فعلها أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، مجدداً، أكّد «وحدة المسار والمصير مع نظام الأسد»، فأعاد ربط مصيره بمصير النظام السوري، أطاح باستراتيجية «النأي بالنفس» وقالها بالفم الملآن: «إذا سقطت سوريا، ستُحاصر المقاومة». الرجل اعترف دون مواربة، في الذكرى ال 13 لانسحاب إسرائيل من الأراض اللبنانية، بمشاركة عناصر من حزبه في المعارك الدائرة على أرض الشام، حكى عن «حرب استباقية» لحماية حدود لبنان ومشى، لم يكد الرجل ينزل عن الشاشة العملاقة التي ارتفعت في بلدة مشغرة في البقاع الغربي حتى جاؤه ردٌّ مباشر من زعيم تيار المستقبل سعد الحريري في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي: «السيد حسن نصرالله أعلن نهاية المقاومة في عيد المقاومة». سخر الحريري من كلام نصر الله الذي «دعا اللبنانيين إلى القتال فوق الأرض السورية بحسب فتوى نصر الله حيث يمكن للشعب اللبنانى أن يرسل مشاريع القتلى والشهداء إلى القصير وريف حمص». وأضاف الحريري قائلاً: «إنّ السيد نصر الله حفر في سوريا بدماء الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء الشعب السوري هاوية أراد للمقاومة أن تسقط فيها». من جانبه، اتهم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، فؤاد السنيورة، زعيم حزب الله بجر لبنان إلى الحرب في سوريا. وقال السنيورة إن الموقف الذي يتخذه حزب الله منذ عام 2000 وزاد في الشهور الأخيرة يظهر أن الحزب ليس حزباً لبنانياً وإنما جماعة إيرانية تعمل في لبنان. وأضاف إن تدخل حزب الله في سوريا يخالف رأي الشعب اللبناني ورأي الحكومة التي لا تريد أن تنجر إلى هذا الصراع وقررت أن تبقى على الحياد إزاء ما يحدث في سوريا. وأعرب السنيورة عن اعتقاده بأن ما قاله نصر الله أمس يزيد من توريط لبنان وأنه محاولة لجر البلاد إلى مستنقع الحرب التي يشنها ما وصفه بالنظام المستبد في سوريا ضد شعبه. لم يكن الحريري والسنيورة وحيدين، فقد تتالت ردود الفعل من خصوم السياسة الذين أدانوا خطاب نصرالله معتبرين أنّه «إقحامٌ للبنان في حربٍ ضروس لا دخل له فيها»، فذهب النائب ميشال معوّض إلى المطالبة بوقف إرسال الشباب اللبناني ليُقتَل في سوريا، مطالباً الدولة اللبنانية باتّخاذ إجراءات لوقف ذلك. ردود الفعل كلامية ليست فقط، إذ تحدثت إحدى وسائل الإعلام عن أنّ الصاروخين المجهولين اللذين سقطا في منطقة الضاحية الجنوبية صباح أمس الأول جاءا ردّاً على خطاب نصرالله أيضاً، علماً بأنّهما تسببا في جرح أربعة لاجئين سوريين، وقد استدعى سقوط الصاروخين المذكورين ردود فعل مستنكرة تُطالب بكشف وتوقيف المرتكبين لأنّ فعلتهم تُعرّض السلم الأهلي للخطر. في موازاة ذلك، استمر جحيم المعارك المستعرة على حالها في طرابلس، أعمال القنص والاشتباكات المسلّحة لم تتوقف بين العدوّين اللدودين: «جبل محسن وباب التبّانة». عمليات إطفاء النار ولملمة «الحرب المصغّرة» لم تُفلح بعد، يرفض قادة محاور التبّانة أي شكل من أشكال المفاوضات، مشترطين «إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد بوصفه مجرماً يرتكب المجازر بحق المواطنين الآمنين وإلّا لن يتوقف إطلاق النار».