كشف مسؤولون فلسطينيون أمس، أن السلطة الفلسطينية قبلت المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل لفترة تجريبية تراوح بين ثلاثة إلى أربعة شهور يصار بعدها إما الى وقفها أو تحويلها الى محادثات مباشرة. ورجح مسؤولون في السلطة الفلسطينية في تصريحات إلى «الحياة» أن تبدأ هذه المفاوضات قبل نهاية الشهر الجاري في حال حصول الرئيس محمود عباس على اجابات مريحة من الادارة الأميركية عن الأسئلة التي وجهها اليها في شأن الجدول الزمني لهذه المفاوضات ومرجعيتها والموقف الأميركي من الجانب المعطّل في حال فشلها. جاء ذلك في وقت جددت «حركة المقاومة الاسلامية» (حماس) رفضها مطلب حركة «فتح» اعادة فتح مقراتها في قطاع غزة، وربط القيادي فيها صلاح البردويل هذه الخطوة «بعملية المصالحة وإزالة العوائق أمام الفصائل الوطنية (حماس) في الضفة الغربية». وأضاف البردويل أن اعادة فتح مقرات «فتح» رهن ايضاً «بالاتفاق على قواسم وطنية مشتركة لمواجهة الاحتلال الصهيوني وإجرامه». وجاء تصريح البردويل رداً على تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الدكتور نبيل شعث الذي زار قطاع غزة اخيراً، والتقى قياديين من «حماس» والفصائل الفلسطينية في القطاع. وقال شعث في تصريحاته إن «حركة حماس ستفرج خلال اليومين المقبلين عن عناصر من فتح في غزة، إضافة إلى إعادة افتتاح مقر الحركة في القطاع». وعلى صعيد محادثات السلام المرتقبة، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إن «التحول الأول هو أن الولاياتالمتحدة تريد أن تكثّف جهودها، ونحن نريد تحديد جدول زمني حتى نحكم على هذا النوع من المفاوضات. فنقرر بعدها إن نوقف هذه الاتصالات أو أن نذهب إلى مفاوضات مباشرة». وأضاف أن «الخطوة الأولى هي وقف الاستيطان، وبخاصة في القدس. لذلك، لا نذهب إلى مفاوضات مباشرة حتى نرى عبر هذه الاتصالات إن كنا نتقدم تجاه هذا الهدف أم لا». وستتركز المفاوضات غير المباشرة على الحدود بين الدولة الفلسطينية واسرائيل. وفي حال فشلها، كما هو متوقع فلسطينياً، سيُطالب الجانب الفلسطيني الادارة الأميركية بالتدخل مباشرة ورسم الحدود بين الجانبين والضغط على اسرائيل لقبولها. ويطالب الفلسطينيون الادارة الأميركية قبل بدء المفاوضات بضمانات صريحة تؤكد أن هذه المفاوضات تجري على أساس اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967. ويطالبون أيضاً بأن تحدد الادارة الأميركية جدولاً زمنياً لهذه المفاوضات كي لا تكون مفتوحة وتستغلها اسرائيل لمواصلة الاستيطان. وكان الجانب الفلسطيني قدم اقتراحاً باجراء مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الاسرائيلي في وقت سابق إلى المعبوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل في حال رفض اسرائيل وقف الاستيطان. وبحسب مسؤولين فلسطينيين، فان الجانب الأميركي رفض الاقتراح في حينه، لكنه عاد وقبله بعد فشل جهوده الرامية الى استئناف المفاوضات في صورة طبيعية ومباشرة بين الجانبين. غير أن كثيراً من قادة السلطة لا يرون أي أفق لهذه المفاوضات بسبب مواقف حكومة اليمين في اسرائيل التي تطالب بضم كامل القدس واستثناء اللاجئين من التفاوض.