على المستوى الشخصي يظل امين عام اللجنة الاولمبية ورئيس ادارة المنتخبات السعودية محمد المسحل من الأشخاص الذين لهم كاريزما خاصة ويحظون بالاحترام والتقدير بل يحسد على وصوله لمكانة، لا نقول انه لا يستحقها انما لم يصل إليها الكثير ممن هم في عمره، اما على صعيد العمل وما يحفه من توفيق وفشل، وانتصار واخفاق فلابد أن نصارح هذا الرجل الطموح أولا حبا وغيرة على رياضة بلدنا وثانيا الحرص على أن ينجح المسحل وأي مسؤول لا أن يفشل ويكرر اخطاء من سبقه، ومن هذا المنطلق طبيعي أن تتكرر الانتقادات مع استمرار الأخطاء والنتائج المتواضعة وعدم الإيفاء بالوعود، ويفسر النقد المستمر أحيانا على انه ترصد ومواقف شخصية لهذا الرجل الذي نحترمه كثيرا وكم نتمنى من المسحل أن يجيبنا بكل صراحة وبأمانة بعيداً عن العاطفة (هل هو مقتنع بحصاد زرعه خلال الفترة الماضية؟).. إذا كان يشعر في قرارة نفسه انه يتوافق وطموحات الشارع الرياضي فسيجد منا كل الاعتذار على الانتقادات تجاهه، اما اذا هو يشعر ان العمل لم يتقدم عن السابق كثيرا بعيدا عن قضية تقسيم المنتخبات والبناء التي نسمع عنها ولا نراها فعليه أن يتقبل أي عبارة نقد لاذعة تستهدف تلافي الأخطاء الى ان تختفي، وهي اخطاء بدأت منذ ثمانية المانيا الشهيرة، وبالتالي نزول مستوى العمل والنتائج إلى درجة اقل من السابق، اما من يصوّر الوضع على انه تطور فليقسه بالنتائج والانجازات ومدى رضا الشارع، وليس وفق ما يطرح من آراء بعضها يجامل المسحل لأنه يحبه او لأنه لايجرؤ على قول الحقيقة، والبعض الآخر مع الاسف يريد أن يحقق مصالحه الخاصة من دون أن يدلي بشهادته تجاه الواقع ويبرئ ذمته لصالح رياضة بلد مترامي الاطراف لاتزال تئن من آلام الفشل، وآمال ووعود لم تتحقق حتى الآن. قارنوا بين ماتم صرفه على «الجيل الذهبي».. وما حظيت به المنتخبات الحالية وماهي النتائج؟! لذلك على المسحل وغيره من المسؤولين ان يدركوا قبل كل شيء ان المشجع الرياضي السعودي لا يرضيه إلا العمل ولا يقتنعه غير النتائج، ولايرتاح له ضمير إلا ان تتحرر الرياضة وكرة القدم تحديدا من الاخفاقات والانتقال من تصنيف (الفيفا) (112) الذي لايليق بها الى مرتبة تثبت تعافيها من الاشكالات وتراكم الاخطاء وتعاقب المسؤولين واقالات المدربين والنتيجة"مكانك راوح"، أما الوعود والأعذار وكثرة التبريرات فقد مل منها المشجع المغلوب على امره بعد أعوام قضاها بين ترقب وانتظار وأمل وانكسار، وحنين الى الماضي والرغبة بمستقبل افضل يليق برياضة وطن لديه الكثير من الخيرات والثروات والمكاسب والمكتسبات والشباب الطموح والمتحمس. ايضا على المسحل أن يدرك أولاً من هم الذين يدافعون عنه؟ هل لأن عمله يستحق الدفاع والابراز والتعاطي مع ذلك من أجل المنتخب ومصالحه والمساعدة على دفع عجلة تطوير كرة القدم السعودية إلى الأمام؟، ام لأنهم ينظرون للمنصب وما يقدم لهم من اخبار واشياء تلبي مطالبهم؟