إن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يافوزية لمحزونون لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار... فوزية العسكر اسم لامع في سماء التربية.. وعلم من أعلام التعليم، ذات الرأي السديد، والعقل الرشيد، والحكمة البالغة. إن بحثت عن مشورة فعندها المشورة الناصعة وإن احترت في أمر فلها رأي سديد وأفكار نيرة. أما إن كنت تائها وقد أحزنتك مشكلة أو وقعت في مأزق فقد كانت خير معين على الحل وخير دليل يسترشد به. لله ما أعظم الشخصيات النافذة في المجتمع. لقد تلقينا خبر الفقيدة الغالية ببالغ الحزن والأسى ولا تسل عن الألم الذي ترك أثراً بالغاً في نفوسنا نسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويجعلها في عليين مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. بصماتها في كل مكان كلماتها لها رنين طنان.. مواعظها حسان وأسلوبها ذو بيان.. فلله درها كم كانت أختاً عزيزة شامخة عالية.. صحبتها أخوة.. ونبراتها حنوة.. عاملة لاتكل مخلصة لا تمل.. ناهيك عن الصبر والتوكل على الله حق التوكل وصلت درجة الرضا وقد بدا ذلك على محياها.. تقبلها الله القبول الحسن ورزق ذويها ومحبيها الصبر والسلوان. كانت تهتم بمعالي الأمور.. لا تبالي بسفاسفها.. كانت تبتعد عن الجدل العقيم والمجلس اللاغي، والصاحب السفية.. فراسة المؤمن في عينيها.. كانت كالنحلة في المثابرة.. تضع طيباً وتأكل طيباً وإذا وقعت على عود لا تكسره.. تلك صفات المؤمن فهنيئاً لها ولأم ربت وخرجت لنا مثالاً نحتذي به ونسير على خطاه.. تاريخك حافل يا فوزية ومسيرة نجاحك لن تنقطع بإذن الله أبداً.. قد كنت علماً شامخاً وغرست غرساً طيباً فنعم المربية الفاضلة أنت ستكتمل إن شاء الله مسيرتك.. كل أذن سمعت منك كلمة، وكل عين رأتك وكل من صاحبك والتقى بك قد أحبك واكتسب منك الكثير.. علمتنا الصبر فصبرنا وعودتنا الخير والأمل فتأملنا.. فلله درك من أخت ناصحة أمينة تحب الخير لجميع الناس فلن تنقطع مسيرتك وقد كتبت تاريخك بنفسك. نسأل الله أن يتغمدك بواسع فضله ورحمته ويلهم أهلك وذويك الصبر والثبات والسلوان. وأن يجعل ما تركته من ذكر طيب وعلم نافع وأفكاره نيرة لاتنسى على مر الزمان. فالعمل الصالح والعلم النافع الذي لم تبخل يوماً في إمداده، ينفعك ويرفعك بإذن الله ويخلد ذكرك فالذكر للإنسان عمر ثان. النجم اللامع لا يخفت بريقه ولا يضل طريقه.. هكذا كنت وستبقين معنا نعيش كلماتك ونحيا في روضات بيانك.. فلن يخفت نجمك وسيبقى ذكرك.. إلى أن نلتقي معاً في جنات الخلد إن شاء الله.