قدّم رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض استقالته أمس بعد خلاف مع رئيس السلطة محمود عباس حول قبول رئيس الوزراء استقالة وزير المالية ضد رغبة عباس. ولم يتضح على الفور ما إذا كان عباس العائد لتوه من قطر، سيقبل استقالة فياض وهو خبير اقتصادي تلقى تعليمه في الولاياتالمتحدة ويحظى باحترام دول الغرب. ورفضت متحدثه بمكتب رئيس الوزراء الفلسطيني التعقيب على التقارير التي جاءت بعد شائعات بأن عباس يريد إقالة فياض. وتدعم حكومات غربية بقوة فياض منذ أن أصبح رئيساً للوزراء في العام 2007 وتنظر إليه على أنه مهندس جهود الفلسطينيين لإقامة دولة لهم وترى أن رحيله قد يعقّد علاقاتها مع عباس. وتأزمت العلاقات من فترة طويلة بين فياض البالغ من العمر 61 عاماً وعباس وازدادت سوءاً الشهر الماضي عندما قبل رئيس الوزراء استقالة وزير المالية ضد رغبة الرئيس. ونجح فياض في أول الأمر في إنعاش الاقتصاد الفلسطيني الراكد لكنه واجه المتاعب العام الماضي عندما منعت دولة الاحتلال الإسرائيلية والولاياتالمتحدة أموالاً لمعاقبة الفلسطينيين على السعي للاعتراف بدولة فلسطينية في الأممالمتحدة. وقالت إسرائيل والولاياتالمتحدة إن الخطوة الفلسطينية أحادية الجانب وتخالف لاتفاقات مسبقة وأدت العقوبات المالية إلى عدم دفع رواتب القطاع العام الفلسطيني ما أجج احتجاجات في الشارع الفلسطيني. ووجهت حركة "فتح" التي ينتمي لها عباس الاتهام لفياض بالفشل في توقع الازمة ووجه مجلس الحركة توبيخاً لحكومة فياض لم يسبق له مثيل الأسبوع الماضي. وفي زيارته للضفة الغربية الشهر الماضي وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما كلا من عباس وفياض بأنهما "شريكان حقيقيان" في عملية السلام التي يأمل في إحيائها بين الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين في الشهور المقبلة. وفي تصريحات يوم الأربعاء بشأن الشائعات عن وجود خلاف بين فياض وعباس قال دبلوماسي كبير في القدس إن مانحي المساعدات في الغرب سينزعجون كثيراً بسبب رحيل رئيس الوزراء "المحترم" عن منصبه. وأضاف أن مسعى بناء المؤسسات في الضفة الغربية الذي اتبعه فياض هو "أفضل ما حدث" في الأراضي الفلسطينية في السنوات القليلة الماضية.