حدّد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور صلاح البردويل، ملامح عدة لسياسة حركته الخارجيّة والداخليّة، بعد انتخاب خالد مشعل مجدداً لرئاسة مكتبها السياسي؛ مؤكداً أنها تنبني بالأساس على هدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، الذي تستمد "حماس" شرعيتها من خلال مقاومته وليس من الولاياتالمتحدة أو غيرها. وقال البردويل في تصريحات صحافية "إنّ سياسة حماس الخارجية تهدف إلى إيصال الرواية الفلسطينية إلى الشعوب الغربية، لدفعها إلى اتخاذ القرارات بعيداً عن الرواية الإسرائيلية والروتين السياسي دون النظر إلى حقيقة ما يجري على الأرض"، مشدداً على أن أي حوار مع الدول الغربية خاصة أميركا "لن يكون على حساب مبادئ الحركة إطلاقاً". وتأتي تصريحات البردويل في ظل المطالب الأميركية التي حددتها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند للاعتراف ب"شرعيّة" حماس، أول من أمس، وتتمثل بالاعتراف ب(إسرائيل) ونبذ ما وصفته (الإرهاب) في إشارة إلى مقاومة الإحتلال، والموافقة على "شروط الرباعية الدولية". وتابع البردويل "إن شرعية حماس لا تُعطى بصك من الولاياتالمتحدة، فصحيح أن الاعتراف الدولي يسهل قيام الدول لكن في حالتنا الفلسطينية لا نقبل أن يكون ذلك دون تحرير كامل فلسطين من البحر إلى النهر وتحقيق الأهداف الوطنية كاملةً". وأضاف "إن أميركا منحازة بشكل كامل إلى الاحتلال الصهيوني وتعادي الحقوق الفلسطينية"، لافتاً إلى أن حركته لا تسعى إلى العداء مع أميركا لكنها لن تقبل بالتنازل عن الثوابت الفلسطينية، واصفاً في الوقت ذاته مطالب الولاياتالمتحدة بأنها "ضرب من الخيال". وشدد البردويل على أن النضال الفلسطيني وإنجازات المقاومة تفرض بنفسها، وتدفع الأوروبيين خاصة بعد اندلاع الثورات في بعض البلاد العربية، إلى طلب فتح الحوار مع "حماس"، وأن حركته لن تمانع ذلك وستمارس حقها في التعبير عن وجهة نظرها بشكل كامل. وعلى صعيد السياسة الداخلية ل"حماس"؛ أوضح أنها تقوم على أمرين أولهما؛ تحقيق الوحدة الوطنية على أسس الثوابت الوطنية، مع حشد طاقات الأمتين العربية والإسلامية لدعم الفلسطينيين والمقاومة"، مضيفاً أن الأمر الآخر هو تحقيق الأهداف الوطنية المتمثلة بتحرير الأرض والأسرى وعودة اللاجئين. وبهذا المعنى أكد البردويل أنه "لن يكون هناك أي تغييرات جذرية على سياسة حماس في المرحلة المقبلة إلا في حال قررت مؤسسات الحركة الكبرى كمؤسسة الشورى إجراء تعديلات معينة". ولم يستبعد اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في الضفة المحتلة حتى مع وجود "التنسيق الأمني" بين السلطة في رام الله وإسرائيل، مشيراً إلى أنها "قد لا تكون متوقعة ومع ذلك تندلع في أي لحظة فكلما زاد الضغط زادت معه فرصة حدوث الانفجار".