بان كي مون يبدي «قلقه الشديد».. والاتحاد الأوروبي يستنكر تصريحات كوريا الشمالية قالت كوريا الشمالية أمس إنها «صدقت» على هجوم لا رحمة فيه على الولاياتالمتحدة وقد يشمل «ضربة نووية متنوعة». ونقل التلفزيون الحكومي الكوري الشمالي عن متحدث باسم القيادة العامة لجيش الشعب الكوري قوله «نبلغ البيت الابيض والبنتاغون رسميا ان سياسة العداء الأمريكي المتصاعد دوما لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) التي تتبعها الولاياتالمتحدة وتهديدها النووي المتهور سيسحقان بالارادة القوية لكل افراد القوات المسلحة والشعب المتحدين وما تملكه جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من وسائل متطورة أصغر حجما وأخف وزنا لتوجيه ضربة نووية متنوعة وان العملية التي لا رحمة فيها التي أعدتها قواتها المسلحة الثورية في هذا الصدد تمت دراستها والتصديق عليها نهائيا». وصعدت كوريا الشمالية من لهجتها بعد فرض عقوبات أمريكية عليها بسبب تجربة نووية ثالثة أجرتها في فبراير وأجرت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات عسكرية اعتبرتها بيونغ يانغ عدائية. وردا على هذه التهديدات قالت الولاياتالمتحدة إنها تعتزم إرسال نظام دفاع صاروخي إلى جوام قريبا لحمايتها من كوريا الشمالية في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الأمريكي لمواجهة ما وصفه وزير الدفاع تشاك هاجل بأنه «خطر حقيقي وواضح» تشكله بيونغ يانغ. وبعد عدة ساعات ذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن كوريا الشمالية نقلت ما يبدو أنه صاروخ متوسط المدى من نوع موسودان إلى ساحلها الشرقي. ونقل عن مصدر من حكومة سيئول قوله إنه لم يتضح ما إذا كانت بيونغ يانغ تخطط لإطلاق الصاروخ أو وضعته فقط لاستعراض قوتها. ويعتقد أن مدى الصاروخ يصل إلى ثلاثة آلاف كيلومتر أو أكثر مما يعني أنه قادر على الوصول إلى كوريا الجنوبية واليابان وربما جوام أيضا. ويقول بعض الخبراء المستقلين إنه لا يعتقد أن كوريا الشمالية قد اختبرت صواريخ موسودان متوسطة المدى. وقال متحدث باسم الجيش الكوري الشمالي في بيان نقلته الخدمة الإنجليزية لوكالة الأنباء المركزية الكورية إنه تم إبلاغ واشنطن بالهجوم المحتمل أن تشنه بيونغ يانغ. ولم يتضح كيف تم توصيل هذا التحذير في ظل غياب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ويقول بعض الخبراء إن كوريا الشمالية أمامها سنوات قبل أن تصبح قادرة على ضرب الولاياتالمتحدة بسلاح نووي رغم عملها على مدار عقود لاكتساب القدرة على تصنيع أسلحة نووية. وكانت كوريا الشمالية هددت في السابق بشن ضربة نووية على الولاياتالمتحدة وهجمات صاروخية على قواعدها في المحيط الهادي بما فيها قواعدها في جوام وهي أرض أمريكية في المحيط. على صعيد أخر، صرح مصدر مقرب من الجيش الصيني أمس بأنه تم وضع جيش التحرير الشعبي على أهبة الاستعداد كما يتم الان وضع خطط طارئة تحسبا لتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال المصدر الذي التقى بعدة جنرالات مؤخرا إن قادة الجيش قلقون بشأن سلامة المنشأت النووية الكورية الشمالية واحتمال تدفق اللاجئين إلى الصين. وأضاف المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته «القادة في غاية القلق». وأشار إلى أن القادة قلقون أيضا بشأن تهديدات كوريا الشمالية الأخيرة التي قد تؤدي إلى نشوب مواجهة عسكرية غير مقصودة الامر الذي «يشعل» شبه الجزيرة الكورية بأكملها. وتشمل الخطط الطارئة احتمالية دخول القوات الصينية لكوريا الشمالية إذا اندلعت حرب لتأمين المنشأت النووية ومنع وقوع أي كارثة نووية. ونقل المصدر عن أحد الجنرالات القول «لا يتحدث أحد بشأن احتمالية وقوع خطر مثل فوكوشيما فى كوريا الشمالية». وأوضح المصدر أن الجيش الصيني يخطط الان أيضا لكيفية التعامل مع تدفق محتمل للاجئين عبر الحدود الصينية الممتدة لمسافة 1400 كيلو متر. وأوضحت تقارير غير مؤكدة بأن الصين قامت بتعزيز قواتها بالقرب من الحدود الكورية الشمالية ولكن الحكومة الصينية رفضت التعليق. وأعرب بعض من المحللين الصينيين والكوريين الجنوبيين عن قلقهم إزاء افتقار زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون للخبرة وأنه يمكن التلاعب به من قبل القادة العسكريين ممن يسدون له النصح والذين أكبر منه سنا بكثير لكي يتورط في مواجهة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وكوريا الجنوبية. وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت أنها أصدرت الأوامر لجيشها بشن هجوم على أهداف أمريكية بالأسلحة النووية كما تردد أنها نقلت صواريخ متوسطة المدى للساحل الشرقي. من جهته، ابدى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «قلقه الشديد» ازاء التصعيد في خطاب كوريا الشمالية خلال مؤتمر صحافي عقده في موناكو. واعرب بان كي مون عن «خيبته وقلقه» للقيود المفروضة على الكوريين الجنوبيين العاملين في موقع كايسونغ الصناعي المشترك بين البلدين املا ان «يتم رفع الاجراء باقرب وقت ممكن». كما استنكر الاتحاد الأوروبي إعلان كوريا الشمالية إعادة تشغيل منشآتها النووية في يونغبيون، بما في ذلك المفاعل (أ/ وي5) عادًا هذه الخطوة انتهاكًا واضحًا لقرارات مجلس الأمن والتزامات كوريا الشمالية ضمن المحادثات السداسية وللتوصيات بإغلاق هذه المرافق. وأكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون في بيان نشره مكتبها في بروكسل أن استمرار كوريا الشمالية في خرق التزاماتها الدولية يمثل تهديدَا للاستقرار وسيدفع بالمجتمع الدولي إلى القيام برد حازم ومناسب. ودعا البيان كوريا الشمالية إلى الامتناع عن تأجيج المزيد من التوترات وأن تظهر الالتزام بالهدف المتفق عليه من خلال عملية كاملة لنزع الأسلحة النووية يمكن التحقق منها.