قالت وسائل إعلام حكومية ومعارضة امس إن قوات النظام السوري كسرت حصارا يفرضه مقاتلو المعارضة منذ ستة أشهر في شمال سوريا وإنها تقاتل الآن لاستعادة السيطرة على طريق سريع مهم. وأفادت صحيفة البعث الموالية للحكومة بأن مقاتلي المعارضة أبقوا الجيش محاصرا في قاعدتي وادي الضيف والحميدية العسكريتين بمحافظة ادلب لكن قوات الرئيس بشار الأسد التفت أول أمس الاحد حول قوات المعارضة وكسرت الحصار. وشن مقاتلو المعارضة امس هجوما مضادا لكن جبهتهم ضعفت في الاسابيع القليلة الماضية بسبب الاقتتال الداخلي وإرسال قوات لخوض معارك أخرى. وقد يمكن كسر الحصار حول القاعدتين اللتين تقعان خارج بلدة معرة النعمان الجيش السوري من استعادة السيطرة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى حلب أكبر مدينة سورية وتعزيز خطوط إمداده الهزيلة في قلب الشمال الذي تسيطر عليه المعارضة. وبعد عامين من الانتفاضة على حكم الأسد تحارب القوات الحكومية بضراوة لاستمرار سيطرتها على المدن. وسقط العديد من المناطق الريفية والبلدات في أيدي المعارضة. اما مدينة حلب التي كانت مركزا للاعمال فهي مقسمة بين الفصائل المتناحرة. وتقدم مقاتلو المعارضة في شمال سوريا قرب تركيا وفي محافظة درعا بجنوب البلاد قرب الاردن. لكن القوات الحكومية أبقت قوات المعارضة خارج وسط دمشق وسيطرت على أكثر من نصف مدينة حمص التي تربط العاصمة بمعاقل العلويين قرب ساحل البحر المتوسط. وأجبرت هجمات مقاتلي المعارضة الجيش السوري على التخلي عن العديد من القواعد في شمال سوريا ومعظم الطرق حول محافظتي حلب وادلب مما جعل المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة في الشمال تعتمد على نقل الغذاء والاسلحة جوا. وقال رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا لرويترز "سمح كسر الحصار أمس للجيش بقيادة ست شاحنات محملة بالاسلحة إلى قاعدتي وادي ضيف والحميدية". وأضاف المرصد أنه على الرغم من المكاسب التي حققها الجيش فإن كلا الجانبين لم يحققا تفوقا واضحا. وأشار عبدالرحمن إلى أن أكثر من 50 مقاتلا قتلوا أو فقدوا في معركة أمس الأول. وقال إن تقدم الجيش ليس نجاحا حاسما بعد لكنه قد يفتح من جديد جبهات قتال في الشمال كان التفوق فيها حليفا للمعارضة. وقال "سنرى الان ما سيحدث لكن إذا استطاع مقاتلو المعارضة دفع النظام إلى الوراء فإنهم سيتفادون بذلك انتكاسة كبيرة. وإذا تمكن النظام من الابقاء على هذه الثغرة فيمكنه استعادة السيطرة على الطريق بأكمله وسيكون لهذا تداعيات استراتيجية كبيرة". واتهم نشطاء في معرة النعمان التي تتعرض لغارات جوية يومية بسبب الحصار مقاتلي المعارضة بأنهم السبب في الهزيمة التي لحقت بهم لانهم استنزفوا قواهم في المنطقة. واتهمت وحدات لمقاتلين اسلاميين تحركت خلال مطلع الاسبوع قوات مقاتلة على الارض بقيادة لواء شهداء سوريا بالفشل في تأمين القاعدة وإرسال عدد كبير من المقاتلين للقتال في أماكن أخرى. بينما قال لواء شهداء سوريا إنه كان يتقدم في مسعاه وإن الجماعات الاسلامية أضرت بالحصار الذي يفرضه عندما تدخلت. وقال عبدالرحمن إن العديد من القوات القتالية الرئيسية التي كانت متمركزة في المنطقة انتقلت إلى بلدات الرقة وراس العين والحسكة في شمال شرق سوريا وهي بلدات سيطرت عليها المعارضة في الاونة الاخيرة.ودفعت القوات الحكومية بقواتها بقوة قرب مدن حلب وادلب ودمشق في الاسابيع القليلة الماضية. وذكر المرصد أن غارة جوية أسفرت الاحد عن مقتل 13 شخصا بينهم عشرة أطفال في حي القابون بدمشق. وعرض نشطاء لقطات تلفزيونية لصبي خضبت الدماء وجهه وذراعيه وربطت ساقه بضمادة وصورا لجثث ثلاثة أطفال في أكياس بلاستيكية زرقاء.