قالت مصادر امنية ان اربعة اشخاص قتلوا في اشتباكات في مدينة طرابلس في شمال لبنان فيما هاجم مسلحون شيخا سنيا في مدينة صيدا بجنوب لبنان امس في مزيد من العنف الناجم عن الحرب الاهلية في سوريا. وكانت طرابلس شهدت اسبوعا من الهدوء النسبي بعد اسبوع من الاشتباكات ادت الى مقتل 29 شخصا الشهر الماضي في اعنف قتال تشهده المدينة حتى الآن بين مسلحين يؤيدون الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد وانصار الاسد من العلويين. وقالت المصادر في طرابلس ان شخصا واحدا على الاقل قتل في حي باب التبانة الذي يقطنه غالبية سنية واصيب 27 شخصا معظمهم بنيران قناصة في وسط المدينة. ويعاني لبنان من امتداد العنف الدائر في سوريا حيث قتل 80 الف شخص في العامين الماضيين. وقتل 12 شخصا الاحد فقط داخل لبنان في معركة بين مقاتلي حزب الله المؤيد للاسد ومقاتلي المعارضة السورية. وقال المصدر ان "الاشتباكات تجددت مساء الاحد بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة، واستمرت بتقطع حتى صباح امس ، ما تسبب بمقتل شخص في باب التبانة وجرح 21 آخرين من المنطقتين". وفي وقت لاحق، قتل شخصان آخران في مناطق سنية، فيما ارتفع عدد الجرحى الى 27. وكانت الاشتباكات هدأت منذ اسبوع بعد جولة من العنف اوقعت 31 قتيلا واكثر من مئتي جريح. ويتبادل الطرفان الاتهامات ببدء المعركة التي يتقاتل فيها بشكل اساسي الحزب العربي الديموقراطي الذي يمثل غالبية العلويين في لبنان والمتعاطف مع النظام السوري، ومجموعات سنية مسلحة صغيرة معظمها اسلامية متطرفة متعاطفة مع المعارضة السورية. وفي صيدا في جنوب لبنان، تعرض رجل دين سني متعاطف مع حزب الله لاطلاق نار صباح امس من دون ان يصاب بأذى. وروى الشيخ ماهر حمود، امام مسجد القدس في صيدا، لصحافيين ان شخصين احدهما مقنع، اطلقا "بين 15 الى 20 طلقة من سلاح رشاش باتجاهي من داخل سيارة من نوع تويوتا بعيد الرابعة فجرا اثناء توجهي سيرا على الاقدام الى المسجد لاداء صلاة الفجر". وقال حمود ان مرافقيه الثلاثة ردوا على اطلاق النار، ففر المسلحون، مشيرا الى ان التحقيقات الاولية اكدت ان السيارة مسروقة. ورأى ان الحادث "قد يكون رسالة بسبب مواقفي المدافعة عن حزب الله كحامٍ للمقاومة، والمؤيدة لحل سياسي في سوريا"، مشيرا الى ان الهدف قد يكون "احداث فتنة لتفجير الاوضاع خصوصا ان صيدا تعيش انقساما سياسيا حادا". في البقاع في شرق لبنان، اطلق مجهولون النار فجرا على سيارة رجل الدين السني الشيخ ابراهيم مصطفى البريدي التي كانت مركونة قرب منزله في قب الياس، ما ادى الى احتراقها بشكل جزئي. وتزيد هذه الحوادث من اجواء التشنج الامني والمذهبي في لبنان المتصاعد بسبب الانقسام اللبناني بين مؤيدين للنظام السوري ومناهضين له.