تجددت الاشتباكات امس بين قوات النظام ومقاتلين موالين لها مع عناصر «الجيش الحر» في ريف حمص وسط البلاد، في وقت واصل الطيران الحربي غاراته على مناطق سورية مختلفة. وتعهد عدد من كتائب «الجيش الحر» مواصلة عملية «البنيان المرصوص» بعدما اعلن النظام فك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية قرب معرة النعمان في ريف إدلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية التابعين لها تجددت عند منتصف ليل الأحد-الإثنين في منطقة تل النبي مندو في ريف مدينة القصير في حمص، مشيرا إلى أن القوات النظامية «تحاول السيطرة عليه في شكل كامل». وشن الطيران الحربي غارات جوية عدة على قرى القصير وأطرافها. وفي دمشق، تعرضت مناطق في مدينتي زملكا ودوما للقصف من قبل القوات النظامية، وتجدد القصف على مخيم اليرموك لللاجئين الفلسطينيين. وقال المرصد إن اشتباكات جرت امس بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في مناطق من مدينة داريا في الطرف الجنوبيلدمشق. وتعرضت قرية فليطة في ريف مدينة يبرود على الطريق بين دمشق وحمص، للقصف بالطيران الحربي. وسُجل أيضاً استمرار الاشتباكات العنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية عند أطراف حي جوبر من جهة العباسيين، شرقي دمشق. وأعلن مقتل شخص على الأقل في غارة نفذتها طائرة حربية على حي القابون في الطرف الشمالي لدمشق. وبث ناشطون فيديو ظهر فيه دخان أبيض كثيف وسط صراخ أطفال وحال ذعر واضحة. وأفاد المرصد السوري أن القصف من طائرات النظام طاول امس قرى خربة غزالة وصيدا ومعربة وتل شهاب ووادي اليرموك في ريف درعا جنوب البلاد. وشنت طائرات حربية غارات على محيط «الفرقة 17» للقوات النظامية ومناطق في مدينة الرقة في شمال شرقي البلاد، تزامناً مع تجدد الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الذين يحاصرون المقر ويحاولون قطع الإمداد مع مقر اللواء 93 ويحاصرون مطار الطبقة العسكري. وجرت أيضاً اشباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي العمال في مدينة دير الزور في شمال شرقي البلاد، وسقط قتلى بقصف على أحد أحياء المدينة. وفي شمال البلاد، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حيي الشيخ سعيد والعامرية، وتعرض حيي طريق حلب والشيخ سعيد للقصف من قبل القوات النظامية وأنباء عن سقوط جرحى، وفق المرصد. وتتكثف المعارك في الشيخ سعيد باعتبارها تقع بالقرب من مطار النيرب العسكري والمطار الدولي. واستمرت الاشتباكات بين مقاتلي الطرفين في بلدتي حيش وكفرباسين في محاولة من القوات النظامية لاقتحام البلدتين وتأمين طريق الإمدادات إلى معسكري وادي الضيف والحامدية قرب معرة النعمان تاميناً كاملاً، وترددت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين وسط تحليق كثيف للطيران المروحي والحربي في سماء المنطقة. وكان المرصد أعلن أول من امس أن القوات النظامية استطاعت فك الحصار عن المعسكرين اثر التفافها في بلدة صهيان على مقاتلي الكتائب المقاتلة في بلدة بابولين. ونقل موقع «عكس السير» الإلكتروني السوري عن مصدر قوله، إن قوات النظام السوري استغلت على ما يبدو نقاط الضعف في تنظيم الثوار على الأرض من خلال عملائها، وتسللت صباح السبت مجموعة مشاة بلباس مدني إلى بلدة بابولين من الجهة الجنوبيةالشرقية وتجمعت داخل البلدية وفي غرب البلدة. وتوغل المقاتلون وفق المصدر إلى بلدة بابولين، وتحركت بعدها دبابات النظام لتحاصرهم. وشعر المقاتلون حينها أنهم محاصرون من ثلاثة جهات، فانسحب عشرات منهم، فيما بقي البعض بسلاحه البسيط يقاوم حتى قتل. وسيطر جيش النظام على طريق طوله 1.5 كيلومتر، من حاجز صهيان إلى مفرق حيش، وتمكن من التقدم شمالاً باتجاه كفرباسين ووصل إلى محيط بسيدا والحامدية. ويكتسب ذلك أهمية، باعتبار أن معرة النعمان تقع على الطريق السريع بين حمص وحماه في وسط البلاد ومدينة حلب. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن ل «رويترز» امس: «سمح كسر الحصار (أول من) أمس للجيش بقيادة ست شاحنات محملة بالأسلحة إلى قاعدتي وادي ضيف والحميدية». وأضاف المرصد الموالي للمعارضة، أنه على الرغم من المكاسب التي حققها الجيش، فإن أياً من الجانبين لم يحقق تفوقاً واضحاً. وأشار عبد الرحمن إلى أن أكثر من 50 مقاتلاً قتلوا أو فقدوا في المعركة. وقال إن تقدم الجيش ليس نجاحاً حاسماً بعد لكنه قد يفتح من جديد جبهات قتال في الشمال كان التفوق فيها حليف المعارضة. وفيما يواصل جيش النظام التقدم باتجاه معرة النعمان، تعد قوات المعارضة عدتها لاستعادة ما فقدته خلال الأيام القليلة المقبلة، وقام أول امس قائد «كتائب وألوية شهداء سورية» جمال معروف بزيارة الى مقاتليه في محيط مقر الحامدية، لحضهم على الاستمرار في القتال، وأصدر «تجمع كتائب وألوية شهداء سورية» و «ألوية أحفاد الرسول» و «ألوية أحرار الزاوية» و «لواء 15 آذار» بياناً تضمن «استمرار معركة البنيان المرصوص»، ودعا المقاتلين إلى «تلبية نداء الجهاد». وقال معروف، في فيديو بث امس على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الحرب التي يخوضها المقاتلون «مصيرية، ويجب رص الصفوف للإطاحة بالنظام. ويجب زج كل القوى لتحرير وادي الضيف والحامدية».