تطرح جماهير نادي النصر آمالًا كبيرة في الفئات السنية التي تشكلت بنيتها التحتية قبل سنوات بجهود أعضاء شرف مخلصين خدموا ناديهم وتركوا المجال لغيرهم بأن تكون مخرجاتها داعمة لمستقبل هذا النادي العريق، يضاعف تلك الآمال ما تملكه القاعدة (الصفراء) من مواهب أثبتت حضورها في مختلف البطولات، ويعتمد على كثير منها فرق الدرجة الأعلى وتوزعهم على المنتخبات الوطنية، أتابع بعضاً من مباريات درجتي الناشئين والشباب النصراوية، المواهب موجودة في الفريقين، الناشئون يقدمون عملًا جيداً على الصعيدين الفني والإداري، وينافسون بقوة على لقب الدوري رغم قلة الدعم، فريق الشباب يضم لاعبين مميزين ويجد دعماً مستمراً من المشرف المهندس عبدالله العمراني لا يمكن مقارنته بما يعانيه الناشؤون من صعوبات في تسيير أبسط احتياجاتهم، أمام الأهلي الجمعة خسر النصر على ملعبه بهدفين كانا قابلين للزيادة؛ رغم وجود عناصر مهمة بقيادة أيمن فتيني، ضَعف شباب النصر ليس لسوء أداء اللاعبين بقدر ما هو نتاج خلل إداري وفني، لاعبوه فتيني وطارق العواد وخالد الحوطي قادوا الأولمبي للفوز على الشباب 2- صفر الهدف الثاني سجله العواد وصنعه الحوطي، أظن أن الخلل الإداري سببه التغييرات المتوالية في جهازه الإداري؛ فقد عمل فيه منذ بداية الموسم محمد الشلقان وعبدالله الطريقي وساطي الحربي، ثم ثلاثة إداريين بما مجموعه ستة؛ أحدهم استقطب من مجلس الجماهير، إدارة شباب النصر معزولة تماما عن إدارة الفئات السنية، ولم يحقق هذا الجانب سوى فوضى أدت لغياب لاعبين موهوبين عن الظهور بمستوياتهم الحقيقية، يضاعف ذلك عدم قدرة الجهاز الفني بقيادة المدرب المصري علاء نبيل على تسخير الإمكانات الموجودة، والاستفادة من المواهب التي يملكها في تحقيق إضافة، علاء يحظى بثقة المشرف على الفريق؛ لكنه لم يظهر براعة في التعامل مع المواهب، المدافع شريف فرشان تم تنسيقه بداية الموسم بتوصية علاء نبيل، ثم أعادوه للفريق بعد ثلاث جولات بمقابل مادي!!. العمل لا يتلاءم مع حجم الدعم الذي يقدمه المشرف، فجوال النصر يعلن بين فترة وأخرى دعما يقدم لفريق درجة الشباب لو تم حصر مجموعه لحقق اكتفاء لجميع فرق الفئات السنية. نطالب منذ سنوات بكشافين للمواهب يجولون في المدارس وملاعب الأحياء لاكتشاف المواهب؛ وما قلته في النصر من المؤكد أنه أنموذج يحدث في كثير من الأندية يقودني للدعوة للتركيز كذلك على من يدير العمل في الفئات السنية، والحاجة الماسة لأجهزة فنية متخصصة تستثمر الإمكانات والمواهب، وتقيِّم القادمين الجدد الذين يتسابقون للانضمام للفئات السنية التقييم الصحيح، أما الفريق الأولمبي النصراوي فسيكون له مساحة خاصة وهو الذي استعان أخيرا بمدرب رديف الناشئين مواليد 1997م!!.