهي بنتائج ملموسة وبطولات تروي عطش الشارع الرياضي؟ بكل أسف المسحل تحدث عن خطط واعلن عن برامج وكذلك الحال لعيد ولا نعلم هل برنامج الأخير مكمل لما وضعه الأول؟ الواقع يقول إن هناك من تستهويه كلمة (البناء) ولكن كيف يستقيم هذا البناء لايعلم أحد لأن الطاسة حتى الآن شبه ضائعة وسط وعود مستمرة وعمل مضطرب ورؤية غير واضحة وما الاستغناء عن ابناء الوطن الذين اكدوا انهم سيدعمونهم ويأخذون بهم الى ميدان العمل الفني والاداري في الاندية والمنتخبات الا مؤشر على ان الخطط لامكان لها الا ادراج المكاتب الا اذا انتحل "ابن الوطن" شخصية غير شخصيته السعودية وارتدى الطربوش فربما يفلح. ختاما نأمل من المسحل ان يوضح لنا الحقيقة عما إذا كان هناك من عمل أو يعمل على إجهاض برامجه وخططه عندما كان رئيسًا للمنتخبات، بدلاً من الصمت والانزواء في اللجنة الاولمبية وتطاير الاسئلة هنا وهناك. المنتخب السعودي المسحل وريكارد.. مرحلة لم يكتب لها النجاح ويظهر احمد عيد الذي وضع برنامجاً مختلفا