عد المحلل الرياضي حمد الصنيع استقالة أكثر من أربعة أعضاء من إدارة نادي الاتحاد بعد مضي أربعة أشهر على تشكيلها مؤشرا غير جيد، ويرسم علامة استفهام كبيرة، مبيناً أن الإدارة الحالية عندما تشهد تقديم استقالات إداريين لهم خبرتهم مثل محمد اليامي والحميدان فإن ذلك يؤكد وجود خلل فيها. وعلى الرغم من ذلك، يعتقد الصنيع أن الاتحاد سيعود إلى وضعه الطبيعي، لأنه يملك أعضاء شرف يستطيعون إعادة الأمور إلى نصابها، مستدلاً بما حدث للنادي عقب الخروج من دوري أبطال آسيا عام 2009. وأكد الصنيع أن توقيت قرار الاستغناء عن لاعبي الفريق الكروي الأول صالح الصقري ومناف أبوشقير كان خاطئاً. وتطرق الصنيع بالحديث إلى استقالة الأمير نواف بن فيصل من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، مبيناً أنها كانت خطوة غير مسبوقة، وطالب من يتمسكون بكراسيهم رغم الإخفاق أن يحذو حذو الرئيس العام لرعاية الشباب.. كل هذه الأشياء تتابعونها في السطور التالية: ما تقييمك للوضع الذي يعيشه نادي الاتحاد؟ من الطبيعي أن تكون هناك سلبيات في الاتحاد بسبب التغييرات التي حدثت في أجهزة النادي الإدارية والفنية، إضافة إلى التعاقد مع لاعبين جدد، لكن ستعود الأمور إلى مسارها الصحيح عقب الجهد الذي بذلته الإدارة في الفترة السابقة. والاتحاد يمتلك قاعدة كبيرة من رجال الشرف سيعيدونه إلى وضعه الطبيعي، كما حدث من قبل عام 2009 عندما خرج من دوري أبطال آسيا، واستطاع أن يعود لوضعه الطبيعي ونال لقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، إضافة إلى وصافة الدوري. ولكن الفريق تأثر بالاستغناء عن بعض اللاعبين البارزين مثل صالح الصقري ومناف أبو شقير؟ هناك نوعية من اللاعبين من الصعب تعويضهم بسهولة، والصقري ومناف من هؤلاء الذين حققوا إنجازات كثيرة مع الفريق، وكان بإمكانهما أن يلعبا معه موسماً آخر، وخاصة الصقري، وأرى أن توقيت الاستغناء عنهما كان سيئاً، ومن المفترض ألا يتم الاستغناء عن أي لاعب كبير ونجم في منتصف الموسم، بل كان يفترض ذ لك في نهاية الموسم. وهل جازف الاتحاديون، برأيك، في انتخاب أشخاص ليس لهم خبرة إدارية في قيادة النادي؟ أنا مع الإدارة التي تملك الخبرة الكبيرة. والإدارة الحالية ضمت أسماء لها خبرتها الكبيرة في مجال العمل الرياضي مثل محمد اليامي والحميدان، لكن المشكلة أن الذين يملكون الخبرة استقالوا، وأنا لا أستطيع أن أحكم على الاستقالات، لأنني لست قريباً من أوضاع النادي، لكن عندما تمضي أربعة أشهر فقط من انتخاب إدارة جديدة ويتقدم أكثر من أربعة من أعضائها باستقالاتهم فهذا مؤشر غير جيد، ويضع علامة استفهام، وعموماً، فإن الخبرة لا تأتي إلا من خلال التجارب، والإدارة الحالية منتخبة من قبل الجمعية العمومية وأمامها أربع سنوات. وكيف تعلق على استقالة الأمير نواف بن فيصل من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم وحل الاتحاد، فيما مدير عام المنتخبات والمدرب لا يزالان في موقعيهما؟ من الخطأ أن تتقدم لجان الاتحاد باستقالتها، كما أن اللجنة المؤقتة لإدارة شؤون الاتحاد لن تكون متفرغة لتجهيز المنتخبات، لأن مهمتها إدارة النشاط والتحضير للجمعية العمومية للاتحاد، ولابد أن نشكر كل من استمر في عمله بعد حل الاتحاد حتى لو كان لديه نية للاستقالة، وعلينا أن نسأل: إذا استقال محمد المسحل وإدارته فمن سينظم برامج المنتخبات، خصوصاً أن المجلس المؤقت ليس متفرغاً لمثل هذه الأمور؟ لذا أرى من الضروري استمرار هذه اللجان إلى أن يتم انتخاب مجلس إدارة جديد. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها حل اتحاد الكرة بقرار من الاتحاد، كيف ترى هذه الخطوة؟ بكل أمانة أرى أنها شجاعة رجل يعي المسؤولية، وأتمنى من الجميع أن يتخذوا مما فعله الأمير نواف بن فيصل مثلاً يحتذى به، لأن كثيراً من الأشخاص ورغم إخفاقهم لا يبادرون بمثل هذه الخطوة، وأعتقد أن أكثر مجلس مر على اتحاد الكرة ومنح صلاحيات للعاملين هو هذا المجلس، حيث منح الكل صلاحياته، صحيح أن هناك أخطاء، وكانت متوقعة، لكن عندما حدث الخلل تحمل الجميع المسؤولية واستقالوا، وهذه شجاعة. لكن الشارع الرياضي ينتظر خطوات أخرى لإصلاح الخلل؟ وماذا ينتظر أكثر من الاستقالة؟ فمجلس الإدارة تحمل مسؤوليته بشجاعة واستقال وانتهت رسالته، وهي بصراحة شجاعة غير مسبوقة. هل سترشح نفسك لعضوية الاتحاد؟ أولاً أشكر كل من رشحني، وبمجرد أنني متواجد وكمرشح فهذا أمر يسعدني وفي نفس الوقت هي مسؤولية، وشرف كبير أن أخدم وطني ولن أتردد في قبولها، وكنت عضواً في لجنة المسابقة لثلاث سنوات، لكنها تعارضت مع عملي في نادي الاتحاد، إذ لا يجوز الجمع بين منصبين، وعلى العموم إذا حصلت لي فرصة في المستقبل وطالما لا تتعارض مع عملي في موقع آخر فلا مانع من الترشح. وماذا عن رئاسة الاتحاد؟ رئاسة الاتحاد ليست لي، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، ومن الممكن لو أتيحت لي فرص الترشح لعضوية المجلس إذا كانت الشروط تنطبق علي فسأتقدم لها دون تردد، وإن كنا لا نعرف حتى الآن المعايير والآليات التي سيتم العمل من خلالها للترشيحات. وماذا تتوقع للكرة السعودية في الفترة المقبلة؟ الفترة المقبلة حساسة وحرجة بشكل كبير، لأنها فترة انتقالية، والآن عملية تشكيل مجلس الإدارة سيترتب عليها أشياء ضرورية للكرة السعودية، وأتمنى أن نبتعد عن الأسماء وعن هوية رئيس الاتحاد. كما أتمنى وجود فريق عمل فعّال وإدارة متكاملة تملك كل التخصصات، وقادرة على العمل من أجل تطوير الكرة السعودية، والعمل على تجهيز وصقل الفئات السنية وإنشاء ملاعب ووضع نظم إدارية وتكوين أجهزة طبية وفنية، وكل ما يتعلق بصناعة اللاعب السعودي، وهذا لن يأتي إلا من خلال أشخاص يملكون خبرات متعددة، وأمامنا بالفعل مرحلة حرجة وحساسة، فإما أن نوفق في تكوين مجلس إدارة متكامل، وليس رئيس فقط، وإما سندخل في متاهة جديدة لا نعرف إلى أين ستوصلنا.