، الثناء الزائد والمبالغة في الاشادة لا يعبران عن واقع انما النتائج هي ما يفرض هذا الشيء عكس محاولة استثمار وجود المسؤول دون الحكم على العمل وانعكاساته الايجابية على مستقبل الرياضة والشباب. تطبيل.. وتغييب للواقع على الزميل العزيز المسحل الاعلامي والمشجع الرياضي الذي وصل الى ادارة المنتخبات ثم امانة اللجان الاولمبية وهما تعانيان الأمرّين ان يعتبر من أولئك الذين كانوا يطبلون لفيصل عبدالهادي عندما احتل منصب الأمين العام -وهذا مايحدث مع محمد النويصر وغيره من رؤساء اللجان- وكيف انهم كانوا يلاحقونه - اي عبدالهادي- ليس قناعة بعمله وسلامة تخطيط الأمانة الذي وصل الى مستوى سيىء إنما لأنهم كانوا ينتظرون منه سبقاً صحفياً وقرباً من هذه الأمانة ومن يديرها؟ أما عندما أُبعد من منصبه فربما بعضهم لا يعرف اين هو الآن؟ بعد ان كان بالنسبة لهم يمثل شخصا مهما يزعجونه بالاتصالات وطلب اللقاءات والتصريحات الصحفية والزيارات، عليه ان يدرك ان المشكلة التي تعاني منها الكرة السعودية ليست اعلامية انما جاء الى العمل في المنتخبات وهو اشبه بذلك العداء الذين يريد ان يقفز لتحطيم الارقام بينما مستواه وطريقة تدريبه وفهمه لشروط المنافسة لاتساعده على القفز، هكذا يبدو لنا الحال فرئيس ادارة المنتخبات وجد امامه ارثا كبيرا من الاخطاء الفنية والادارية التي انهكت الجسد الرياضي بصورة عامة وليس كرة القدم فقط، وفوق ذلك فهو اراد ان يقفز بعيدا عن الواقع وامكانية العلاج بصورة تدريجية وفق الفكر للاعبين والاداريين الذين يتحدثون بالاحتراف وهم اشبه ب"الهواة" او المتابع الرياضي الذي وضعه المسحل امام آمال وطموحات جعلته هو الآخر يقفز بنفسه الى منصات التتويج متجاوزا كل التراكمات التي تعيق العمل وتبعده عن الانجاز على الرغم من ان ادارة المنتخبات في بداية عملها حظيت بميزانية شبه مفتوحة لم تتحقق لأي إدارة منتخب سعودي بدليل الصرف والمعسكرات المحلية والخارجية شبه المتواصلة ولأكثر من ثمانية منتخبات يتولى قيادة دفتها فنيا مدربون جلهم رواتبهم عالية. المخلصون وحدهم من ينتقد لتحسين الأوضاع.. والمطبلون يباركون تراكم الأخطاء ومخالفة الواقع! ربما ان هناك من يرى ان التقسيم ونعني بذلك تحويل كل منتخب الى ثلاث فئات نجاح يحسب للمسحل، دون مراعاة لماهية العمل التي تنطلق اولا من الاندية وكيف هو فكر اللاعب؟ وماهي طموحاته مجرد اللعب ام انه يتطلع الى ابراز نفسه وتطبيق الاحتراف قولا وفعلا؟ مع الاسف لا الاندية ساعدت المنتخبات، ولا المنتخبات استثمرت الامكانات العالية التي وفرت لها في البداية، حتى ريكارد عندما تم التعاقد معه اتضح الفارق الكبير بين الخطط التي ينوي تطبيقها وفكر اللاعب السعودي وعدم توافق البيئة الرياضية شبه المتخلفة مع افكار الهولندي الذي اشرف على تدريب لاعبين عالميين ومع هذا يريد المسحل أن يصبر الشارع الرياضي وان يصمت ولا ينتقد أي اخفاق