تنظم "الجمعية السعودية للعلوم السياسية" اليوم حلقة نقاش علمية متخصصة عن "قضايا الحدود السياسية وآثارها الداخلية والخارجية"، تطرح بها اكثر من 15 ورقة علمية متخصصة من باحثين ينتمون لجامعات سعودية مختلفة فضلا عن مشاركة عدد من الخبراء في قضايا الحدود من عدة جهات مختصة، وستعقد جلسات هذه الحلقة بقاعة الدرعية بجامعة الملك سعود وتستمر حتى ظهر الغد. وأشار الدكتور عبدالله بن جمعان الغامدي وكيل كلية الحقوق والعلوم السياسية للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الملك سعود وأمين المال في الجمعية السعودية للعلوم السياسية إلى أن اختيار الجمعية السعودية للعلوم السياسية لموضوع قضايا الحدود السياسية جاء إدراكا من الجمعية للدور المهم الذي باتت تلعبه الحدود السياسية في تشكيل العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية بين الدول والشعوب، سواء في جانبها الايجابي عندما تكون أداة للتواصل والتشابك في كافة المستويات (الاعتماد المتبادل) أو في جانبها السلبي عندما تتحول الحدود السياسية إلى أداة لخلق ألازمات والتوترات بين الدول المتجاورة. وهذا بدوره يتطلب بذل جهود كبيرة لدراستها وفهمها وتحليل العوامل التي تؤثر في تخطيطها وترسيمها وتوضيح تأثير هذه الحدود على أوضاع الدول وتكوينها السياسي والاقتصادي والاجتماعي في ضوء ما تتيحه الحدود السياسية من فرص وما تضعه من تحديات أمام صانع القرار. كما يكتسب الموضوع أهميته من الطبيعة الكلية لحلقة النقاش التي تسعى إلى الإسهام في بناء شبكة معلومات حول نزاعات الحدود المثارة وبؤر التوتر الكامنة فيها مع بلورة تصورات عملية للتعامل مع مشكلات الحدود وبناء إطار معرفي يسهم في التنبؤ بمسار هذه المشكلات وآثارها المحتملة مستقبلا، بحيث يمكن التعامل معها بشكل حاسم وبأدوات فعالة، قبل أن تفاجئ صانع القرار. وأوضح الدكتور الغامدي أن الأوراق المقدمة في جلسات هذه الحلقة ستركز على مختلف الأبعاد المتعلقة بالحدود السياسية وقضاياها، وذلك من خلال خمس محاور رئيسة تناقش الأبعاد السياسية والقانونية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالحدود، وتستعرض التجارب الدولية في مجال التعامل مع قضايا الحدود وتحدياتها الحالية والمستقبلية. كما تتيح هذه الحلقة الفرصة للتواصل بين المتخصصين والمسؤولين والمهتمين للاطلاع على أحدث المستجدات العلمية وتبادل الأفكار والخبرات حول هذا الموضوع الحيوي والهام.