طغت أجواء التهدئة على اللقاء الذي جمع بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري ورئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون في بيت الوسط أمس. وعرض عون خلال زيارته الحريري آخر المستجدات المتعلقة بتأليف الحكومة الجديدة، واستكملت مواضيع البحث الى مأدبة غداء. وأعلن عون في مؤتمر صحافي بعد الغداء أنه جرى الاتفاق على نقاط عدة ولا تزال هناك نقاط اخرى بحاجة للبحث، مشيراً الى أن «الاتفاق سيعلن كاملاً»، غير أنه رأى أنه «يجب ألا نستمر في تبشير الناس بأمور ايجابية ثم نعود ونسحبها من التداول»، داعياً الى أن «نقتصد بالكلام ونقول ان الحوار مستمر تمهيداً للتوصل الى الحل النهائي». وقال عون: «كنا على موعد لهذا اللقاء كما وعدناكم الاسبوع الماضي، وقد استأنفنا الحوارات حول المواضيع التي اثرناها في المرة السابقة، وطبعاً اتفقنا على نقاط عدة ولا تزال هناك نقاط اخرى بحاجة للبحث وهناك لقاءات لاحقة وإن شاء الله نصل الى نتيجة سعيدة، فجميعنا يحاول التوصل الى تأليف حكومة تكون قوية وتستطيع ان تعمل في الظروف التي نعيشها». وعما تم الاتفاق عليه، أجاب عون: «الاتفاق سيعلن كاملاً وليس بأجزائه». وحول ما اذا سيكون اللقاء المقبل في الرابية، رد عون: «اللقاء المقبل لن يكون على جهة واحدة، فهناك نوع من التداخل في اللقاءات. فاللقاء معي يستوجب لقاء مع آخرين ليتمكن الرئيس المكلف من ان يجمع الكل في تشكيلة واحدة»، معلناً أنه «لا توجد عقدة اساسية وأخرى غير اساسية. فالموضوع هو ان نصل الى حل، كأن يقوم واحد بتركيب «البازل»، فعندما يركب «البازل» في شكله النهائي ستطلعون جميعكم عليه». وعما اذا كان مستعداً للتنازل عن وزارة الاتصالات أو عن توزير الراسبين او عن الوزراء الموارنة، قال عون: «عندما تصدر هذه التعابير من جهتنا اسألونا عنها. لكن نحن لن نجيب عن اسئلة تصدر عن مخيلة الناس، فكل واحد يطرح السؤال على طريقته»، مؤكداً أن «هذه الوزارة لا تشكل من «التيار الوطني الحر» فقط او من تكتل «التغيير والاصلاح» وكتلة «المستقبل» فقط. هناك اطراف اخرى حتى ضمن كل كتلة سيتشاور معها رئيس الحكومة المكلف وانطلاقاً من ذلك حين تصل التشكيلة الى صورتها النهائية ستعلن». وأضاف: «لا يجب استباق الامور والقول انه تم الاتفاق على نقطة معينة، في حين لا تزال لدى غيرنا مطالب، فهذا امر فيه تناقض، ويجب ألا نستمر في تبشير الناس بأمور ايجابية ثم نعود ونسحبها من التداول. لذلك يجب ان نقتصد بالكلام ونقول ان الحوار مستمر تمهيداً للتوصل الى الحل النهائي». ورأى عون رداً على سؤال أن الحكومة «تكون قوية حين نكون جميعاً متفقين عليها وداعمين لها، سواء كنا نحن شخصياً فيها ام كان فيها من يمثلنا. فكل حكومة تقوم على برنامج اساسي وعلى تفاهم مسبق حول المواضيع الاساسية، تكون حكومة قوية، ليس فقط من خلال الاشخاص الموجودين فيها، لأنه قد يكون فيها اشخاص غير شعبيين ولكن وراءهم قوة سياسية تدعمهم شعبياً، وهذا المهم اضافة الى ان يكون فيها انسجام، فتكون كل الحكومة وراء رئيسها بموضوع معين، حينها يقف وراءها كل الشعب اللبناني». وعما اذا تم التوصل الى الانسجام، قال: «كل هذه الامور من شأنها ان تتحقق تباعاً»، لافتاً رداً على ما يقال في الاعلام الى أنه «اذا تابعنا ما يحكى في الداخل والخارج نضيع، ولا نعود نحن نتكلم مع بعضنا بعضاً، لكن نحن لا نؤمن بكل ما يحصل ويتضمن الكثير من الملهاة وتضييع للوقت».