حصل التغيير أخيراً في نادي النصر وتحقق للجماهير مرادها وأصبحنا على مشارف مرحلة تاريخية لهذا النادي الكبير الذي بدأ كل ما فيه مسروراً بحدوث ما لم يكن متوقعاً. وبات الرأي للاعب والإداري والمشجع في النصر يشعر بتفاؤل منقطع النظير للمرحلة المقبلة، خاصة وأن المنتديات النصراوية والجماهير والإعلام كانت تطالب بهذا التغيير في ظل استمرار السقوط الأصفر والغياب عن البطولات والنتائج الكوارثية التي يتلقاها الفريق، والمشاكل التي عمت النادي من كل حدب وصوب لدرجة بات النظر إلى مستقبل النصر مظلماً يصل أحياناً للتفكير باحتمال هبوطه للدرجة الأولى. ويمثل إقدام الأمير سعد بن فيصل لترشيح نفسه للرئاسة النصراوية وحصوله على تكليف لمدة سنة من رعاية الشباب يمثل شجاعة من رجل سبق له خدمة النادي قبل أكثر من عقدين من الزمن، وجاء خبر التكليف وإعلانه قبل يومين ليعيد النصر للواجهة الإعلامية على شاشات الفضائيات والصفحات الرياضية لكن الحقيقة التي لا بد أن أتطرق لها اليوم هي أن الإدارة الجديدة أمام (بقايا نصر) أو نصر محطم مثقل بالديون ولن يكون موقف الرئيس الجديد في النصر كما هو حال الرئيس الشبابي المرشح خالد البلطان الذي ترك له الرئيس المستقيل والإداري الناجح جداً طلال الشيخ الشباب دون أي ديون بعد أن جددت عقود الأجهزة الفنية واثنين من اللاعبين الأجانب ولا يعاني من أي مشاكل مادية والحال ينطبق كذلك على الهلال الذي لو قدر لرئيسه الشاب الناجح الأمير محمد بن فيصل ترك ناديه لكانت الإدارة البديلة على موعد مع عمل في أجواء صحية بعيدة عن الديون، أما النصر فحدث ولا حرج تكاليف أجهزة فنية وإدارية للفريق الكروي الأول ولدرجتي الناشئين والشباب والألعاب المختلفة والتزاماتها واللاعبون الأجانب الثلاثة الذين سيكلف التعاقد معهم مبالغ كبيرة والمشكلة أن النادي يعاني من عدم توفر أبسط الأدوات الرياضية وهناك ديون ومرتبات اللاعبين المحترفين والهواة ستة أشهر وكذلك العاملون فضلاً عن ديون الفنادق وشركات تأجير السيارات، ومعاناة اللاعبين المصابين سواء في كرة القدم أو الألعاب الأخرى والذين لا يجدون العلاج والأدوية التي تليق بهذا النادي الكبير. إن الإدارة الجديدة برئاسة الأمير سعد بن فيصل قبلت بشجاعة المهمة الصعبة في وقت فضّل فيه الآخرون للراحة لكن يجب على الجميع أن يعلم أن البناء ليس كالهدم وهذه الإدارة ستبدأ العمل تحت أرضية هشة وأجواء غير مستقرة وهي بحاجة للوقت لترميم ما تصدع وتأسيس ما ليس له وجود، ويتطلب هذا أن تتعامل جماهير النصر مع الموقف وبحكمة ومنطق العقل لا تطالب فيه هذه الإدارة ببطولة في أول موسم ولا تحملها ما لا تحتمل بتحويل ناد محطم وبعيد سنوات طويلة من الإنجازات، وبلا نجوم بارزة، وفي غياب تام للقاعدة واكتشاف المواهب منذ سنوات إلى فريق بطل، وناد نموذجي تقارع كل ألعابه الفرق المنافسة التي كانت نبني فرقها بتنظيم، ودعم مالي جعلها تتفوق على النصر وتملأ خزائنها بالبطولات. باختصار ٭ إعادة الثقة في النصر، هي أهم النتائج المنتظرة من الإدارة الجديدة، بعد أن فقدت من قبل محبي النادي والرياضيين في المملكة. ٭ ما يقدمه عضو شرف النصر منصور البلوي من تكفل بالتزامات آخرها تجديد عقد الحارثي ووعده بتقديم لاعب أجنبي يستحق التقدير ويجب معه أن يتحرك بقية الأعضاء الذين يكتفون فقط بالظهور الإعلامي بين فترة وأخرى!! ٭ محيسن الجمعان اسم كبير فناً وخلقاً وتاريخاً واختياره لمنصب مدير الكرة قرار رائع. ٭ عودة أبناء النادي المخلصين مثل يوسف خميس ومحيسن وإعادة رموز آخرين من الضروريات الهامة التي يجب أن يستفيد منها النصر في جميع فرقه وألعابه، وجميل أن نوجّه دعوة عامة للقدامى للعودة لخدمة النصر. استراحة من حق القلم أن يوقف زاويته عدة أسابيع بعد عناء موسم طويل. فإلى لقاء قريب.