استمتعت كثيراً واستأت أكثر خلال مشاهدتي لحوار ممتع مع معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل.. أما مبررات البهجة والاستمتاع فقد كانت بسبب ما أشار إليه من مخترعات سعودية متميزة حصلت على براءات اختراع عالمية ويمكن لتلك المخترعات أن تحقق نقلة نوعية وكمية في أمور حياتية وطنية كثيرة وأن تحرز تقدماً صناعياً للوطن العزيز كما توفر فرصاً استثمارية في المجال الصناعي وفرصاً وظيفية للمواطن السعودي أيضاً.. كما أبهجني أيضاً تبني المدينة للشباب السعودي وتنمية قدراته وتطوير إمكاناته وهو حديث سبق أن سمعتة بإعجاب أكثر من مرة من سمو الأمير الدكتور تركي بن سعود نائب رئيس المدينة.. كما أسعدني أن يرفض شاب سعودي إغراءات دولة أخرى بالعمل لديها بينما يصر على العودة لوطنه وخدمة مجتمعة.. لكن ما أساءني وسبب الاستياء لدي هو ما أشار إليه ببعض الحزن رئيس المدينة من أنهم يحاولون الإبقاء على الشباب السعودي المميز في الشأن البحثي كما يحاولون جذب الآخرين منهم إلا أن سلم رواتب المدنية لا يحقق ذلك أو يتيح لهم فعل ذلك الشيء الأمر الذي جعله يطالب بتعديل سلم الرواتب الحالي إلا أن هذا الموضوع لم تتم معالجته حتى الآن. وأذكر عندما كنت مساعداً لأمين عام الغرفة التجارية الصناعية بالرياض قبل أكثر من عشر سنوات اتفقت مع أمين عام موهبة في ذلك الوقت الدكتور حمد البعادي على أن يتم تنظيم لقاء للمخترعين السعوديين في مقر الغرفة بحيث يمكن الجمع بين المخترع والتاجر وصاحب الصناعة أملاً في تجسير الفجوة بينهم من أجل بناء صناعة سعودية بمخترعات سعودية أيضاً.. اللقاء كان مميزا والمخترعون كانوا أكثر بهجة وسعادة وعرضوا مخترعاتهم بشيء كبير من الفخر ونحن استمتعنا بها أكثر، لكن الأجمل كان رعاية الأمير نايف بن عبدالعزيز (يرحمه الله) وزير الداخلية آنذاك لتلك الفعالية فقد أبدى سعادته بالحضور والرعاية وأمضى أكثر من أربع ساعات مع المخترعين تخللتها صلاة العصر وكان يحادثهم ويبدي إعجابه بإنجازاتهم المبتكرة وقد كانت تلك الفعالية حدثا لا يمكن نسيانه مطلقا سواء على المخترع أو الغرفة، ولكن متابعة لنتائج ذلك اللقاء لم تحدث، وتصنيعا لتلك المخترعات لم يتم حسب علمي، فأصبح اللقاء دون جدوى! أتمنى مثلما قال الدكتور السويل أن نعمل على تحويل المخترع السعودي إلى صناعة سعودية نفاخر بها.. نستخدمها.. نقوم بتصديرها.. فنحن مجتمع أنعم الله عليه بموارد طبيعية لا حدود لها ومن أبرزها الإنسان السعودي القادر على العطاء و"الفعل" الذي يليق بوطنه.. فهل نسعى لتحويل مخترعاتنا إلى صناعة سعودية أم تبقى حبيسة الأدراج نفاخر بها في المعارض ونتحدث عنها في المؤتمرات لكن لا تزيد عن كونها "سرابا يحسبه الظمآن ماء"!