أصيب 4 سوريين بجروح صباح أمس، جراء سقوط صاروخين من نوع "غراد" في الضاحية الجنوبية. وأفادت مصادر أمنية أن صاروخا ثالثا كان يفترض أن يسقط في المنطقة، لكنه لم ينطلق، وقد وضعت الأجهزة الأمنية المختصة اليد عليه. وأفادت هذه المصادر أنه جرى العثور على منصتي إطلاق الصاروخين في خراج عيتات المطل على الضاحية الجنوبية. وجاء سقوط الصواريخ غداة خطاب للأمين العام للحزب حسن نصر الله، وعد فيه "بالنصر" في المعركة في سورية. وفور سقوط الصاروخين انتقل وزير الداخلية مروان شربل، إلى مكان الحادث الذي وصفه بأنه "عمل تخريبي"، وقال في تصريحات للصحفيين: "لا يمكن حتى الآن اتهام أي طرف، ومن المرجح أن يكون الصاروخان أطلقا من الأحراش الموجودة بالجهة الشرقية الجنوبية لبيروت. من جانبه دان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الحادث وقال: إنه من فعل "إرهابيين مخربين لا يريدون السلم والاستقرار للبنان واللبنانيين". وطلب من الأجهزة المعنية تكثيف تحرياتها وتحقيقاتها لملاحقة المرتكبين بأقصى سرعة وإحالتهم إلى القضاء المختص، كما دعا المواطنين إلى أن يكونوا "على أقصى درجة من اليقظة والوعي والمساعدة المدنية حيال أي مشتبه أو تحرك مشبوه والإبلاغ عنه، وذلك لقطع دابر أي محاولة لإثارة الفتنة والتوتر الأمني". من جهته كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية بإجراء التحقيقات الأولية لكشف ملابسات سقوط الصاروخين ومصدرهما. وأجرى رئيس الوزراء السابق سعد الحريري اتصالا برئيس مجلس النواب نبيه بري وتداول معه آخر المستجدات. وشدد على إدانة الحادث ووجوب تضافر الجهود في سبيل تجنيب البلاد أية مخاطر ماثلة. وقال: "لا يكفي أمام حوادث من هذا النوع أن نلعن الفتنة فقط، بل إن المسؤولية الوطنية تتطلب من كل القيادات والجهات المعنية بسلامة لبنان واللبنانيين، أن تتنادى لتحذير القائمين على إشعالها ووقف مسلسل إضعاف الدولة والتباهي بالحلول مكانها في كل المجالات". إلى ذلك عاد الهدوء الحذر مساء أمس إلى مدينة طرابلس التي تشهد منذ أسبوع اشتباكات بين مسلحين من منطقة باب التبانة وآخرين من منطقة جبل محسن، وصفت بأنها الأكثر عنفا خلال السنوات الماضية، إذ أدت إلى سقوط 30 قتيلا وأكثر من 200 جريح.