لا تتعامل الأندية الكبيرة مع بطولات الفئات السنية لكرة القدم بهدف الحصول على المركز الأول فقط بالدرجة التي تعادل الاهتمام بإبراز مواهب جديدة كل عام، وفي نادي النصر الذي حقق ناشئوه بطولة الدوري الممتاز تحققت مكاسب عدة، فبالإضافة للمواهب العديدة التي كانت محط أنظار متابعي البطولات السنية والتفوق على جميع المنافسين بتحقيق الذهب كان العمل الإداري متميزا ومحترفا بقيادة التربويين الأكاديميين خالد الجبيري، وهاني الداوود، ووفقت إدارة النادي في اختيار جهاز فني ذي تاريخ جيد مع الفئات السنية في بلاده وهو المصري عادل عبدالرحمن الذي قدم عملا مميزاً دعمه التفاهم الكبير والتعاون الواضح مع العاملين في إدارة الكرة، ولولا العمل الجماعي بين الإداريين والمدربين وصولا لظهور الناشئ النصراوي في أفضل أوضاعه الممكنة، العاكسة لما يملكه من موهبة لما كان لناشئي النصر أن يتجاوزوا أزماتهم المادية، فالفريق الصغير كان الأقل دعما ماديا من نظرائه في درجتيْ الشباب والأولمبي اللذين خذل فريقاهما الجماهيرَ النصراوية لتواضع أداء اللاعبين من جهة، وسوء النتائج من جهة أخرى وهو ما لا يتماشى مع المبالغ المعلنة من عشرات الآلاف التي تصرف على الفريقين، وربما يضمان مواهب جيدة لم يساعدها العمل الإداري والفني في الظهور، ويبدو أن الضابط في واقع الفئات السنية وتحديد نتائج مخرجاته يعود لما تبذله إدارات الفرق السنية وأجهزتها الفنية، التي يتبين حقيقة عملها عبر اختيار اللاعبين الجدد، وطريقة اكتشاف المواهب، والتركيز في توجيه صرف المبالغ لما هو مفيد، وآلية منح العناصر الصاعدة الفرصة، والقدرة على تهيئة الأجواء المناسبة لصغار السِّن لتقديم كل ما لديهم بغض النظر عن البون الشاسع لما يجدونه من دعم مادي مقارنة بزملائهم في فرق النادي أو حتى الأندية المنافسة الأخرى. والحديث عن قلة الدعم لا يلغي ما قدمه بعض أعضاء شرف ومحبون مثل حمد المبارك بتكفله بمعسكرات واحتياجات أساسية ومكافآت فوز كان لها دور إيجابي في تخفيف وقع الإهمال الذي عانى منه ناشئو النصر، وهو الوضع المغاير اليوم بعد تحقيق الذهب؛ إذ تلقى الفريق مبالغ تكريم تفوق ما صرف على إعداده للموسم الرياضي!!. الفئات السنية النصراوية بنيت على أسس صحيحة، واستمرارها في أداء مهمتها نحو بناء مستقبل "فارس نجد" الذي ارتبط بالإنجازات والبطولات يتطلب أولاً تعزيز قدرات العمل الإداري في جميع الدرجات أسوة بالناشئين، وتوفير الدعم المادي الضامن لمزيد من الاكتشافات في المواهب، والإعداد الجيد عبر معسكرات مثالية تقودها أجهزة فنية يتم اختيارها بعناية تحقق الأجواء الملائمة للاعب الناشئ..