يواصل الفنان صلاح السعدني حضوره خلال شهر رمضان من خلال مسلسل «بيت الباشا» الذي يلعب بطولته أمام حنان شوقي وشيرين وفريدة سيف النصر ومحمد عبدالحافظ والسورية كندة حنا، من تأليف سماح الحريري وإخراج هاني لاشين. ويجسد من خلاله شخصية يقدمها للمرة الأولى في مشواره الفني، وهي لرجل من صعيد مصر يدعى «سلطان الغمري» يعيش في الاربعينات من القرن العشرين في منطقة نزلة السمان المجاورة لأهرامات الجيزة، حيث كانت البعثات الأجنبية تنقب وتهرب الآثار إلى خارج مصر لتعرضها في متاحفها. ويعمل بطل الأحداث في تهريب الآثار وهو كبير المنطقة ويلقب ب «الباشا». ويرى السعدني أن المسلسل يعد «محاولة جادة لإحياء التراث الفرعوني المصري والتمسك به، إلى جانب أنه يرصد الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر في ذلك الوقت، ويعرض كيفية وقوف المصريين ضد الإنكليز بمن فيهم «الغمري» الذي يدافع عن بلده بطريقته الخاصة، إذ كان يستخرج بمعونة رجاله وابنائه الآثار ويخفيها عن أيدي قائد المعسكر الإنكليزي الذي يحرص على سرقة المقابر الفرعونية بكل ما تضمه بين جدرانها من آثار وتحف على اعتبار أن أحفاد الفراعنة لا يعرفون قيمتها الحقيقية». ويضيف: «كان الغمري يحرض من معه على غش الانكليز وإعطائهم الآثار المقلدة. وعلمت أثناء التصوير أنه صدر عام 1983 قانون لتجريم تجارة الآثار بدلاً من قانون كان يسمح للصوص بأن يعملوا في تجارة الآثار ولكن بأسس معينة». ويعتبر السعدني المسلسل بمثابة ناقوس خطر لأهمية الآثار المصرية، ويقول: «قدمت مسلسلاً عام 1996 بعنوان «حلم الجنوبي» من تأليف محمد صفاء عامر وإخراج جمال عبدالحميد، وكان يدور حول العثور على بردية تثبت أن الإسكندر الأكبر مدفون في شارع النبي دانيال في مدينة الإسكندرية. وكانت هذه المسألة تشغل العالم وقتها، وكنت أجسد من خلاله شخصية المدافع عن الفراعنة والآثار. ولا شك ان هناك إهمالاً كبيراً للآثار المصرية، ووجدت أن كبار المسؤولين بدأوا يلتفتون إلى هذه المسألة، وواجب الدراما أن تساند هذه الجهود وتنبه الناس إلى هذه الثروة العبقرية التي نملكها». ونفى وجود أي تشابه بين شخصية سلطان الغمري والعمدة «سليمان غانم» التي قدمها في مسلسل «ليالي الحلمية» بأجزائه الخمسة قائلاً: «الشخصيتان مختلفتان تماماً، وتشتركان في أنهما لرجل ثري مسموع الكلمة وسط المحيطين به».