أحد نجوم الأغنية الخليجية التي أبدعت في تقديم اللون الشعبي، والذي عاصر أهم نجوم الأغنية وسعى للمحافظة على تواجدها رغم الاختلاف الذي وصل إليه أغلب نجوم الأغنية الآن، وعلى مدار ثمانية عشر عاماً فهو لا يزال محافظاً على لونه الذي عُرف به .. المطرب فيصل السعد والذي توقف لمدة خمسة أعوام لأسباب خارجة عن إرادته وحرص على أن يكون تواجده في هذه الأعوام من خلال مشاركته في الجلسات الخاصة، ويعود الآن بألبوم موسيقي يضم نخبة من نجوم الكلمة واللحن بالخليج . و اشتهر المطرب فيصل السعد أغنية (يا حمام) والتي لاقت شهرة واسعة وغيرها من الأغنيات مثل (يا ناس دلوني)، (ما يفيد الصبر)، (بلوتي بلوه )، (البوشيه)، (نامت عيوني) . ونستضيفه اليوم للحديث عن آخر مشاريعه الفنية وفترة توقفه، وعن الدعم الذي تحظى به الأغنية التراثية وكذلك عن إعداده لألبومه الغنائي الجديد الذي يعود به للساحة الغنائية. ٭ مامدى تعلق الجمهور الخليجي بالاعمال الشعبية التراثية والتي دائما ما يقدمها فيصل السعد في ألبوماته؟ - الجمهور ينقسم إلى أقسام منهم 30 ٪ مستمع و30 ٪ متوسط الاستماع و20٪ غير متذوقة والبقية لا تقبل الفن نهائياً، وأنا من بدايتي كنت مستمعا للاغاني الشبابية إلى أن التحقت بفرقة التلفزيون في بداية مشواري وكان عمري ثمانية عشر عاما وهنا تعلمت الفلكلورات وتعرفت أن لدينا بحر مدفون وعشقت هذا الفن منذ أيام الفرقة منها فنون الجزيرة العربية كالسامر والعاشوري والعرضة البرية والبحرية المجليسي والهجيني والوانه البادية وألوان البحر وأنا لم اكتشف هذا إلا بعد التحاقي بالتلفزيون وكنا نغني هذه الأعمال بالأسلوب الجماعي واحييتها وبدأت أغنيها في الحفلات والأعراس والحقيقة أنني سلكت هذا المشوار لأقدم اللون الذي لم يقدمه الآخرون ولأنني أحبه ويخدمني وله عشاقه الكثيرون ودائما ما يسألونني عن ألبوماتي وعن ماذا أقدم ومنهم من يقول لي بأن لديه دواوين شعرية قديمة لاجداده ولن يغنيها إلا أنت وهذا شيء جميل بان تجد هناك من الناس من يتابعون هذه الأعمال . ٭ لماذا ابتعدت خلال الخمس سنوات الماضية عن تقديم أعمال جديدة ومنافسة الفنانين الآخرين، ماعدا ظهورك في جلسات الكويت والتي عرضت في قناة (mbc)؟ - الموجة الفضائية الكبيرة لطرح الأغاني الباهتة ثم توقيعي لعقد مع إحدى الشركات الكبرى للإنتاج هي السبب وراء تأخري عن طرح ألبوماتي وتطوير إنتاجي وسرعة الإنتاج، وبالتالي عند توقيعك مع إحدى شركات الإنتاج ستكون مقيدا في الإنتاج والمفترض من شركات الإنتاج أن توفر للفنان القصائد والألحان وتصرف المكافآت في وقتها المناسب وتصوير الفيديو كليب وغيرها من مستلزمات التطوير والسرعة في طرح العمل، ومع الأسف وجدت نفسي على الهامش لان الشركة لديها كم كبير من الفنانين(ومو ملحقة) واهم شيء عندهم التفاحة الكبيرة والباقي مو مهم يطيحون وهذا سبب كبير في تأخري، ٭ ما المقصود بالتفاحة الكبيرة، وهل فسخت العقد من الشركة (روتانا)؟ - أنا ضربت مثلا كالشخص الذي يحمل مئة تفاحة وبيد واحدة فتجده يهتم للتفاحة الكبيرة ليس إلا، ثم أنا الآن غير مرتبط مع أي شركة إنتاج ولكن لدي عقد مع شركة كبرى أبدت اهتمامها في هذا الموضوع بحيث أنها تعمل لي كل عام البوما مدروسا ومرتبا والاجتماع سيكون في جدة خلال الأيام القادمة وأتمنى أن أوفق معها، ٭ دائما ما نجد الفنان فيصل يبدع في التخت الشرقي والأعمال التراثية، بعكس الاغاني ذات التوزيع(الاوبرالي) أو الفرقة المتكاملة؟ - الشعبيات جميلة وبسيطة وخفيفة على المستمع وتمتلك إحساسا رائعا لا تحتاج إلى كوبليهات طويلة أو عقد في التوزيع ومجتمعنا في الجزيرة العربية يتذوق هذه الأعمال بشكل كبير وتصل إلى داخله بدون أية مقدمات، ٭ ذكرت في لقاء بان مشاريعك التجارية هي السبب وراء ابتعادك عن الفن وهي التي حجمتك في الوقت الحالي؟ - لا ليست تلك المشاريع المهولة بل هي تأمين لمستقبلي ومستقبل أولادي، ثم أنا لست بتاجر مثل ما أنا بفنان وهي خطة مستقبلية ليكون لي دخل آخر غير الفن والفن ليس بدائم وبرغم أنها تأخذ مني وقتا ولكن ليست كما يتصوره الآخرون. ٭ الفنان القطري علي عبد الستار يقول إنه توقف قصريا لكي يقتحم موجة الأغنية الهابطة بطريقة جديدة؟ - (ايش يقتحم) يقدم العمل الجيد ويفرض نفسه والجمهور يحكم، الفنان هو الذي يقدم العمل الجيد والباقي(توفيق من الله) وأحيانا أغنية على آلة العود تتفوق على كل الأغاني التي كلفت أصحابها ثلاثين ألف دولار وهي فاشلة، الأهم أن يكون النص واللحن والأداء جيدين. ٭ هل يتميز الكويت بحفظ التراث أكثر من دول الخليج؟ - هذا كان زمان (ولى) كان الكويت في السبعينات يهتم بالتراث ودعم كبير من وزارة الإعلام حتى إذا أتى العيد تجد الوزارة تكلف الفنانين بالمناسبات الأعياد والمناسبات الدينية وغيرها والآن الفنان مسؤول عن نفسه لديه شركة إنتاج أو إنتاج خاص، ويوجد لدينا جمعية الفنانين وأدائها غير فعال وفرقة التلفزيون محصورة في زاوية ووزارة الإعلام متورطة بها لا هي قادرة على إلغائها ولا تريد أن تطورها. أين هي فرقة التلفزيون؟. المفترض أن تكون الفرقة القومية للبلد كما كانت في السابق، لكن الآن في السعودية هناك مهرجانات متعددة كالجنادرية وأبها وجدة واهتمام بالأغنية أكثر من دول الخليج وتربعها إعلاميا يعطي هذا المقياس ويبرهن لك بان السعودية تصر على هذا الجانب من حفظ التراث في كل توجهاته، في الكويت كانت وزارة الإعلام تتبنى الفنان وتقدمه وتقدم له الدعم من كل جانب ولكن في الوقت الحاضر اختلف كل شيء وليس لها علاقة بالفنانين إلا اجتهادات في الجلسات والتي نجحت في الاونة الأخيرة حتى انك تسمع الفنانين الشباب يقدمون الأعمال القديمة وهناك برنامج (ابيض واسود) و(من ذكريات الشاشة) والآن هم يعيدون القديم دون التبني كما كان في السابق، أيضا الأغنية الإماراتية تجد الدعم المادي من القائمين علها فلذا هي الآن ابتدأت تظهر بأصوات العديد من فناني الدول الأخرى، ٭ ربما أنت الفنان الخليجي الوحيد الذي لم يقدم الأغنية الإماراتية، هل هو عدم قبول لصوتك من قبلهم أم ماذا؟ - القصة واضحة وهي أنني لا اريق ماء وجهي عندهم واطلب الرضا من فلان وعلان كغيري ولكن لو وجهت لي الدعوة لكان هناك كلام آخر وهم الان يهتمون بفنانيهم وهذا هو الصح لأنهم فشلوا في تقديم أعمالهم بأصوات غيرهم من الفنانين العرب وبالتالي هي لا يجيدها إلا أبناء الإمارات وهم قدموها حتى بلباسهم ولهجتهم وإيقاعاتهم، ٭ مسيرة ثمانية عشر عاما في الفن ماذا قدمت لحفظ التراثي؟ - العدد كبير ولا يمكن لي تذكره ولكن أنا قدمت الغالب من أعمالي تراثية أو من حس التراث وهناك عمل سيكون في الأسواق عن طريق شركة روتانا هو أعمال شعبية تراثية سيزيد العدد والكفة . ٭ أنت أكثر الفنانين تواجداً في الجلسات والحفلات الخاصة، ألم تحجم هذه الجلسات نشاطك الفني؟ - بكل تأكيد التعود على هذه الحفلات الخاصة والجلسات تجبرك على التأخير في إصدار البوم يناسبك في سوق الكاسيت، وأنا تكلمت عن هذا الشيء بان نجاح المطرب انه يكون لديه مدير أعمال ناجح ولان الفنان مشغول في جلساته وسفرياته يحتاج لشخص يرتب له مواعيده وحفلاته ويختار له الكلام المناسب والألحان وأنا لا املك الشخص الذي يرتب لي هذه الأعمال فتجدني أتأخر في إصدار أعمالي. ٭ هل هناك جمهور يتابعك ويطلب منك الحضور لحفلاتهم، إذا قسنا بان أعمالك شعبية فلكلورية لا تناسب هذا العصر؟ - أبدا أنا لي جمهور كثير وجمهوري دائما من أفضلية المستمعين ومكانتهم الاجتماعية عالية جدا وهم سميعتي، ونحن الفنانين مثل سلة الفواكه كل له طعم ولون ولا يمكن أن نتفق كلنا على فنان واحد وإذا كان كذلك فالفن سيفسد فالمتذوقون لما يقدمه الفنانون مختلفون وهذا هو سر النجاح الأبدي لكافة الفنون، ٭ ألبومك الجديد هو من إنتاج روتانا ولكنه مشترك مع الفنان سعد جمعة في عمل (دويتو) بينكما، لكن ألم تخف من سقوط هذا العمل فنيا ؟ -لا أبدا فالفنان سعد جمعة صاحب صوت اكثر من رائع وهو معروف لدى الجميع وقد كرمه مهرجان الأغنية العربية في قطر لأنه واحدا من الذين قدموا الفن الشعبي على أصوله وبالتالي فوجوده معي يعد إضافة للعمل، والجمهور سيكون له الحكم في تواجد مطربين في عمل واحد يقدمان الأغنية الشعبية.