صاروخا غراد "صباحيّان" في ضاحية بيروتالجنوبية وآخران في "الهرمل" البقاعية هما أولى "طلائع" الرّد على خطاب أمين عام "حزب الله" السيّد حسن نصر الله أمس الأول، الذي أعلن خلاله بصراحة غير مسبوقة دخول الحزب حرب سوريا دفاعا عن ظهيره أي نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وفي أولى ردود فعل المعارضة السورية ردّا على خطاب نصر الله قال أمين عام "التيار الوطني السوري" الدّكتور عمّار قربي ل"الرياض" انّ "نصر الله صدّر فعلا صراعه الطائفي مع بقيّة مكوّنات الهوية اللبنانية الى سوريا". لافتا أنه" ربما يحاول إيجاد مخرج له بعد انكشافه امام الشعب اللبناني وسقوط قناع المقاومة الذي وضعه على وجهه طويلا". وأشار قربي الى أن أمين عام "حزب الله" "لا يتوانى عن استخدام اي شيء في سبيل سيطرته واستمرار قوته، وعليه خطف الطائفة الشيعية،(...) والان يصدّر أزمته الى سوريا على طريقة تصدير الثورة الايرانية". وقال قربي:"أعتقد أنّ هذه الخطوة ستضرّ بأمن لبنان قبل سوريا لانّ الوضع الأمني متدهور أصلا بسوريا، لكن أشاوس الجيش الحرّ لن يسكتوا عن تمادي "مرتزقة" نصر الله، الأمر الذي سيدفعهم للردّ في لبنان وربما في الضاحية الجنوبية حيث يختبئ نصر الله". وتعليقا على الحوادث الأمنية المندلعة في طرابلس قال الدكتور قربي: "من الطبيعي بعد اتضاح الحرب المذهبية الطائفية التي يشنها الخامنئي ضد شعوب المنطقة بمشاركة كل قوى الشرّ من ايران للعراق ل"حزب الله" والنظام السوري، أن ينهض مؤيدو النظام السوري في لبنان من جحورهم لتنفيذ المهام التي أوكلت لهم ومنهم رفعت عيد وأتباعه الذين رهنوا مستقبلهم وأنفسهم للأسد". وكشفت معلومات أولية أن الصاروخين انطلقا من منصتين في منطقتي عيتات (جنوببيروت). ودان رئيس الجمهورية ميشال سليمان عملية اطلاق الصاروخين على الشياح في ضاحية بيروتالجنوبية، ووصف من قام بذلك "بالإرهابيين المخرّبين الذين لا يريدون السلم والاستقرار للبنان واللبنانيين" . ودعا سليمان المواطنين"ليكونوا في أقصى درجة من اليقظة والوعي والمساعدة المدنية حيال أي مشتبه او تحرك مشبوه والابلاغ عنه، وذلك لقطع دابر اي محاولة لإثارة الفتنة والتوتير الامني، حفاظا على الامن الوطني والسلم الاهلي". ووصف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الهجوم بصاروخي غراد الذي أسقط أربعة جرحى أنه:" عمل إرهابي وإجرامي مدان كائنا من قام به وخطّط له، وخصوصاأنه استهدف منطقة آهلة بالسكان الآمنين". وأضاف الحريري الذي كان وصف أمس الأول خطاب نصر الله على أنّه وضع " "نهاية المقاومة في عيد المقاومة"، قائلا:" إننا إذ نحمد الله سبحانه وتعالى على أن أضرار هذا العمل كانت محدودة وأن الجرحى من الإخوة العمّال السوريين تجري معالجتهم، ندعو الى التبّصر في مخاطر الدعوات التي تجاهر بالمشاركة في الحرائق الخارجية وتريد من اللبنانيين ان يكونوا وقودا لها". أضاف الحريري:" لا يكفي أمام حوادث من هذا النوع ان نلعن الفتنة، بل إنّ المسؤولية الوطنية تتطلب من كلّ القيادات والجهات المعنية بسلامة لبنان واللبنانيين ان تتنادى لتحذير القائمين على إشعالها ووقف مسلسل إضعاف الدولة والتّباهي بالحلول مكانها في المجالات كافّة". من جهته، قال النائب سليمان فرنجية المؤيد للرئيس السوري بشار الأسد أمس ان إطلاق الصاروخين على منطقة الضاحية الجنوبية في لبنان عمل ارهابي لن يصل الى اهدافه". وفي تزامن لافت بين حدثي إطلاق الصاروخين في الضاحية انطلق في وسط بيروت أمس ماراتون نسائي، أقفلت بسببه طرقات المدينة، وهو من تنظيم "ماراتون بيروت" وشاركت فيه مئات العدّاءات اللواتي ركضن من أجل السلام.