أعجبتني جداً فكرة كاراكتير الهليل تزوجها لتدخله معها الأسواق التي مُنع من دخولها الرجل بدون وجود عائة معه وتزوجته لتدخل المطاعم التي كُتب عليها ممنوع دخول النساء من غير محرم وفي الأسواق لم يُكتب ممنوع دخول الرجال من غير نساء ولنا الحق أن نحتج نحن النساء على عدم كتابة هذه العبارة للمساواة. المهم اوجدنا سبباً قوياً للزواج وهو الذهاب لمطعم أو للسوق والحمد لله أنه في النهاية تمت المساواة بيننا وبين الرجال فكما كنا ولا زلنا نُمنع من دخول المطاعم لوحدنا كنساء فإن الرجل أيضاً لا يستطيع أن يدخل السوق بدون امرأة وهذا يجعله يستحلف أخته أو زوجته أو ابنته أو أمه لتأخذه للسوق وقد يتحايل عليها كما نفعل نحن عندما نريد الذهاب لمطعم ولكننا أحسن حظاً ففي كل مركز تسوق مطاعم ومطاعم وليس هناك أسواق في المطاعم المهم انني في كل مرة أذهب فيها للسوق يجري خلفي بعض الشباب الذين هم في سن ابنائي ويقولون لي يا خالة من فضلك دخلينا معاك على أنهم أولادي ولكن عددهم كبير هذا ان فكرت في إدخالهم فليس معقولاً أن يكون لدي عشرة أولاد أو أكثر وأشكالهم مختلفة ثم انني لن أشجعهم على كسر القوانين وإن كانت لي وجهة نظر فيها. ومرة فكرت كم ستكون العملية مربحة لو انني أخذت من كل واحد منهم 50 ريالاً مقابل إدخاله للسوق بدلاً من جلوسهم في الشارع منتظرين رحمة ربنا ثم عطف امرأة عليهم. ثم اكتشفت أن زميلة لي تساعدهم على الدخول للسوق وبالطبع دون مقابل لأنها تعطف عليهم وتعتقد أن في بقائهم خارج أماكن تجمع العوائل مضيعة لهم وقد يقودهم ذلك للانحراف. حكاية الفصل هذه مشكلة أخرى نعاني منها بالذات هنا في مدينة الرياض وكثيراً ما نلاحظ كيف أنها تعطل حياتنا عندما يتشدد البعض في تطبيقها فعلى سبيل المثال أحزن وأشفق كثيراً على موظفي الخطوط السعودية عندما يركب أحدهم الطائرة ومعه أربعة أو خمسة نسوة وأطفال ويريد أن لا يجلس رجل بجانب محارمه وتراه واقفاً في وسط الطائرة قلقاً باحثاً عن مكان إما بجانب امرأة ليس لديها محرم أو وسط امرأتين وافرحوا أيتها النساء في بعض الأحيان تصبحن العملة النادرة وترى المضيفين في تلك الرحلة يستحلفون الركاب بأن يتركوا مقاعدهم رحمة بحال صاحبنا وحتى لا تتأخر الرحلة عن الإقلاع. في مرة كان ابني عمره ست سنوات يجلس بجانبي طلب مني المضيف أن يقوم ابني لتجلس امرأة في مكانه لأنها وعلى حد قوله مسكينة ليس معها محرم وأن يجلس ابني الصغير بجانب رجل غريب لا يعرفه في رحلة طويلة وطبعاً رفضت وقلت للمضيف أن ابني أيضاً يحتاج لأمه في هذه الرحلة الطويلة. أعتقد أنه على الخطوط السعودية أن تكتب على تذاكرها مع المحظورات التي يمنع حملها داخل الطائرة «عزيزي المسافر قد لا يتوفر المكان لجلوس النساء اللاتي معك بجانب امرأة» وهكذا «اللي أوله شرط آخره سلامة» خاصة في حالة الزوج الذي لديه أكثر من زوجة. انني فقط أتصور لو أننا شرطنا على صانعي الطيارات أن يصنعوا لنا طيارات بمواصفات سعودية قسم للنساء وآخر للرجال وربما جزء آخر للعوائل ولنجد أحدهم ينادي على زوجته يا الله.. يا هو.. هبطنا.