شهدت منطقة الطرة شمال غرب الرمثا على الحدود بين الأردن وسوريا، مساء أمس الأول الأربعاء، اشتباكاً عنيفاً بين الجيشين الأردني والنظامي السوري استمر ما يقرب من ساعتين، حسب شهود عيان تحدثوا ل «الشرق»، استُخدِمَت فيه أسلحة رشاشة من عيار 500 وقنابل مضيئة. ولم تقع أية إصابات في الجانب الأردني خلال الاشتباك، الذي يعد الثاني خلال أقل من أسبوعين، فيما تحركت تعزيزات عسكرية أردنية إلى الحدود. وزارت «الشرق» قرية «رقة القرابعة» قرب منطقة الطرة، وهي القرية الواقعة على الحدود مباشرة مقابل تل شهاب السورية، ولم يتم رصد أي مظاهر عسكرية لافتة في القرية التي شهدت الاشتباكات رغم تشديد الجيش الأردني إجراءاته قرب الحدود بحسب تأكيد الأهالي الذين أشاروا أيضاً إلى قدوم تعزيزات عسكرية من دبابات ومعدات خلال الأيام الماضية، ولكنها ضمن الحدود الدفاعية. ورصدت «الشرق» قدوم أعدادٍ من الأردنيين من مناطق قريبة كالرمثا والشجرة لاستطلاع مكان الاشتباك، ويقول أيمن القرباعي، وهو شاب من سكان المنطقة، أن الوضع المعتاد هو أن يقوم الجيش الأردني بإطلاق النار في الهواء عندما يطلق الجيش السوري النظامي النار على اللاجئين الذين يعبرون الحدود ليلاً، ولكن منذ الاشتباك الذي وقع الأسبوع الماضي يبدو أن تعليمات الجيش الأردني أصبحت الرد على مصادر النيران، وهو ما حدث في الاشتباك الأخير. ويضيف القرباعي «تعرضت نقطة حدود أردنية لإطلاق نار من نقطة عسكرية سورية، فقامت بالرد العنيف وشاركتها نقاط حدودية أردنية أخرى، ليقع اشتباك أطلقت خلاله النقاط الأردنية النار بكثافة باتجاه عدة نقاط حدودية سورية حول تل شهاب». ولفت القرباعي إلى وقوع اشتباكات متقطعة عبر الحدود كل يومين أو ثلاثة، وهو ما أكده أيضاً عددٌ من مواطني المنطقة الذين يشكون من سقوط بعض طلقات الرصاص على منازلهم رغم أنها لا تترك أية أضرار. ورغم أن مصدرا عسكريا أردنيا أكد ل «الشرق» صحة ما أدلى به المدنيون من معلومات، إلا أن الناطق باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، نفى وقوع اشتباكات، وقال إنه لم تحدث أي اشتباكات على الجانب الأردني من الحدود مع سوريا، مؤكدا في الوقت نفسه عدم وجود أي إصابة في صفوف أفراد القوات المسلحة الأردنية. وتشكل طبيعة المنطقة الجغرافية بين البلدين معضلة، حيث تتقابل النقاط الحدودية للجيشين ولا يفصلها أكثر من 150 متراً، كما أن المنطقة العازلة عبارة عن شارع صغير وهامش ترابي لا يزيد عرضهما عن عشرة أمتار، ما يجعل الاحتكاكات متكررة، وخصوصاً مع عبور أعداد كبيرة من السوريين إلى الأردن عبر منطقة تل شهاب السورية والبلدات الأردنية المقابلة لها، إذ تغطيها البيَّارات والأشجار، كما تضم ودياناً تسمح بالتخفي عن أنظار الجيش السوري النظامي ثم العبور إلى منطقتي «رقة القرابعة» و»الشجرة» داخل الأراضي الأردنية.