يحدث في العمل ، والنتائج فقط هي من تضع أي مسؤول في قائمة المرضيين عنهم أو المغضوب عليهم، من الممكن ان يطبل اثنان أو حتى عشرة لمصالحهم الخاصة ولرؤيتهم التي يتطلعون من خلالها ولكن لا يمكن اقناع آلاف الرياضيين الذين يضعون حجم الانفاق والميزانيات المرصودة في كفة والنتائج التي يفترض ان تتحقق في الكفة الأخرى. ربما يغضب المسحل وغيره من المسؤولين من النقد وهذا أمر طبيعي خصوصاً إذا ما تعودوا على تلميع الصورة، ولكن عليهم ان يؤمنوا اننا في عصر الفضاء والإعلام المفتوح الذي لا يخفى عليه شيء، اما نتائج الاستراتيجيات التي تم الاعلان عنها؟ فأين الخطط قصيرة وبعيدة المدى، ماالذي تحقق من توقيع العقود الباهظة الثمن مع المدربين؟ وهل وضع في الاعتبار ان انجازات الكرة السعودية خصوصاً على مستوى المنتخب الأول تحققت بميزانيات ربما تعادل قيمة معسكر من المعسكرات خلال الأعوام العشرة الماضية. حضر غير المهم وغابت الرؤية التخطيط في المنتخبات السعودية والرياضة عموما لا يحتاج إلى التركيز على الإعلام وإلى منسقين يتكاثرون هنا وهناك، يحتاج إلى تخطيط فعلي مبني على الاحتياجات ورؤية تعتمد على ما هو المطلوب والمقارنة بين الواقع والمأمول وما الذي يمكن تحقيقه؟ فعندما تصرف مليوناً وتتربع على القمة، ثم بعد ذلك تستنزف عشرة ملايين دون ان تتحسن النتائج ويتقدم العمل فهذا يعني خللاً في المنظومة وطريقة الادارة وان تغيير الأشخاص والاتيان بغيرهم واستنفار الجهود ماهو إلا إهدار لكل الامكانات يتحول مع مرور الوقت الى عبث. على المسحل وغيره من المسؤولين ان يحذروا من بعض المحيطين بهم من الاعلاميين، وليسأل غيره من المسؤولين من محبي الكرة السعودية فمن يحب المصلحة قبل كل شيء لرياضة الوطن حتما سينتقد العمل الحالي ومن يحب نفسه ويبحث عن «تسليك أموره» مع المسؤول وأن يكون قريباً من اللجان فسيستميت في التطبيل ونظن ان المسحل الرجل الإعلامي قبل ان يكون مسؤولاً عن أهم قطاع رياضي يعرفهم جيداً وسيعرف حقيقتهم أكثر عندما يغادر الكرسي الساخن، ونأمل ألا يتركه خصوصا منصبه الجديد إلا وقد تحقق الكثير من طموحات الرياضيين السعوديين الذين كانت آخر الاحباطات التي تعرضوا لها الهزيمة من المنتخب السوري للشباب في بطولة آسيا الأحد الماضي بنتيجة 1-5 وهي نتيجة لاتعكس ما وفر ل"الاخضر الشاب" وما يعانيه منتخب شقيق من الخراب والدمار لبلده؛ لذلك طبيعي جدا ان يكون الغضب والغليان في الشارع الرياضي السعودي قبل ان يكون الانتصار على قطر 4-2 بمثابة تهدئة ثورة الاعصاب على أمل تخطي استراليا اليوم والتأهل الى الدور الثاني. ختاما نأمل ألا تتكرر تجربة المسحل مع المنتخبات في اللجنة الاولمبية ونتمنى أن يسهم في بناء الاتحادات وايقاظها من سباتها العميق مع ايماننا التام ان الرجل لديه قدرات وطموحات لم تظهر نتائجها حتى الآن ربما لتشابك مشاكل وسلبيات الوسط الرياضي وليس منه وحده!