أكد عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني أمس أن خطورة الأزمة السورية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، محذرا من تداعياتها الكارثية في حال استمرارها على مستقبل المنطقة وشعوبها. جاء ذلك خلال لقاء العاهل الأردني أمس في واشنطن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني. وبحسب البيان، الذي تلقته "الرياض"، أعاد عبدالله الثاني "التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي هذه الأزمة، ويضع حدا لمعاناة الشعب السوري، ويضمن سلامة ووحدة أرضه وشعبه". من جهته، أعرب نائب الرئيس الأمريكي، وفق البيان، عن تقديره العميق للجهود الموصولة التي يبذلها الملك لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدا في الوقت ذاته تفهم بلاده للأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن بسبب استمرار تدفق اللاجئين السوريين بأعداد متزايدة تفوق قدراته وإمكاناته المحدودة. وأكد حرص الولاياتالمتحدة على تعزيز العلاقات الأردنية الأمريكية، وإدامة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا. من ناحية أخرى، استهدف الجيش السوري النظامي أمس حافلتين سوريتين تقلان لاجئين سوريين دخلتا المنطقة المحرمة بين الحدود السورية والأردنية أو ما يعرف ب"الساتر الترابي" في منطقة أم السرب (15 كم شرق مدينة المفرق). وروى شهود عيان أن :"الجيش السوري استهدف الحافلتين اللتين كانتا تعبران الطرف الشمالي باتجاه الأردن حيث أطلق قذيفة على الحافلة الأولى ما أدى إلى اشتعالها بينما توقفت الحافلة الثانية بعد استهداف الأولى بالنيران وتمكن من كانوا بداخلها من الهرب باتجاه الأودية في تلك المنطقة خشية تعرض حياتهم للخطر". وقالوا إن :"سيارة ثالثة تعود لمواطن أردني قد أصيبت بطلق ناري وعلت سحب الدخان في المكان ولم يعرف إن كان قد وقع ضحايا أو إصابات جراء الحادث". وأشاروا إلى أن مواطنين أردنيين حاولوا إنقاذ اللاجئين السوريين إلا أن النيران السورية كانت ترمى على الساتر الترابي وصوب سياراتهم ما أدى إلى تراجعهم، لافتا إلى أن قوات أردنية طوقت المكان بعد الحادثة. وبالتزامن، ومنذ ساعات صباح الأمس دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر قرب الحدود الأردنية وخصوصاً في منطقة البادية الشمالية الغربية الأردنية الحدودية مع سوريا. وأفاد الأهالي بسماع أصوات قذائف منهمرة على الجانب السوري من الحدود، مشيرين إلى أنها أصوات "غير معتادة ولم يسمع مثلها من قبل وأن القنابل تتساقط في الأراضي الأردنية لقرب المسافة الحدودية وشدة الانفجارات ما دفعهم إلى منع أبنائهم من الالتحاق بمدارسهم. من ناحية أخرى، أعلن مصدر مسئول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في بيان صحفي أن قوات حرس الحدود استقبلت خلال الفترة من بداية الأسبوع الجاري وحتى صباح أمس 9 آلاف و532 لاجئا سوريا جديدا بينهم 66 مصابا عبروا الحدود للأردن هذا الأسبوع. وقال المصدر إن عبور اللاجئين تم من عدة نقاط حدودية(على امتداد 370 كم) موضحا أن غالبيتهم يمثلون عائلات كاملة من الأطفال والنساء والشيوخ وبينهم عدد من المصابين والمرضى حيث عبر الحدود خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية أكثر من ألفي لاجئ سوري. وأضاف المصدر انه تم تقديم مساعدات عاجلة لهم قبل نقلهم إلى المخيمات ومراكز الإيواء المعدة لإقامتهم. وتشهد المنطقة الحدودية للأردن مع سوريا والتي تمتد لأكثر من 370 كيلومترا استنفاراً عسكرياً وأمنياً من جانب السلطات الأردنية عقب تدهور الأوضاع في سوريا.